في هذه الأسابيع، تحيي حركة “حماس” ومعها عموم الشعب الفلسطيني “أسبوع الشهداء”، وهي أيام رمزية، مخصصة لإحياء ذكرى شهداء “حماس” وشهداء المقاومة، وشهداء الشعب الفلسطيني، في الأيام الممتدة من 22 مارس؛ ذكرى اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة “حماس”، إلى 14 أبريل؛ ذكرى اغتيال د. عبدالعزيز الرنتيسي.
إحياء هذه الذكرى هو إحياء لتاريخ طويل من المقاومة والتضحية قدّمه الشعب الفلسطيني طوال ثوراته وحروبه ضدّ الكيان الصهيوني، داخل فلسطين وخارجها، وأثناء صموده في كل أماكن تواجده، دفاعاً عن هويته الوطنية وبقائه، ونضاله من أجل إسقاط مشاريع التصفية والتهجير.
منذ النكبة عام 1948م إلى اليوم، خاض الشعب الفلسطيني الكثير من الحروب والمعارك، وتعرّض للحصار، مثل معركة الدفاع عن فلسطين عام 1948م، واحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967م، وحرب الأردن عام 1970م، وحرب أكتوبر عام 1973م، وحروب لبنان 1975-1990م، والاجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام 1982م، وحصار غزة وثلاث حروب ضد القطاع في أربع سنوات.
لذلك هناك سؤال عن عدد شهداء الشعب الفلسطيني في هذه الحروب والاعتداءات والحصارات؟!
ليس هناك بيانات دقيقة لعدد الشهداء الفلسطينيين الذي ارتقوا خلال مراحل الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وذلك عائد بشكل أساسي إلى جملة عوامل، منها غياب مراكز الدراسات في العالم العربي التي تهتم بمثل هكذا إحصاءات، وكذلك تشتّت الفلسطينيين، والتنقل الدائم لمراكز الدراسات لديهم، لكن في المجمل، فإن معظم الدراسات تقترب من 100 ألف كرقم تقريبي لعدد الشهداء خلال الصراع.
وتشير البيانات الموثقة إلى أن العصابات الصهيونية قد سيطرت خلال نكبة 1948م على 774 قرية ومدينة، واقترفت أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، وأدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
عدد شهداء الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام 1982م بلغ 9800 شهيد، على أقل تقدير، ولحق ذلك مذبحة صبرا وشاتيلا، التي تختلف التقديرات بشأنها، ويشير بعضها إلى استشهاد حوالي 3000 شخص.
في الانتفاضة الأولى، التي اندلعت عام 1987م، بلغ عدد شهدائها 1087 شهيداً، انتفاضة الأقصى قامت عام 2000، رداً على اقتحام رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى، وبلغ عدد الشهداء 4412 شهيداً.
شهداء حرب الفرقان (2008 – 2009م) بلغ عددهم 1285 شهيداً، عدد شهداء حرب “حجارة السجيل” عام 2012م بلغ 189 شهيداً، أما حرب “العصف المأكول” عام 2014م فبلغ عدد الشهداء 2147 شهيداً.
عدد شهداء الحركة الأسيرة بلغ 205 أسرى منذ عام 1967م بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي بحق الأسرى، وتشير البيانات إلى استشهاد 82 أسيراً منذ سبتمبر 2000م.
ويضاف إلى ذلك شهداء معارك الأردن عام 1970م، وشهداء حصار مخيم تلّ الزعتر عام 1976م، وشهداء الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام 1978م، وشهداء حرب المخيمات 1985 – 1989م الذين قاربوا 2000 شهيد، وشهداء القصف “الإسرائيلي” المتواصل على الفلسطينيين في كل مخيم ومنطقة، وشهداء عمليات الاغتيال والإعدام المباشر كما يحصل اليوم في انتفاضة القدس التي زاد عدد شهدائها عن 220.
وهناك الفلسطينيون الذين اختُطفوا على الحواجز في لبنان، وما زال مصيرهم مجهولاً، وهم بالمئات.
ولا ننسى الشهداء الذين قُتلوا في معارك داخلية كانت تنفّذ بأيد فلسطينية، لكنها جاءت ضمن خدمة المشروع الصهيوني.
ويضاف إلى ذلك شهداء الحصار على غزة (ما يقارب 600 شهيد)، وشهداء المعارك في سورية (ما يقارب 1600 شهيد) ومئات المفقودين.
ويأتي في خانة الشرف أكثر من 2500 شهيد قدّمتهم “كتائب القسام” في معارك الصمود وتنفيذ عمليات نوعية ضدّ الاحتلال.
تاريخ الشعب الفلسطيني حافل بالشهادة والشهداء، وهذا يتطلب المحافظة على دماء هؤلاء وتحقيق حلمهم بالتحرير والعودة والحرية.