“النظام قلق من أي عمل إبداعي، لقد أغلقوا أماكن الفنون، والآن يعتقلون المبدعين، الدولة لا بد أن تكون هشة جدًا إذا ما كانت تخشى من فناني الرسوم الكاريكاتيرية”.. جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم والذي علقت فيه على إلقاء قوات الأمن المصرية القبض على إسلام نعيم إبراهيم محمد جاويش، مسؤول رسوم الجرافيك بوكالة “شبكة أخبار مصر” أمس الأحد، بتهم إدارة موقع إلكتروني بدون ترخيص، واصفة إياه بالتصعيد الأحدث في حملة القمع التي تشنها الحكومة المصرية ضد منتقديها على شبكة الإنترنت.
وقالت الصحيفة في تقريرها المنشور اليوم الإثنين: إن جاويش البالغ من العمر 26 عاماً والذي يُقدر أتباعه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بـ 1.6 مليون شخص، قد تم القبض عليه أثناء مداهمة أمنية استهدفت مقر “شبكة أخبار مصر” بحي مدينة نصر بالقاهرة.
وأضاف التقرير أنه وبالرغم من أن الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة الخاصة بـ جاويش تُنشر على الإنترنت، لا يُنظر إلى الأخير على أنه من منتقدي سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ووصف التقرير الحادث بأنه الأبرز منذ الذكرى الـ5 لثورة الـ25 من يناير 2011م التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك من الحكم بعد 30 عاماً قضاها في السلطة، والتي وافقت يوم الإثنين الماضي، والتي سبقتها موجة من الاعتقالات للناشطين وغلق للأماكن الثقافية المعروفة في قلب القاهرة.
وبالرغم من أن السلطات قد كمّمت أفواه العديد من المعارضين والمنتقدين للسياسات الحكومية في كبرى وسائل الإعلام، سواء بالقبض على الصحفيين أو إجبار البعض على مغادرة البلاد، فإنها تكافح من أجل احتواء حرية التعبير على الإنترنت الذي يمثل أحد التجمعات القليلة للمعارضة الصريحة، بحسب الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن “فيسبوك” ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى التي مارست دورًا فاعلًا في الحشد لثورة يناير 2011م، يرتادها ملايين المصريين، لكن السلطات أرادت، من خلال عدد قليل من المحاكمات، أن تبعث برسالة تحذيرية إلى مستخدمي تلك المواقع حول الحدود المسموح بها فيما يتعلق بالنقاش السياسي.