استنكر إعلاميون ومحللون سياسيون الموقف المصري الرافض للتدخل السعودي التركي في سورية لوقف تمدد الجماعات الإرهابية، واحتكار روسيا وإيران للنشاط العسكري هناك.
واعتبروا أن الموقف المصري، من الحرب في سورية مرفوض، مشيرين إلى أن مصر التي كان الأولى بها قيادة التوجه العربي الذي يصب في مصلحة الدفاع عن الشعوب المظلومة “تقف اليوم مع الجلادين والمعتدين ضد الشعوب العربية النازفة”.
وقال الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي: إن الموقف الرسمي لمصر معروف بتأييد التدخل الروسي في سورية، وإن هناك تقارباً بين النظام في مصر وبشار الأسد ونظامه، مشيراً إلى أن رد الوزير سامح شكري يتوافق مع السياسة التي تعلنها القاهرة تجاه الحرب في سورية.
وأضاف خاشقجي في مداخلة على قناة “الجزيرة” القطرية أن المملكة تتمنى موقفاً أفضل من مصر يتوافق مع السياسات السعودية في المنطقة، مؤكداً حرص الرياض على كسب الأصدقاء.
وتابع: أتمنى ألا تأتي لحظة تكون فيها مصر مضطرة للاختيار بين تأييد السعودية أو روسيا في المحافل الدولية، كما أكد بأن القاهرة لا تدرك حجم خطر إيران في سورية، والذي يسبب إضعاف الأمن القومي المصري والسعودي على السواء.
من جانبه، استنكر الكاتب والأكاديمي السعودي، أحمد بن راشد، التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية سامح شكري، عن رفض مصر للتدخل البري المحتمل في سورية، الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وقال ابن راشد في مقابلة له على فضائية “القناة”: إن القيادة الحالية في مصر ليست حليفة للمملكة العربية السعودية، وإن موقف مصر من نظام بشار الأسد مخزٍ ومؤسف بالنسبة للسعوديين بوجه خاص، وللعرب بوجه عام.
وفي تصريحٍ أثار الشكوك حول حقيقة وجدية التقارب المصري السعودي، رفضت مصر ما دعت إليه الرياض وأنقرة من استعدادٍ لخوض حرب برية في سورية بقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة “داعش”.
واعتبر وزير الخارجية سامح شكري أن الحلَّ العسكري في سورية أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المثلى.
وقال شكري في مقابلة مع “ديتشه فيله” في إطار تعليقه على اقتراح سعودي بإرسال قوات برية إلى سورية: إن العمل من خلال الأمم المتحدة والمبعوث الدولي هو الوسيلة المثلى لتحقيق وحدة سورية.
الكاتب السعودي عبدالله الملحم، قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” معلقاً على تصريحات وزير خارجية مصر التي تعارض تدخل السعودية عسكرياً في سورية: إن هذه الشدائد التي يعرف بها العدو من الصديق.
واستنكر الكاتب السعودي تركي الشلهوب، الموقف المصري من التدخل البري المحتمل في سورية، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أي دعم لمصر لا يعني سوى هدر ثروات الوطن التي أنعم الله بها علينا لأن نظام السيسي بئر لا قعر لها، مهما تضخ داخله من الأموال لن ترى لها أثر”.
الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الزعاترة، قال عبر تغريدة له منتقداً موقف مصر من التحالف الإسلامي في سورية: إن “السيسي يرفض تدخلاً عسكرياً بسورية، ويتمنى الاستغناء عن الخليج!”، وأضاف: “السيسي يمثل مصر الثقل الأكبر في الوضع العربي، وهو يرفض الانسجام مع هواجس غالبية الأمة في التصدي للجنون الإيراني، إن هذه أزمة كبيرة”.
ويعلق الزعاترة على رد أحد الإعلاميين المؤيدين للسيسي إبراهيم عيسى الذي قال: “لنخبة النظام: ستسلمون مصر للإسلاميين بخيبتكم”، قال: “دلهم يا عبقري كيف يصنعون نخباً في خدمة دولة البوليس!”.
وختم بالقول: “حالة فريدة في هذا المشرق، غالبية تتعرض لعدوان سافر من قبل أقليات يتصدرها خامنئي، حالة شاذة لن تستمر، لأنها ضد حقائق التاريخ والجغرافيا”.