راح بعض الشباب يتصور أن تلك المتدينة لن تكون كتلك التي تظهر في الفضائيات والكليبات فهي لن تكون في بيتها إلا خيمة من الخيام المتحركة
كثرت المتبرجات فى الشوارع والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي والجامعات والمدارس..
فأصبح كل ما يجب ستره مكشوفاً وباتت صاحبة المشية الخليعة الراقصة المتميعة هى الملفتة اللافته للنظر بكل أسف.. حتى إذا رأى الشاب المتدين هذه المظاهر أو بعضاً منها ظن في نفسه أو رسم فى مخيلته أو راح يتصور – بالخطأ – أن الفتاة المتدينة لا يمكن لها أن تكون مثل هاتيك الفتيات اللائي يملكن الجمال والدلال, فهو هنا سيعتقد وسيرى المتدينة أنها لن تكون رومانسية ولن تكون ذات مشاعر ولن تعرف الغرام والهيام والحب والعشق فهي أبعد ما ستكون عن ذلك – من وجهة نظره- ,.
وراح يصّور ويعتقد أن الفتاة المتدينة لن تكون في بيتها إلا كوكتيلاً من التعقيدات النفسية والعواطف المتحجرة والرومانسيات المفقودة والحنين التائه.. وأنها لن تعشق زوجاً وإنما سيكون عشقها لمطبخها ليل نهار.
راح بعض الشباب – ولن نقول معذوراً في تصوره – راح يتصور أن تلك المتدينة لن تكون كتلك التي تظهر في الفضائيات والكليبات فهي لن تكون في بيتها إلا خيمة من الخيام المتحركة انتقلت من بيت والديها إلى بيت زوجها هي بنفس خيمتها على رأسها وجلبابها على جسدها ولن يكون لها ما للجميلات الغير متدينات من فنون الغناء والرقص والتدلل وكلام الحب والسكينة .
الغريب أنني كلما فكرت في ذلك التصور الخاطىء الذي رسمه الشباب المتدين عن فتياتنا المتدينات لا أدرى حقيقة من أين أتى بهذا التصور الخاطيء وكيف رسمه وكيف سيطر عليه فراح يعزف عن الزواج من المتدينات سواء من أبناء التوجه الإسلامي الذي يألفه أو غيره.
وعموماً.. ومن باب الإنصاف يجب أن نقول:
ربما رأى بعض الشباب المتدين أمهاتهم المتدينات في البيوت أمامهم ما هن إلا عاملات نظافة وطاهيات طعام وماسحات وكانسات..
ربما لم يرى بعض هؤلاء الشباب أمهاتهم المتدينات في بيوتهن إلا منكدات على آبائهم أو منصرفات عن الزينة والتدلل مع آبائهم.. فراح الأب مشتتاً أو زاهداً في زوجته .
ربما رأى بعض هؤلاء الشباب المتدين من أمهاتهم ما ينفرهم فى الزواج من الفتاة المتدينة فقد حكى لى أحدهم – وبما أثار دهشتى وحيرتى بقوة – حكى لي قائلاً يا سيدي لقد رحت أخاف الزواج من الفتاة المتدينة بعدما رأيت أمي لا تنام مع أبي في سرير واحد أو حتى في غرفة واحدة فقلت له كيف يا بني تتجرأ في قولك هذا فأقسم لى أن أمه تذهب لتنام بغرفة شقيقاته البنات وتقول: إن هذا طبعها وقد ربيت فى بيت أبيها وأمها على ذلك, مما أثار غضبة الأب واستغراب الأبناء فراح الشاب المتدين كلما أقدم على الزواج من الفتاة المتدينة راح خائفاً وأخذ يسيطر عليه التفكير فيما يجرى فى بيته لدى أمه الصالحة والتى ربما تكون من الناشطات فى العمل الإسلامى ..
هذه نوعية من الأمور المستغربة التى بسببها قد يعزف الشباب المتدين عن الإقدام من الزواج من الفتاة المتدينة ظنا منه أنها ربما ستكون مثل أمه فيذهب كما ذهب أبيه الى حالة من التعب النفسى والانهيار الأسرى والتفكك النفسى بين قطبين رئيسين هما قطبي البيت في أصله.
نوع آخر من الشباب المتدين قد يعزف عن الإقدام من الزواج من الفتاة المتدينة ربما لما رآه من بعض الفتيات المتدينات المتساهلات فى أمور التدين مع الشباب المتدين من باب التواجد فى عمل اسلامى مشترك فيرى تلك قد تتحدث مع شاب آخر متدين مثلها ولكن ربما بأسلوب ليس منضبطا فيروح ويرسم صورة لكل الفتيات المتدينات في نظره وهذا طبيعي ليس من الإنصاف..
ومنهم من قد يعزف بسبب ما رآه على مواقع التواصل الاجتماعى من بعض الفتيات المتدينات من إبداء اعجابهن بصفحات على الفيسبوك بشباب غير ملتزم أو حتى ملتزم أو الاشتراك بـ”جروبات” اجتماعية قد يكون فيها التواصل على غير أدب أو ضوابط أو غيره من مثله
ومنهم من يعزف بسبب ما قد يراه من المتدينة من إهمال مظهرها فهي تعتبر التدين أن ترتدى اللباس الأسود ليل نهار بالشارع وعند الخروج فيخشى أن يتقدم لزواجها فترفض أن تخلع الأسود وترتدي الملون..
ومنهم من قد يعزف عن الزواج من المتدينات لما قد رآه من سلوكيات بعض الآباء والأمهات الملتزمون من تعاملات مع الجيران أو الخلان أو الاقارب معاملة لا ترضيه فيخاف أن يتقدم للزواج من ابنتهم …
ومنهم من قد يعزف لما سمعه عن غلاء مهور وتكاليف الزواج لدى بعض أو كثير من بيوت الفتيات المتدينات.. ومنهم من يعرض بسبب كذا أو.. أو غيره .
أما عن رؤيتنا فى التغلب على مثل هذا العزوف فقد يكون فى بعض الحلول نرى منها ..
ضرورة اعتقاد الشباب المتدين بأن الفتاة المتدينة هي كالغير متدينة بل وقد تكون أفضل من حيث الحب الحلال والدلع والغرام والانسجام فما أجمل الحلال الطيب ..
بل هن من أروع من يفهمن فنون ذلك فهن يتعاملن مع كل ذلك على كونه عبادة يتعبدون بها الله… يجب ان يدرك الشباب المتدين أنه إن لم يتزوج هو من الفتيات المتدينات فمن لهن يكون ؟ هل يتركهن لغير المتدينين من الشباب فتتأخر الفتاة فى الزواج لسن قد تضطر عنده أن تقبل بغير المتدين الذي قد لا تجد معه راحة ولا سعادة … أو لا يعينها على أمر دينها . الشباب الذى يرى الزواج من فتيات عاديات غير متدينات ولا يرتدين اللباس الشرعى بحجة أنه بعد الزواج سيعمل على إلباسها اللباس الشرعى ..
ما يدريك يا بُني الشاب الحبيب أنك ستنجح فى ذلك بل أقسم لك أنك قد لا تستطيع على الاطلاق أن تغير من لباسها بل قد تتعالى هى عليك حتى لو اشترطت عليها ذلك فى البداية .. ألا من الممكن ابنى الشاب الحبيب أن تقوم هى بتغييرك من التدين إلى زوج تحمل أسوأ السلوك بل قد تكون سبباً فى بعدك وابتعادك عن التدين …
إلا تعلم أنها قد تفتنك بسهولة عن طريق الحق والهداية لتجرفك هى الى طريق الغواية .. ثم هل تضمن انصياعها لك بعد الزواج وهى من بدايته قد بدأته معك على معصية بارتداء مالا يرضى الله ومالم يأمر به الشرع من اللباس الشرعي .. هل تضمن ذلك يا بنى الحبيب ..؟
ثم لماذا تتجاهل وصية حبيبك محمد صل الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك.. أي خسرت خسران مبيناً .. والله يا بني إن هناك من الحالات العديدة ممن تزوج من غير المتدينات وكان ذلك سببا فى خراب بيوتهم وخيانتهم والكذب عليهم وسقوطهم فى الهاوية .. تزوجها يا بني صالحة متدينة ترتدي اللباس الشرعي ودعك من تخيلاتك الغير واقعية من كونك ستغيرها وستقنعها بعد الزواج وبأن الحب بينكما سيفعل المستحيل فتنصاع لك وترتدي ما كنت قد خططت له..
لا أنسى هنا أن اوجه كلمة إلى بناتنا المتدينات المرتديات اللباس الشرعى .. لا تجعلن من التدين قناعا لإهمال أنفسكن .. اهتمين بأنفسكن وعالجن ما قد يطرأ عليكن من أمراض وغيرها . اياكن من التواصل مع الشباب متدينا كان أو غيره بحجج أو غيرها وتعففن تجدن الستر والزوج الصالح .. إلجأن الى الله بالدعاء والصدقات – إن اتيح لكن ذلك – واسألن الله دوما بالستر و الزوج الصالح واصبرن اذا تأخرتن واعلمن أنكن من الله قريبات محببات بل أنتن حبيبات لعائشة وخديجة ونساء المؤمنين ..
والى الآباء والأمهات .. اقول خيرهن وأكثرهن بركة أيسرهن مهورا وأقلهن تكاليفاً في الزواج .. سهلوا على الشباب المتدين عندما يتقدم لبناتكم .. إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله . اللهم استر بنات المسلمين بأزواج من الشباب الصالحين المتدينين وارزق الشباب المتدين بفتيات صالحات طاهرات .. وأكثر من بيوت المسلمين الطاهرة لنرى جيلاً كان من صنّاعه أب متدين وأم متدينة.. والله الموفق لما يحب ويرضى.