أمر غريب وسابقة غير معهودة ما أعلنته «القناة 12» الصهيونية عن دعوة وزارة الخارجية الصحفيين إلى تغطية «توبيخ السفير البرازيلي في تل أبيب على الهواء» في متحف «ياد فاشيم» (المركز التوثيقي والبحثي لتخليد ذكرى «الهولوكوست»)!
عجبًا.. وزارة خارجية دولة تدعو سفير دولة أخرى إلى مؤتمر صحفي يتم خلاله توبيخه نيابة عن دولته! وتلك سابقة في تاريخ العلاقات الدولية.
ولذلك، فإن البرازيل الدولة المهمة ذات الوزن الكبير ورئيسها المنتخَب لم تقبل هذه الإهانة الدبلوماسية الكبرى؛ فسارعت بالرد والإعلان عن سحب سفيرها من «تل أبيب»، وذلك موقف سيتوقف التاريخ أمامه ويحسب للرئيس البرازيلي وحكومته في سجل إنصاف القضية الفلسطينية.
ومن المهم في هذا الصدد الإشارة إلى أن الموقف «الإسرائيلي» بداية جاء ردًا على إدانة الرئيس دي لا سيلفا لما يجري من انتهاكات وحشية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وتشبيهه بما حدث لليهود في «الهولوكوست»؛ وهو ما أحدث غضبًا لدى الكيان.
لقد فهمنا الآن أكثر من أي وقت مضى أن الطريق مفتوح لنتنياهو لتواصل قواته مجازرها بحق الشعب الفلسطيني، ومن يرفع صوته بالإدانة فإن مصيره التوبيخ، وربما العقاب الأمريكي الشديد؛ ولهذا فإنك لا تسمع صوتًا لأي دولة عربية، أو إسلامية، مثلما فعل رئيس البرازيل، وكذلك بلجيكا.
المطلوب أمريكياً صمت العالم عن «الهولوكوست» الدائر في غزة، ومن شذ يتعرض للعقاب!
لو أن هناك دولة عربية تقوم بتنظيم حفل تكريم للرئيس البرازيلي وكل من يناصر الحق الفلسطيني، لكن حتى هذه اختفت مثلما اختفت اتفاقية «الدفاع العربي المشترك» بعد أن أجهز النظام العربي على الجامعة العربية فماتت وشبعت موتًا على ضفاف النيل!
______________________
مدير تحرير «الشعب» المصرية و«المجتمع» الكويتية– سابقًا.