رغم استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، عرضت «كتائب الشهيد عز الدين القسام» مشاهد توثق صناعة عبوات العمل الفدائي، وتبلغ مدة المشهد 41 ثانية، ونشرته «القسام» عبر منصة «تلغرام»، ويحمل عنوان «إعدادنا مستمر»، وظهر فيه عدد من مجاهدي «القسام» وهم يجهزون عبوات ناسفة تُستخدم ضد الآليات العسكرية الصهيونية المتوغلة في القطاع.
كما يظهر مجاهدو «القسام» وهم يطلون العبوات ويضعونها في حقائب محمولة داخل مكان مغطى بقماش أسود كُتبت عليه عبارتا: «من يرنو فنائي يبحث عن سراب»، و«طوفان الأقصى»، والآية الكريمة في سورة «الصف»: (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ).
ويتضمن المقطع شاشة تلفاز معلقة تعرض قناة «الجزيرة» القطرية، حيث تُبث مشاهد سابقة لعمليات «كتائب القسام» في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
خطوط الإمداد
وتصدر مقطع «إعدادنا مستمر» الذي بثته «القسام» بعد 268 يوماً على معركة «طوفان الأقصى» منصات التواصل الاجتماعي.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية أدهم أبو سلمية، عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى عدة رسائل أرادت المقاومة إيصالها إلى جيش الاحتلال والعالم.
ويرى أبو سلمية أن عملية تصنيع عبوات العمل الفدائي من أعقد وأقوى عبوات «القسام»، وما خفي أعظم!
وأضاف: بالتفكير في كافة المراحل، إن كانت خطوط الإمداد ما زالت مستمرة إذاً عافية المقاومة هي هي، والسؤال: من أين لها هذا؟ وعلى نتنياهو الذي حاصر كل غزة أن يجيب عن هذا السؤال! هل هو حصار فاشل لهذه الدرجة؟!
ويشير أبو سلمية إلى أنه إذا كانت كل مراحل التصنيع في غزة؛ فالرسالة أن الرجال في غزة لا تنفد، وكذلك الذخيرة، وهذا كل ما تحتاجه حرب العصابات كمقوّمات حتى تستمر!
وقال: حرب العصابات ذاتها التي تعجز أمامها كل أسلحة الأرض، حتى لو كانت أكثر من 2000 رطل للقنبلة.
إرادة المقاومة
وقال الإعلامي راجي الهمص: هذا المقطع يقرأه كثيرون بطرق مختلفة، لكن الثابت عندي أن الإعداد في زمن الحرب والاستنزاف والإبادة أعقد بكثير مما يتصوره المحب قبل الكاره، الإعداد بالحرب يشبه الاحتفاظ بالأسرى، بل قد يبدو أعقد.
وأضاف: هذه الصورة تعبر عن إيمان ويقين وثبات وقدرة وفضل من الله كبير، وهي رسالة الإرادة التي ستكسر كل ما يظن العدو أنه ممكن أن يحققه على الأرض.
وأشار إلى أن هناك رسالة أخرى لمن تسلل لهم الوهن وظنوا أن آلة العدو الحربية ممكن أن تفرض علينا ما لا نريد، بألا يجزعوا كل ما يصنعه العدو مؤقت وزواله يقترب أكثر وهو معتقد جازم عارف بذلك.
وقالت الأكاديمية أميرة النحال من غزة: ما زال التصنيع مستمراً بعد 9 أشهـر تحت النار وللفترة القادمة، إن أراد العدو حرب استنزاف طويلة ولا تحتاج لدعم خارجي ولو استمرت الحرب لسنوات.
فاعلية شبكة المقاومة
وقال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد: بينما تملأ «إسرائيل» الدنيا صراخاً بسبب التأخر الأمريكي في صفقات السلاح، تبث «القسام» فيديو يوثق استمرار عمليات التصنيع العسكري خلال أعقد معارك القرن الحادي والعشرين وأشدها صعوبة، في إشارة إلى أنه مهما طالت الحرب، فلن تقدر «إسرائيل» على استنزاف المقاومة فيها.
وأضاف زياد، في تحليله للمشهد الذي بثته «القسام»، أن الفيديو يأتي بعد زعم العدو قطعه شريان الحياة عن المقاومة بعد احتلال محور فيلاديلفيا، في إشارة إلى أن المقاومة تستطيع بناء ترسانتها العسكرية دون الحاجة لأن تصلها رصاصة واحدة من خارج القطاع، وأن شريان حياتها هي سواعد رجالها وعقول مهندسيها وإرادة مقاتليها.
وأشار إلى أن الدلالة الأبرز من مقطع «القسام» ربما هي أن القادر على تشغيل مصانع العبوات قادر على تشغيل مصانع الصواريخ التي تصل «تل أبيب»، وكافة أنواع الذخائر والأسلحة الأخرى.
وبين زياد أن تصنيع عبوات العمل الفدائي هو أعقد أنواع التصنيع العسكري فيما يخص الأسلحة المضادة للدروع.
وتابع: لم تنشر «القسام» العمليات الأخرى المصاحبة لعملية التصنيع مثل عملية نقل المهندسين ونقل المواد الخام من مصانع «القسام» أو ما توفر من ذخائر العدو في الميدان.
وأكد أن الفيديو يدلل على فاعلية شبكة عمليات المقاومة، وهيئة أركانها، وغرف قيادتها، ومنظومة الاتصال والتواصل.
وكانت «كتائب عز الدين القسام» نشرت سابقاً للمرة الأولى خلال العدوان فيديو تعريفياً عن عبوة العمل الفدائي التي تستخدم لتدمير العديد من آليات الاحتلال المتوغلة في محاور عدة من غزة.
وهذه أبرز مواصفاتها:
– صممت وصنعت بأيدي «كتائب القسام».
– تتميز بقدرة تدميرية عالية.
– تعطي مقاتلي المشاة قدرة كبيرة على الحركة والمناورة.
– يتم إلصاقها على الآليات وتدميرها من نقطة صفر.
– قطرها: 105 ملم.
– طولها: 57.3 سم.
– وزنها الكلي: 3.2 كغم.
– قدرة الاختراق في الحديد الصلب: 60 سم.