شمائل الأرض والإنسان، نسائم الخير والإحسان.. بينها وبين أهلها في كل معروفٍ صِلة، وفي كل إنجازٍ إعجاز.. لهم عليها حقّ وواجب، لا تقصّر فيه منذ أن عرفتهم، واشتمّت عَرقهم، تعطي قبل أن تُسأل، وتروي ولا تبخل.. ومن هنا عرفوا حقّها عليهم، فبادلوها المحبّة والوفاء، وزيّنوها بالبذلِ والعطاء، حتى حكى خيرها على أيديهم بأفصح لسان، وأروع بيان، سمعه القاصي والداني.. سطّرته قلوب أبنائها، وحاكته أناملهم، فلا تكاد تلتفت يمنةً أو يسرةً حتى تجد اسم (الكويت) متألقاً؛ باسم مجموعةٍ أو فرد، بطابعٍ رسميٍ أو شعبي، بمؤسسةٍ حكومية أو مدنية، برجلٍ أو امرأة، إنها حقاً مكرُمة، لا يقتصر تميّزها في عالم البرّ والإحسان فحسب؛ وإنما أيضاً في العوالم الأخرى بأشكالها وألوانها، المهمّ أن الهدف عظيم، والغاية نبيلة، والعزيمة ماضية، والعقول مستنيرة، والأرواح مُجنّدة، وما بقي فوسائل محمودة، مضمونة السير، محسومة العواقب، ما دامت تستعين بالمُستعان، وتحب الخير بحجم كرهها للبطالة والبطلان، أفلا تكون (الكويت) بعد ذلك في القلوب حاضرة، كحضورها عنواناً في السطور، ووساماً على الصدور؟.. بلى هي كذلك رغم قلّة عدد سكّانها، فقد درجت العادة على تميّز القليل، ولذا شكّلت (الكويت) للعددٍ تمييزاً، لا يُنظر إلى حجمه إلا به، ولا يتّضح أثره إلا بالاستناد عليه، فما فائدة الكثير بلا أثر، وما غناء العينين بلا بصر!! نظرةٌ إلى أفريقيا تغني عن كل نظرة، وزيارة إلى آسيا تكفي عن كل زورة، وتعريجٌ على الأهل والأحباب من إخوان العقيدة والنسب؛ تشعر بحجم الحضور، وانتشار النور.. وبذا كانت (الكويت) بحجم قارّاتٍ بأكملها، حقّاً من لا يعرفها مساحةً يخالها قارّة، ومن دخلها وخالط أهلها وجدها كـــدارِه، هكذا نقل إلينا الأصدقاء بالتواتر، وبهذا نكتب عنها بالمحابر، وعلى هذا شهد التاريخ أولاً وآخِر، فلا غرابة أن كان لها من اسمها معنى، ومن علِم أن حصن الأرض الحصين هو العلم والمعرفة والتميّز والعطاء؛ علم ما أقصده من مرمى، وما تعنيه (الكويت) من دلالةٍ ومبنى.. رعاكِ الله يا (كويت) أرضاً وإنساناً، ودام خيرك سراجاً وهّاجاً، وماءً ثجاجاً.. بكِ تشعّ الأنوار، ويهطل الغيث المدرار؛ فينفع الله بكِ للضياء وعند الظمأ، فيا حسن منظرك، و يا جمال مخبرك.. مزيداً يا (كويت) من التميز والصدارة، واستزادةً من العزيمة والجدارة، فليس السابق فيك إلا دليلاً للّاحق، وليس اللّاحق إلا نموذجاً للسابق.. وستظلّين بظلالك الوارفة آية في الزمان والمكان، وروعة في الإحسان والإنسان، فرحمُكِ بالنماذج ولّادة، وفضائلك تحكي الحسنى وزيادة.