معظم الناس يقرون بضعف معرفتهم بإدارة شؤون المال
معظم الناس يقرون بضعف معرفتهم بإدارة شؤون المال، هذا ما أظهره استطلاع للرأي أجرته “المؤسسة الوطنية للاستشارات الائتمانية الأمريكية” -National Foundation for Credit Counseling، والسبب أن آباءهم وأمهاتهم ضللوهم ولم يعلموهم كيف يدار المال، فقد قال 41% ممن شملهم الاستطلاع: إنهم تعلموا أمور إدارة المال من آبائهم وأمهاتهم.
وهذه أكثر عشرة أخطاء وأكثرها شيوعاً في إدارة المال، يورثها الآباء لأبنائهم:
1– الصمت:
حيث ترى “تيريزا هيرزلاك”، المستشارة المالية، أن أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء في إدارة المال هي الصمت؛ إذ إنهم لا يتحدثون إلى أبنائهم في هذه الأمور، ولا يشرحون لهم كيفية التعامل مع المال وإدارته بشكل صحيح، حتى إن بعض الآباء يقولون لأبنائهم: الحديث في الأمور المالية عيب.
2- يعلمونهم الاعتماد على بطاقات الائتمان:
ثاني أكثر الأخطاء شيوعاً؛ فهو أن الآباء يستخدمون البطاقات الائتمانية أمام أبنائهم دون أن يشرحوا لهم مبدأ عملها، وحين يرى الأطفال أن هذه البطاقة قادرة على شراء كل ما يريدونه، فقد يجعلهم هذا الأمر يعتمدون عليها كلياً حين يكبرون، وتنصح “هيرزلاك” الآباء بأن يشرحوا لأبنائهم أنهم يستلمون فاتورة بالأشياء التي اشتروها ببطاقة الائتمان في نهاية الشهر، وعليهم أيضاً أن يفسروا لهم متى ولماذا تستخدم هذه البطاقات؟ وما فائدتها؟
3- المسؤولية:
يقول “ديفيد باخ”، خبير الشؤون المالية ومؤلف كتاب “التخلص من الديون للأبد”: إن أكبر خطأ يرتكبه الآباء هو عدم رفض أي طلب لأبنائهم، فهم يمنحون أبناءهم كل ما يرغبون به ويتمنونه، متجاهلين القواعد التي وضعوها أو الميزانية التي يعتمدونها.. ويرى “باخ” أن هذا الأمر يؤدي بالأبناء إلى عدم الإحساس بالمسؤولية، ويجعلهم يريدون الحصول على كل ما يشتهونه حين يكبرون، ويقترح أيضاً بأنه إذا كان أحد الأبناء يرغب في شيء يمتنع أبوه عن شرائه له، فيجب على الأب أن يشرح له سبب ذلك، ويعلمه الفرق بين ما يريده المرء وما يحتاجه فعلاً، وكيفية والهدف من توفير المال من أجل المستقبل.
4- الكذب: أظهر استطلاع أجرته مجلة “فوربس”، أن 31% من البالغين يكذبون على أزواجهم فيما يتعلق بالمال، وحين تقول الأم لابنها: “ليكن هذا سرنا الصغير، لا تخبر والدك عنه”، فإنها تعلم طفلها الكذب، وحين يدرك الطفل أن والديه يكذبان على بعضهما بخصوص المال فقد يتعلم عندئذ أن يتلاعب بهما في المقابل، وهذا يعني أنهم لن يكونوا صادقين مع شركاء حياتهم حين يكبرون أيضاً.
5- عدم تطبيق ما تقول:
احرص على أن تراعي تطبيق كل ما تقوله بحذافيره، يقول “ستيوارت ريتر”، الخبير في التخطيط المالي: إن الأبناء يقلدون كل ما يفعله الآباء، وهم بدورهم يرتكبون خطأ عدم تطبيق ما يقولون، بل وفعل عكسه تماماً.. ويرى “ريتر” أنه حين يقول الوالدان أنهما سيلتزمان بميزانية محددة ثم لا يطبقان ذلك، فإن الأبناء حينها سيتعلمون أن الميزانيات ليست أمراً مهما، كما أن الكثير من الآباء يعلمون أبناءهم مبادئ التوفير لكنهم لا يوفرون المال في المقابل؛ وبناء على ذلك، فالأطفال يتعلمون من الأفعال لا الأقوال، لذلك احرص على أن تراعي تطبيق كل ما تقوله بحذافيره.
6- الإنفاق الزائد على وسائل الترفيه:
وهذا يجعل الأبناء يتبنون عقلية استهلاكية ويعلمهم الإسراف والبذخ، تقول “هيرزلاك”: إن الإنفاق الزائد على الرحلات والنشاطات والإجازات الباهظة، قد يجعل الأبناء يتبنون عقلية استهلاكية، وقد يجعلهم ذلك أيضاً يربطون بين الإنفاق والاستهلاك من ناحية وبين السعادة من ناحية أخرى؛ لهذا ينبغي للآباء أن يلجؤوا إلى سبل ترفيه أقل تكلفة، لتعليم أبنائهم أن السعادة تكمن في قضاء الوقت مع العائلة وليس في إنفاق المال.
7- عدم توفير المال:
يراقب الأطفال كل حركة يقدم عليها آباؤهم ويقلدونها، لهذا فإن عدم توفير المال احتياطاً لما قد يطرأ في المستقبل، خطأ فادح سيكرره الأبناء بلا شك، ويحث “باخ” الآباء على أن يعلموا أولادهم التوفير وتقليل النفقات منذ عمر 4 سنوات، كما ينصحهم بأن يكونوا مثلاً يحتذى به في توفير المال.
8- الأجواء المشحونة بالتوتر عند الحديث عن المال:
يقول “ريتر”: يلتقط الأبناء كل الإشارات المعنوية والمشاعر السلبية والمشاجرات التي تسود الأجواء، عندما يتحدث الأب والأم عن المال، وقد يجعلهم هذا يشعرون بأن المال قيمة سلبية، ويعزز فيهم شعوراً بالقلق الشديد والمخاوف تجاهه حين يكبرون.. ويقترح “ريتر” أن يتواصل الآباء مع أبنائهم ويوضحوا لهم الوضع المالي للعائلة، سواء في الأحوال الجيدة أم السيئة.
9- تقديم المال إلى الأبناء دون فرض أي قواعد:
تقول “هيرزلاك”: يعد هذا الأمر مثيراً للجدل ومعقداً للكثير من الآباء؛ فإذا أعطى الوالدان أبناءهما مبلغاً من المال دون أي شروط، فقد يجعلهم ذلك لا يقدرون الجهد الذي يجب أن يبذل من أجله.. وتبين “هيرزلاك” أن الكثير من الآباء لا يضعون قواعد واضحة لتحديد حجم المصروفات (كالغذاء والملابس والترفيه).
10- التفرقة بين الجنسين في إدارة المال:
الكثير من الآباء يعلمون أبناءهم عن غير وعي، التفرقة بين الجنسين في تحمل المسؤوليات المالية، ويرى “ريتر” أنه إذا كانت الأم مسؤولة دائماً عن شراء المواد التموينية، والأب مسؤول عن شؤون الاستثمار، فإن ذلك سيجعل الأبناء يعتقدون أن هذه هي الحالة الطبيعية في كل عائلة؛ لذا، على الآباء أن يشرحوا لأبنائهم كيفية توزيع المهمات المالية، لئلا يظنوا أن هناك فرقاً بين الذكر والأنثى في هذا الشأن.
المصدر: مجلة “فوربس” ومواقع أخرى