– تحالف القوى العراقية: عدم اتخاذ الحكومة إجراءات لوقف الانتهاكات بحق مساجد السُّنة سيؤجج الفتنة الطائفية
– ديوان الوقف الشيعي يضع مساجد أهل السُّنة في العراق بين خيارين أحلاهما مر
لم تسلم مساجد أهل السنة في العراق من يد ميليشيات الشيعة وأنصارها من أجل تحويلها لمراقد وحسينيات خاصة بهم، حيث كشفت مصادر عن استيلاء الوقف الشيعي على مساجد في بغداد، حيث تتعرض مساجد وأوقاف أهل السُّنة في العراق إلى العديد من الانتهاكات، في الوقت الذي وقفت فيه الحكومة الطائفية لا تكترث بهذه الانتهاكات، حيث تواجه مساجد السُّنة خيارين أحلاهما مر؛ إما أن تنضم إلى ديوان الوقف الشيعي، أو تتحول أثراً بعد عين بسبب تفجير أو هجوم ينفذه “مجهول”؛ وهو ما ينفيه الوقف الشيعي.
وتأتي هذه الانتهاكات بحق المساجد بالعراق، في الوقت الذي يتعرض فيه أهل السُّنة لعملية انتقامية ممنهجة وفق تخطيط إستراتيجي، تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية قائدة التحالف الدولي، تستهدف تدمير مناطق السُّنة في العراق، بما فيها الموصل، لمعاقبتهم على دورهم في مقاومة الغزو الأمريكي ونضالهم في مقاومة الاحتلال، أما الذريعة فهي «داعش» الذي من المفترض أنه تمت إبادته بشكل كامل ولم يتبق منه سوى العشرات، لا يحتاجون كل هذه القوة العسكرية المدمرة.
مصادرة المساجد
وفي غمرة الحرب على تنظيم “داعش” وسطوة المليشيات الطائفية، تتصاعد وتيرة استهداف المكون السُّني بشرياً ومادياً، حيث يقول تحالف القوى العراقية الذي يضم القوى السُّنية: إن مسؤولين من ديوان الوقف الشيعي يعملون على تغيير سندات العقارات الوقفية العائدة لديوان الوقف السُّني، بالاتفاق مع دوائر التسجيل العقاري، وخاصة تلك المساجد في الشوارع الرئيسة ببغداد.
ويضيف المسؤولون السُّنة: إن مسجدين في منطقتي زيونة والمنصورة ببغداد تعرضا لهذه الضغوط، حيث يتبع مسؤولو الوقف الشيعي أسلوبي الترغيب والترهيب لإجبار موظفي التسجيل العقاري على الامتثال لأوامرهم.
وأصدر تحالف القوى العراقية بياناً اعتبر فيه هذه التصرفات سلوكاً شائناً بحق أهل السُّنة، وطالب رئيس الحكومة حيدر العبادي بوضع حد لذلك واتخاذ إجراءات رادعة، محذراً من تأجيج فتنة طائفية عبر الاستيلاء على المساجد لإزالتها أو تحويلها إلى حسينيات رغم وجودها في مناطق ذات غالبية سُنية.
وقال التحالف في البيان: إن مسؤولين في ديوان الوقف الشيعي يعملون على تغيير سندات العقارات الوقفية العائدة لديوان الوقف السُّني بالاتفاق مع دوائر التسجيل العقاري، وخاصة تلك المساجد الواقعة على الشوارع الرئيسة ذات الطابع التجاري، وهي محاولة سبق لاستثمار ديوان الوقف السُّني أن رفضها للمحافظة على روحانية تلك المساجد وخصوصيتها.
وأضاف: أولئك يكررون محاولاتهم السابقة قبل أكثر من سنتين، عندما قاموا بجولتهم المعروفة على دوائر التسجيل العقاري في بغداد والمحافظات بهدف تغيير سندات العقارات الوقفية.
وأوضح أن هذه “التجاوزات” طالت هذه المرة جامعيْ القزاز بمنطقة زيونة ونجاة السويدي بشارع 14 رمضان بالمنصور في بغداد، مستخدمين الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى لإجبار موظفي التسجيل العقاري على الامتثال لأوامرهم “ومخالفة القوانين النافذة”.
وقد دفعت هذه الإجراءات والتهديدات الكثير من السكان إلى عدم ارتياد المساجد، وحتى إلى مغادرة مناطقهم خوفاً من أي هجمات طائفية كالتي حدثت سابقاً ورافقتها عمليات اعتقال وقتل للمصلين والأئمة.
شكوك وخوف
وشكك عضو ائتلاف المواطن علي الجوراني في هذه المعلومات، وقال: إن الملف يبقى مسألة قانونية ومطروحة أمام المحاكم، مبدياً أسفه على تدخل الاستقطاب السياسي في الأمر بسبب ما أسماه حمى الانتخابات.
في المقابل، رأى رئيس كتلة متحدون البرلمانية ظافر العاني، بحسب “الجزيرة نت”، أن العاملين في الوقف السُّني لا يستطيعون التعبير عن رأيهم بالكامل بسبب الانفلات الأمني، وأن موقفهم ضعيف لخوفهم على حياة المصلين والمؤذنين والخطباء، خصوصاً أن الاستيلاء على المساجد يتم بالقوة، بحسب تعبيره.
وقبل عامين، تم تشكيل لجنة برلمانية لحل الخلاف بين الوقفين السُّني والشيعي، لكنها توقفت عن العمل مع استمرار الاستيلاء على المساجد والأراضي الوقفية، ولا سيما في أماكن حيوية كأحياء بغداد القديمة ذات الطابع السُّني، وكذلك في مناطق صراع ديمجرافي مثل سامراء وديالى وشمال بابل والبصرة.
وكانت الأحزاب الشيعية قد اعتبرت المساجد السُّنية في جنوب العراق محاولة لتسنين هذه المحافظات، وبعد تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء استولت المليشيات الشيعية على أكثر من 200 مسجد للسُّنة في بغداد، وفشلت مساعي استعادة كثير منها.