بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لمبادرة مصالحة مجتمعية داخل المجتمع العراقي، وطي صفحات امتزجت بالخلافات الدموية، شكك مراقبون في جدية العرض، واعتبروا ذلك مناورة سياسية تعكس تناقضات الحكومة العراقية المتهمة بالفساد، وعدم إجراء أي إصلاحات في ظل تمدد “داعش” وسيطرته على مناطق هامة بالبلاد، فضلاً عن خطر التقسيم الذي يهدد البلاد.
وأكد سياسيون وإعلاميون أن العراقيين فقدوا الأمل في العبادي وحكومته؛ ففي البداية، قالت الإعلامية العراقية نداء الكناني: إن العراقيين فقدوا الأمل في العبادي وحكومته، وأشارت إلى أن هذه مناورة سياسية فاشلة، خاصة بعد أن فقد العراقيون الأمن، وهو أهم أسياسيات الحياة التي لم يستطع أي مسؤول حكومي توفيره حتى الآن، مشيرة إلى أنها ترى أنه لا فائدة في هذه المبادرة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العراق، فضلاً عن خطر التقسيم الذي يزيد من مأساة العراقيين، بحسب “مصر العربية”.
وأكدت أن حكومة العبادي مسؤولة عن الفساد الذي بدوره ساعد على انتشار الإرهاب، وأشارت إلى أن الحديث عن مصالحة وطنية الآن من العبادي يعكس ضبابية المشهد العراقي لديه، وعدم قدرته على إجراء إصلاحات حقيقية يشعر بها المواطن العراقي.
ومن جانبه، قال السياسي العراقي صفاء الموصلي: إن الأطراف السياسية لن تصدق العبادي، وذلك نظراً للفشل الذريع لحكومته، وعدم قدرته على مواجهة تحديات أسياسية كالإرهاب والطائفية والفساد، مبيناً أن مبادرة العبادي هي للتغطية على الجرائم التي يتعرض لها العراقيون في جميع المناطق، والتطهير العرقي الذي تمارسه المليشيات الطائفية بحق سُنة العراق، فضلاً عن تمدد وسيطرة الجماعات الإرهابية مثل “داعش” على مناطق عدة محافظات مهمة.
وأوضح أن العبادي يعلم تماماً أنه لن يصدقه أحد، متسائلاً عن أموال العراقيين وخيراته على سبيل المثال النفط الذي ينتجه العراق بمعدل مليوني و700 ألف برميل يومياً قائلاً: أين تذهب هذه الأموال؟ مشيراً إلى أن العبادي هو مكمل لمسيرة المالكي في الفساد وتدمير العراق.
من جهته، أعلن رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية النائب كاظم الشمري، رفض ائتلافه المشاركة في هذا المؤتمر، مؤكداً أن المصالحة لا تأتي بالمؤتمرات أو الندوات البروتوكولية والكلمات، بل هي قرار ورغبة يتم تطبيقها في مجلسي الوزراء والنواب، على حد قوله.