اختارت الصين دولة جيبوتي لتركز فيها أول قاعدة عسكرية لها في الخارج، ويقع هذا الميناء الصغير عند تقاطع خليج عدن والبحر الأحمر، حيث يمر حوالي 40% من حركة النقل البحري العالمي، وقد اتخذت الصين هذه القاعدة كموقع إستراتيجي للسيطرة على التجارة البحرية والوصول إلى الأسواق الأفريقية.
وأبرمت الصين اتفاقاً مع الرئيس إسماعيل عمر جيلة، لبناء قاعدة عسكرية في جيبوتي، إلى جانب القواعد الأمريكية والفرنسية الموجودة هناك، لتكون بذلك أول قاعدة عسكرية لها في الخارج، وبهذه الخطوة تتقدم بكين نحو تكوين قوة بحرية دولية.
وتعمل الصين على مكافحة القرصنة في مضيق باب المندب، من خلال تأمين سفنها ومصالحها التجارية المهمة في منطقة القرن الأفريقي، حيث أرسلت بيكين منذ عام 2008م ستين سفينة عسكرية إلى مياه خليج عدن، لحماية سفنها من هجمات القراصنة، لكن مع عدم توافر قاعدة لوجستية لها في هذه المنطقة، تواجه الصين عدة صعوبات، لذلك ينتظر أن تكون القاعدة الجديدة مهيأة لتقديم خدمات أفضل لجنودها، وهو ما وضحه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي.
وبعد رفضها الطويل لتكوين أي وجود عسكري في الخارج، تعتزم الصين حماية عمالها في الخارج من خطر الإرهاب، خاصة بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرض له فندق راديسون بلو في باماكو، والذي خلف ثلاثة ضحايا من الصين.
وتعتبر الرهانات الصينية من الحجم الثقيل؛ نظراً لتواجد حوالي 2500 شركة صينية بالقارة الأفريقية، مع أكثر من مليون عامل صيني.
وتعتبر هذه القاعدة العسكرية بوابة للقارة الأفريقية، حيث سيضاف لها منطقة خالية تقدر بـ48 كيلومتراً مربعاً، إضافة إلى إعداد مخطط كبير لنقل بضائع السفن، علماً أنه سبق أن أسست الصين في جيبوتي الميناء الدولي دوراليه، ومحطة نفط تابعة له، مع خطوط لأنابيب النفط وخطوط للسكك الحديدية وطرقات نحو إثيوبيا، وتخطط الصين لحماية كل هذه المرافق من خلال إنشاء هذه القاعدة العسكرية.
كما تحاول الصين زيادة تطوير أنشطتها التجارية ومواصلة الازدهار في أفريقيا، مع سعيها إلى نقل مصانع النسيج والأحذية، واقتناء الأراضي الزراعية وخاصة تأمين الحصول على المواد الأولية.
ونتيجة لهذه السياسة، تضاعفت التجارة الخارجية بين الصين وأفريقيا 20 مرة، خلال 15 عاماً، وقدرت الأرباح التي حققتها بـ200 مليار دولار؛ أي ضعف ما حققته الولايات المتحدة.
وبحسب “وكالة أنباء الصين”، فإن هذه القاعدة العسكرية الصينية، والتي قدرت تكلفتها بـ48 مليار دولار، ستدخل حيز العمل بداية من عام 2017م، وما يجعلها بمثابة “طريق الحرير الجديد”.
الرابط:
http://geopolis.francetvinfo.fr/la-chine-installe-a-djibouti-sa-premiere-base-navale-a-l-etranger-94953