في مشهد احتشادي، توافد المئات من المصلين إلى مسجد السلام بقيرا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في صلاة الجمعة، التي أمَّها لأول مرة بمسجد قيرا الداعية الإسلامي الشهير الشيخ توفيق الصائغ، الذي يزور البلاد للمرة الثانية، حيث قدم خطبة حملت بين طياتها تاريخ المسلمين المشرق في بلاد الحبشة، وحاضرهم الذي يستبشر بإعادة ذلك الإرث الإسلامي التليد في البقعة التي استقبلت صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة.
حضور رسمي وشعبي
وشهدت مشاركة الشيخ الصائغ وإمامته لصلاة الجمعة حضوراً شعبياً ورسمياً تقدمه رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا الشيخ إبراهيم توفا، ورئيس المجلس الأعلى لإدارة أديس أبابا، والشيخ محمد سلطان، وأبوبكر أحمد، مستشار رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والداعية الشيخ بس نور، أحد أبرز القيادات الشبابية في إثيوبيا، ولفلف من العلماء والأئمة والمشايخ.
والداعية توفيق الصائغ إريتري، عاش وأكمل دراسته في المملكة العربية السعودية، قبل أن ينتقل إلى البحرين، ويشارك بنشاط في مجال الدفاع عن الإسلام والمسلمين، فضلاً عن مشاركاته في عدة لقاءات دعوية خارج المملكة في كل من الكويت، وقطر، والبحرين، ومصر، وسورية، والسودان، واليمن، وسنغافورا، وماليزيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب أفريقيا، وألمانيا، والسويد، وفرنسا.
وافتتح الشيخ الصائغ خطبته بشذرات وقبسات نبوية، وملامح من تاريخ هجرة الصحابة رضوان الله عليهم وتجربتهم إلى أرض الحبشة، مستشهداً بما غرس من بذور الحق والخير والجمال التي حملته الدعوة الإسلامية، لافتاً إلى أن ما تشهده إثيوبيا اليوم من تمدد إسلامي وتزايد المسلمين في ربوعها ووديانها وحواضرها، قائلاً: إن كل هذه الخيرات والفتوحات يعود الفضل فيها إلى تلك الثلة المباركة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، والغرس المبارك الذي أنبت اليوم ملايين المسلمين حول البلاد.
وتحدث الشيخ الصائغ، مشيداً بما قدمته بلاد الحبشة للإسلام والمسلمين والدعوة الإسلامية في عهد النجاشي، وما تشهده اليوم من انفتاح وعودة الحقوق إلى مسلمي إثيوبيا.
وعقب صلاة الجمعة، تحدث الداعية والقيادي الشاب الإثيوبي أبو بكر أحمد، مرحباً بالشيخ الصائغ، ومشيدًا بمكانته كواحد من أبرز الشخصيات الإسلامية المؤثرة من أبناء منطقة القرن الأفريقي.
وأكد أحمد دور الصائغ الريادي في الدعوة وتعزيز القيم الدينية، معرباً عن ترحيب إثيوبيا وشعبها بحضوره.
ويتحدث الشيخ سلطان، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في أديس أبابا، في كلمة مليئة بالمحبة والسرور لزيارة الشيخ الصائغ، واستعرض فيها أوضاع المسلمين والتحديات الراهنة التي يواجهونها، مشددًا على أهمية العمل المشترك لتحقيق التضامن والتكافل في المجتمع الإثيوبي الإسلامي، وضرورة التنسيق بينهم وجميع مسلمي العالم خاصة البلاد العربية ومنطقة القرن الأفريقي.