قال وزير النفط ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق، اليوم الخميس: إن قرار إغلاق مصفاة ميناء الشعيبة اعتباراً من غد الجمعة، جاء بعد دراسات مستفيضة من شركات استشارية عالمية أثبتت صعوبة تطويرها وعدم جدواه الاقتصادية.
وأضاف في تصريح للصحافيين على هامش فعالية إيقاف عمليات الوحدات الإنتاجية في مصفاة الشعيبة، أن قرار الإغلاق يعد اقتصادياً بالدرجة الأولى، موضحاً أن المصفاة سيتم استخدامها وبعض منشآتها لتخزين وتصدير منتجات مشروع الوقود البيئي.
وأوضح أنه سيتم تعويض جزء من منتجات مصفاة الشعيبة كمنتج البنزين عن طريق الاستيراد من الخارج، مبيناً أن الكويت تعتزم رفع الطاقة التكريرية لمصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله لتغطية احتياجات السوق المحلي وأن الاستيراد للبنزين سيتوقف مع تشغيل مصفاة الزور.
وحول خطة الكويت للتعامل مع نحو 150 ألف برميل يومياً من إنتاج النفط الكويت بخروج مصفاة الشعيبة أكد أن الكويت استعدت لتلك اللحظة منذ أكثر من عام لتصريف كميات النفط التي لن يتم تكريرها في مصفاة الشعيبة عبر إبرام عقود تم توقيعها لتصريف تلك الكميات.
وكشف المرزوق أن الكويت ستوقع عقود شراكة مصفاة الدقم في سلطنة عُمان في 10 أبريل المقبل بطاقة تكريرية 200 ألف برميل يومياً في حين سيتم تشغيل مصفاة فيتنام في مايو المقبل.
وحول مشروع الوقود البيئي، أفاد بأن نسبة الإنجاز فيه بلغت نحو 84 في المئة بنهاية مارس الجاري، في حين بلغ حجم المنصرف على المشروع 8ر2 مليار دينار نحو 1ر9 مليار دولار أمريكي، مبيناً أن حجم المتوقع صرفه خلال الفترة المتبقية من العام الحالي يبلغ 2ر1 مليار دينار نحو 9ر3 مليار دولار ليصل إجمالي المنصرف على المشروع إلى 4 مليارات دينار نحو 13 مليار دولار أمريكي.
وأشار إلى تشغيل الشبكة الكهربائية بالكامل لمشروع الوقود البيئي بالتعاون مع وزارة الكهرباء، مضيفاً أنه يجرى الآن وضع اللمسات الأخيرة لمراحل تشغيل المشروع.
وحول لجنة مراقبة إنتاج النفط في منظمة أوبك التي تترأسها دولة الكويت أكد المرزوق أن اللجنة تعمل على مراقبة خفض الإنتاج وليس من شأنها دراسة تمديد الاتفاقية، وبالتالي تمديد اتفاق خفض الإنتاج يخص الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في أوبك المقرر عقده في 26 مايو المقبل.
وأوضح أن هناك دولاً تدعم تمديد اتفاق خفض الإنتاج ومنها دولة الكويت وهناك بعض الدول لابد من استشارتها ويتم حالياً التنسيق مع جميع الدول حتى إذا ما كان الاجتماع الوزاري يكون هناك إجماع من جميع الدول.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية محمد غازي المطيري، قد أعلن إيقاف العمل بمصفاة ميناء الشعيبة التابعة للشركة بشكل كامل اعتبارا من يوم غد الجمعة وذلك بحسب قرار المجلس الأعلى للبترول.
وأضاف المطيري في كلمة خلال فعالية إيقاف عمليات الوحدات الإنتاجية في مصفاة الشعيبة أن (البترول الوطنية) أعدت دراسات فنية واقتصادية بالتعاون مع مستشارين عالميين لتطوير المصفاة وبينت جميعها صعوبة ذلك وعدم جدواه الاقتصادية نظرا لقدم وحدات الإنتاج وزيادة تكلفة التطوير إضافة إلى محدودية المساحة المتوفرة للتطوير.
وأوضح أن مصفاة الزور ستكون بديلاً عنها في إنتاج المشتقات النفطية وزيت الوقود عالي الجودة وذي المحتوى الكبريتي الأقل، لافتاً إلى أنه سيتم استخدام مرافق التخزين والتصدير البحرية الخاصة بمصفاة الشعيبة من قبل مشروع الوقود البيئي.
وذكر أن مصفاة الشعيبة تعد من أهم الصروح النفطية الكويتية وجوهرة صناعة التكرير في الكويت ولديها تاريخ خالد في صناعة تكرير النفط خليجيا مؤكدا أنها ستبقى جزءاً كبيراً ومهما من إرث (البترول الوطنية) وستؤرخ على أنها الانطلاقة الكبيرة لـ(البترول الوطنية) الكويتية في الستينيات من هذا القرن.
وأضاف: “بقدر ما يشعرنا إيقاف العمل بمصفاة ميناء الشعيبة بالحزن فإن ما يهون علينا في نفس الوقت هو مضينا قدما في مشاريع إستراتيجية عملاقة تعتبر الأكبر في تاريخ الكويت مثل مشروع الوقود البيئي ومشروع بناء مصفاة الزور”.
وبيّن أن مصفاة الشعيبة منذ تدشينها في أبريل 1968 تسجل إنجازاً تلو الآخر، حيث كانت أول مصفاة في العالم تستخدم الهيدروجين في جميع عملياتها كما استخدمت تقنية التكسير الهيدروجيني في عملية تحويل النفط الثقيل إلى منتجات عالية الجودة ليتم تصديرها إلى الأسواق العالمية وهو ما تحقق بعد شهر واحد من تشغيلها بتصدير أولى منتجاتها إلى اليابان.
وأضاف أن مصفاة الشعيبة طبقت أحدث أنواع التكنولوجيا المعروفة حينها مع التركيز على منتجات جديدة عالية القيمة مثل النافثا والجازولين عالي الأوكتان ووقود الطائرات كما وفرت المنتجات المطلوبة للسوق المحلية مثل الديزل والجازولين.
وأوضح أنه خلال السنوات الماضية أجريت عدة تطورات على المصفاة، إذ تم رفع قدرتها التكريرية على مراحل حتى وصلت إلى 200 ألف برميل يومياً كما نالت العديد من الشهادات والجوائز العالمية المرموقة.
ولفت إلى أنها فازت بالمركز الأول لجائزة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كأفضل مصنع متميز في الكويت في أكتوبر 2013 مما يدل على تمتعها بمعايير الجودة الشاملة في القيادة والإدارة والتخطيط الإستراتيجي ونظم المعلومات.
وأضاف أنها حصدت معدل نقاط بلغ نحو 96 نقطة في المسح الميداني لتقييم المخاطر من قبل شركات التأمين العالمية رغم تقادمها لتكون أفضل منشأة نفطية في الكويت من ناحية انخفاض المخاطر التشغيلية واحتمالية وقوع الحوادث كما كانت الأولى بين المصافي الثلاث التي تنال شهادة إدارة الجودة (الآيزو) كمنشأة كاملة.
وقال: إن هذه الإنجازات لم تأت من فراغ بل بجهد العاملين والتزامهم وتفانيهم وبخبراتهم الرفيعة التي نحرص على الحفاظ عليها موضحا أنه ستتم الاستفادة من خبرات العاملين في مصفاة الشعيبة، حيث يتولون مهاما جديدة في كل من مصافي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي والزور لتحقيق انجازات جديدة.
وأكد التزام الشركة بالحفاظ على حقوق العاملين في مصفاة الشعيبة مع انتقالهم إلى مواقع العمل الأخرى.
وأضاف: “لا بد لنا من وقفة وفاء لجميع العاملين بمصفاة الشعيبة منذ نشأتها إلى الآن وندين لهم ولقيادات المصفاة السابقين والحاليين بالشكر والعرفان وكذلك نستذكر شهيدي الواجب بالمصفاة محمد الكندري وبدر الديولي اللذين ضحيا بروحيهما فداء للوطن والشركة فلنترحم عليهما وعسى الله أن يتقبلهما شهداء”.
وأكد أن التحديث والتطوير والتغيير هي خيار حتمي يجب مواكبته ليتماشى مع التسارع في مجال الصناعة النفطية وحتى لا نفقد الفرص المتاحة.
وقال: إن موقع مصفاة الشعيبة سيبقى دائماً “في قلوبنا لاسيما وأن جزءاً مهما من مرافقها سيستمر في خدمة المصافي الأخرى وأنا على ثقة بأن ما تميز به العاملون فيها من تفان وإخلاص وكفاءة سيستمر في بقية مرافق الشركة”.
وذكر أنه لا تخفى على أحد المنافسة الشديدة والتحديات التي تواجه صناعة تكرير النفط في جميع أنحاء العالم مما دفع الجميع إلى اتخاذ إجراءات موسعة لترشيد المصروفات التشغيلية وتعزيز الكفاءة لزيادة القدرة التنافسية.
وأوضح في هذا السياق أنه كان على الكويت أن تؤمن موقعا قويا لها في الأسواق العالمية عبر إنتاج منتجات عالية الجودة تلبي الشروط العالمية الجديدة مثل (يورو-4) وتحقيق القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية الكويتية وهو ما نصبو إليه من خلال مشروعي الوقود البيئي ومصفاة الزور.
يُذكر أن فعالية ايقاف عمليات الوحدات الإنتاجية في (مصفاة الشعيبة) تحت رعاية وزير النفط ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق وبحضور لفيف من القيادات والعاملين بالقطاع النفطي.