يحتفل الصحفيون في العالم بيوم الصحافة العالمي، وفي فلسطين يمارس الاحتلال اجراءاته العسكرية بحق الصحفيين، وينتقم منهم من خلال الاعتقال الاداري او المحاكم العسكرية التي تفبرك التهم تحت شماعة التحريض على امن الاحتلال.
28 صحفيا داخل السجون من بينهم خمسة صحفيين في الاعتقال الاداري، و66 اعتداء بحق الصحفيين منذ بداية العام الحالي وتراوحت الاصابات بالغاز والرصاص المطاطي والمعدني.
الصحفي الميداني احمد شاور يروي لـ”المجتمع” ما جرى له في الاول من اذار الماضي من اعتداء وهو يوثق انطلاق مسيرة كفر قدوم الاسبوعية واصابة في الراس ويقول: كنت ارتدي السترة الواقية الخاصة بالصحفيين وفي لحظة ما اصبحت خلف الجنود وقمت بتصوير ما يجري من كاميرا الجوال، وخلال تصويري انتبه الجنود وطلبوا مني الجوال ورفضت طلبهم، وقاموا بمصادرته بالقوة وشطب فيديو الجنود وهم يقمعون المشاركين بالمسيرة بطريقة وحشية ، وطلبوا مني المغادرة من المكان.
مكان آمن
يقول شاور: توجهت نحو المشاركين في المسيرة الاسبوعية، ووقفت في مكان آمن نوعا ما، بعيدا عن المشاركين، ورغم ذلك كان استهدافي بالرأس برصاصة معدنية افقدتني التوازن وغبت عن الوعي، وكانت من مسافة قصيرة لا تتجاوز الخمسين مترا، وكان هذا الاستهداف تنفيذا لتهديد الجنود لي ولكل الصحفيين الذين يمارسون مهنتهم في تغطية قمع المسيرات الاسبوعية السلمية، فالاحتلال يريد ان يقتل بصمت وبدون توثيق، ومسيرة كفر قدوم الاسبوعية يتعرض فيها كل صحفي الى خطر التصفية، لان الاحتلال لا يرغب بوجودهم مع المنتفضين الرافضين لاجراءات الاحتلال.
تهديد الطاقم
يتابع شاور حديثه: قبل اصابتي باسبوع استوقف حاجز عسكري زملاء لي على مدخل القرية وهددهم بالقتل والتصفية، اذا استمروا في تغطية احداث المسيرة الاسبوعية، وتم تنفيذ تهديدهم بعد اسبوع من خلال استهدافي من مسافة قصيرة، فالاحتلال لا يرغب بوجود أي صحفي يكشف الحقيقة، فمسلسل استهدافي كان في السابق اعتقال ثلاثة ايام والاعتداء عليّ بشكل مبرح واصابتي في الأونة الأخيرة، فضباط الاحتلال يعتبرون الصحفيين اداة من أدوات التحريض حسب زعمهم، مع ان الصحفي لا يصنع الحدث بل يغطي الحدث، بصورة مهنية وصادقة وغير مفبركة، والاحتلال يعتبرهم اعداء يجب ردعهم وطردهم من الميدان.
المطلوب توفير حماية
طالب الصحفي احمد شاور في يوم الصحافة العالمي بضرورة توفير حماية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين فمنهم الأسير والجريح والشهيد، وعدم لجم الاحتلال وملاحقته قانونيا، سيؤدي الى تغول الاحتلال بشكل مرعب ضد الصحفيين، الذين ينقلون ما يجري من انتهاكات فاضحة على جيش يدعي الديمقراطية واحترامه لحقوق لإنسان، فنحن كصحفيين نشاهد كيف يجتمع جنود مدججون على اعتقال طفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات لاعتقاله وضربه، وهذا يتكرر في المسيرات الاسبوعية.
القيق في الأسر
الاعلامية فيحاء شلش زوجة الأسير محمد القيق تقول لـ”المجتمع”: في يوم الصحافة العالمي يقبع زوجي في اقل من عام داخل الأسر مرتين، ويضرب عن الطعام مرتين، وقبل الافراج عنه، قامت سلطات الاحتلال بفبركة تهمة امنية كي يبقى في الاعتقال.
واضافت: الصحفيون في فلسطين في دائرة الاستهداف المباشر، فكل من يمارس الصحافة، فالتهمة جاهزة في اروقة المحاكم العسكرية بتوصية من المخابرات “الاسرائيلية”.
بدورها عبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، عن رفضها وادانتها لاستمرار الانتهاكات الفلسطينية بحق الصحفيينوالتي وصل عددها الى 31 انتهاك خلال الربع الاول من العام الجاري، ودعت جميع الأطراف الفلسطينية، الى احترام المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان، والمادة 19 من القانون الاساسي الفلسطيني، وطالبت باشاعة الحريات الصحفية، وضمان حرية الرأي والتعبير عنه بمختلف الوسائل، والى الاسراع في اقرار قانون حق الحصول على المعلومات وقانون المجلس الاعلى للاعلام، وتعديل القوانين المتعلقة بالعمل الصحفي.
وأضافت: انه في هذا اليوم، فإن الجرائم والاعتداءات “الاسرائيلية” المتواصلة على الصحفيين ووسائل الاعلام الفلسطينية لا زالت هي المعلم الاساسي والمطرقة الرئيسية التي تدق بها حقوق صحفيي فلسطين، فخلال الربع الأول من هذا العام سجلت النقابة 66 اعتداء احتلالي جديد على الصحفيين تراوحت بين الاصابة بالرصاص وقنابل الغاز الى الضرب والمنع من التغطية الصحفية، ومواصلة تقييد حرية الحركة والتنقل ومنع الصحفيين من دخول القدس، وكذلك منع عدد من الصحفيين من السفر للخارج.