موعد الزيارة لدى عائلة الأسير تعتبر حدثاً مهماً جداً، ويتم التحضير له من قبل عائلة الأسير قبل موعد الزيارة بفترة طويلة، ويتم تحضير الأغراض والأخبار العائلية التي سيتم سردها للأسير خوفاً من نسيانها في زحمة الزيارة قصيرة الوقت بقرار من مصلحة السجون.
صبيحة يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر فبراير، كانت زيارة الأسير المهندس عباس السيد (أبو عبدالله) في سجن ريمون الصهيوني، وتقول زوجته إخلاص صويص عن تحضيرات قبل الزيارة في حديثها مع “المجتمع”: الهم الوحيد يكون لدى عائلة الأسير الفحص الأمني على الحواجز، واللعب بأعصاب عائلة الأسير، ففي كل مرة يكون المنع من مواصلة السفر إلى السجن لزيارة الأسير من قبل الحواجز العسكرية، بالرغم من وجود تصريح أمني صادر من سلطات الاحتلال بواسطة لجنة الصليب.
وأضافت أم عبدالله: عائلات قيادات الأسرى تعامل معاملة خاصة من حيث الانتقام منهم، فمصلحة السجون تتعامل مع عائلات الأسرى حسب ملفات الأسرى الأمنية، وزوجي الأسير عباس السيد من الأسرى الذين يطلق عليهم أسرى العيار الثقيل؛ كونه محكوماً بـ35 مؤبداً، إضافة إلى 50 عاماً، وهذا الأمر يجعل الزيارة ثقيلة من بدايتها حتى نهايتها، ومع ذلك نتحمل كل الأعباء في سبيل إنجاح الزيارة ورؤية زوجي للعائلة.
أما والدة الأسير القسامي سعيد ذياب من قلقيلية والمحكوم 30 عاماً تقول: أنا أسيرة محررة، وابني الأسير سعيد لا أستطيع زيارته إلا من خلال تصريح أمني في العام مرة واحدة، وهموم الزيارة كبيرة؛ منها الغدر من قبل مصلحة السجون في اللحظة الأخيرة بمنع الزيارة بعد تحمل معاناة سفر طويلة، ويكون بيننا وبين الزيارة لحظات ونرجع بدون رؤيته ويكون الألم كبيراً، وأبقى عدة أيام وأنا في حالة قهر وعدم اتزان، فإجراءات الاحتلال تنال منا من خلال التلاعب بالزيارة منذ الطلب لإصدار تصريح أمني وحتى الوصول إلى بوابة السجن.
والد الأسير عمار شوبكي من قلقيلية والمحكوم بالسجن المؤبد وأمضى في سجون الاحتلال 13 عاماً يقول لإعلام الأسرى: أصعب ما في الزيارة الخوف من إرجاعك بدون سبب، فتارة يتحججون بعدم صلاحية التصريح، أو أن الأسير معاقب ومنقول من السجن، وهذا الأمر يتسبب لنا في وجع كبير، فلا يوجد تأكيد على أن تسير الزيارة كما يرام إلا من خلال انتهاء الزيارة والعودة للمنزل، في تلك اللحظة يتم التأكد من استكمال إجراءات الزيارة، فكل عائلة أسير تتوقع الأسوأ من الاحتلال على الحواجز ومن مصلحة السجون على بوابات السجن، فقراراتهم مفاجئة وصادمة وغير متوقعة، لذا فنحن نهنئ أنفسنا باستكمال الزيارة عند العودة؛ لأن كل واحد منا متوقع أن يحدث شيء مجهول يمنع من الزيارة، فذرائع الاحتلال لا تعد ولا تحصى في منع الزيارة وعدم استكمال مراحلها.
أسير مريض ينتظر حكم المؤبد
وفي موقع آخر من عذابات الأسرى داخل السجون ومعاناة عائلاتهم، مازالت المحررة منى السائح، زوجة الأسير المريض بمرض سرطان الدم بسام السائح من مدينة نابلس تطلق صرخات الاستغاثة؛ فالاحتلال يستهدفه بتهم كبيرة للانتقام منه.
الزوجة المحررة منى السائح تقول: وضع زوجي الأسير بسام السائح من أخطر الحالات المرضية في السجون، فهو يعاني من سرطان الدم وهشاشة العظام، وهو من الإعلاميين الذين عملوا في مجال الصحافة، والاحتلال يرفض تقديم العلاج اللازم له، ويصر على استمرار اعتقاله بتهم كبيرة في محاولة لإدانته وإبقائه داخل الأسر.
وتضيف: أنا أعرف ما معنى الإهمال الطبي؛ لأنني كنت أسيرة وتم الإفراج عني قبل عدة أشهر، فضباط المخابرات يحاولون الانتقام من زوجي الأسير بسام، ويهددون بعقاب لكل محيطه، ونحن كعائلة نتألم باستمرار لأن العقاب لا يتوقف على زوجي.
مصادر إعلامية في مدينة نابلس قالت لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يتهم الأسير المريض بسام السائح بتمويل عملية بيت فوريك والتي أطلق عليها الاحتلال “خلية إيتمار” التي نجم عنها مقتل مسؤول أمني في المستوطنة، لذا فلائحة الاتهام تتضمن مساعدة الخلية ونجاح العملية بالحصول على تمويل من خلال الأسير المريض بسام السائح، وقد أخطر الاحتلال عائلة الأسير بسام السائح بهدم المنزل وتم اقتحامه عدة مرات وفحص المنزل أمنياً وأخذ قياساته.
وقالت زوجته: إن زوجها الأسير يقبع في سجن مجدو ولا يتلقى الرعاية الكافية اللازمة لمرضه، ومع ذلك فالبسمة لا تفارق محياه رغم الألم واشتداد المرض، ووجوده داخل سجن مجدو انتقام صهيوني آخر منه، فهو ليس في عيادة أو مشفى رغم خطورة حالته الصحية، وهناك علامات استفهام من هذا القرار داخل مصلحة السجون والذي يتضمن وضعه في سجن غير مؤهل لمرضه.