فى الوقت الذى بدأت فيه الهدنة بين المعارضة والنظام السوري لاتزال المقاتلات الروسية تقصف المدنيين في مناطق قوى الثورة، مخلفة مئات القتلى والجرحى، فهجمات الطائرات الروسية لم تقتصر على النقاط العسكرية للثوار فحسب، بل قصفت بالأسلحة المحرمة دوليا، مبانٍ سكنية ومرافق خدمية أوقعت آلاف الضحايا في صفوف المدنيين بين قتيل وجريح.
هذا وقد قُتل 84 مدنيًّا، في سلسلة مجازر ارتكبها طيران الاحتلال الروسي ونظام الأسد في مناطق حلب وداريا وحماة واللاذقية وإدلب، حيث ذكرت “لجان التنسيق المحلية السورية” أن 38 شخصًا قُتلوا في حلب، بينما قتل30 آخرون في دمشق وريفها، معظمهم قتلوا جراء قصف الطيران الحربي الروسي على مدينتَي دوما وداريا، كما لقي 4 مدنيين حتفهم في اللاذقية، و 3 في إدلب، والباقي في دير الزور، ودرعا، وحماة ، وحمص.
في الوقت ذاته، قامت قوات الأسد بإيقاف سيارات قادمة من لبنان، تعود ملكيتها لأشخاص من مدينة حماة عند قرية عاشق عمر في ناحية مصياف في الريف الغربي، وتم قتل كل من في السيارات البالغ عددهم 25 مدنيًّا، كما يوجد نساء لم يعرف مصيرهم بعد.
المعارض السياسي السوري أحمد المسالمة قال، إن النظام وروسيا صعدت كثيرا بالساعات التي سبقت الهدنة لمحاولة فرض سيطرة على الأرض ليتمكنوا من البقاء بها مع سريان الهدنة.
وأوضح المسالمة أن الروس يبحثون عن أي نصر حتى ولو كان وهما قبل الهدنة ليخرج الأسد على أثره منتصرا وقويا بحسب مصر العربية.
وأضاف: أيضا عمليات القصف بالأسلحة المحرمة وغيرها، لاستفزاز الجيش الحر ليستمر بإطلاق النار ويجعل من الحر هو من خرق.
وأشار الناشط الإعلامي إلى أن الهدن ستفضي إلى استكمال المباحثات والمجتمع الدولي يراهن على الهدنة ليكمل مشوار المباحثات، قائلا: المباحثات استئنافها سيتم ولكن ينقصنا كمعارضة الكثير من إطلاق سراح معتقلين وفك الحصار عن المدن المحاصرة إلى الآن، عن طريق الممرات الإنسانية الآمنة لإدخال المساعدات بما يعني، بالمفهوم العام للهدنة بالحروب “هي لإسعاف الجرحى وإخراج المدنيين وإدخال المساعدات.
وتابع: “لكن في سوريا الأمر محتلف الهدنة إيقاف للنيران فقط وبقاء كل شيء على حاله، هدنة الزبداني ذهبت بالزبداني وهدنة حمص ابتلعت حمص وأمنت الأحياء الموالية وهدنة قدسيا أخرجت ثوارها وأمنت مساكن الحرس الجمهوري والشبيحة والفرقة الرابعة، هدنة المعضمية وداريا لتأمين ميلشياته وحرسه في المناطق المجاورة هدنة الفوعة وكفريا ونبل والزهراء أوصلت النظام إلى أطراف حلب، الرهان على كل سوريا في هذه الهدنة.
بدوره، قال عبد الخالق أبو اليمان، العضو في المكتب الإعلامي لبلدة قبتان الجبل: إن “8 مدنيين قتلوا وأصيب العشرات، إثر غارات جوية روسية، بالقنابل العنقودية، والفراغية، والقصف المدفعي النظامي، على البلدة”، مشيراً إلى “وقوع دمار كبير في منازل المواطنين جراء القصف”.
ووفق أبو اليمان، فإن” 6مدنيين قتلوا كذلك، جراء الغارات الجوية الروسية، والقصف النظامي، على مدن وبلدات حريتان، وعندان، وكفر حمرة، ومعارة الأرتيق، وحيان، ودارة عزة، وبابيص، وكفربسين، وياقد العدس، بريفي حلب الشمالي والغربي”، موضحاً أن القصف أحدث دماراً كبيراً في تلك المناطق. وفقا للسورية نت.
من جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية، روسيا بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في سوريا، لاسيما أن غالبية غاراتها الجوية تستهدف المستشفيات والمدارس.
ويشن سلاح الجو الروسي غارات مكثفة على الجنوب السوري منذ أواخر سبتمبر الماضي، ويؤمن غطاء جويا للنظام السوري لتحقيق تقدم على الأرض.
وتدور في سوريا معارك واشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ قرابة الخمس سنوات بين قوات بشار الأسد، والمعارضة السورية، والعديد من المجموعات المسلحة.