أجبرها الاحتلال السوفييتي لأفغانستان (عام 1979) على ترك بلادها وهي في الرابعة عشرة من عمرها والتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتصبح سونيا ناصري کول، لاحقاً، أول مخرجة مسلمة في عالم هوليوود السينمائي.
وتستعد كول خلال هذه الأيام، لنقل معاناة اللجوء التي ذاقتها طوال السنين الماضية، إلى شاشات السينما العالمية عبر فيلمها الجديد الذي يحمل اسم “أنا وأنت”، والذي تنوي تصوير وقائعه في تركيا التي تستقبل أكبر أعداد من اللاجئين على مستوى العالم.
وقالت كول، بحسب “الأناضول”: إنّها تعتزم زيارة تركيا خلال الأيام القادمة، للبدء في تصوير مشاهد الفيلم الذي يتناول معاناة اللاجئين وآلامهم.
وأضافت إنها اختارت تركيا مكانا لتصوير الفيلم، “نظراً للخدمات الكبيرة التي قدمتها الحكومة للاجئين السوريين المقيمين على أراضيها منذ أكثر من 5 سنوات”.
وأشارت أنها ستتعاون مع المصور الفوتوغرافي التركي غوكهان ترياكي، لإنجاز الفيلم.
وتابعت قائلةً “عندما أكون في تركيا أشعر وكأنني في منزلي، فأنا أحبها كثيراً، وأرغب أن يكون فيلمي الجديد الذي سأنجزه في إسطنبول مرشحاً لنيل جائزة أوسكار العالمية، فالمدينة بالنسبة لي من أجمل مدن العالم، وسأحاول في هذا الفيلم إظهار معالمها الجميلة”.
وأعربت المخرجة السينمائية، عن بالغ شكرها وامتنانها للحكومتين التركية والأردنية، لإيوائهما اللاجئين وتقديمهما لهم كافة مستلزماتهم واحتياجاتهم.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن تركيا تستضيف نحو 3 ملايين لاجئ سوري، وهي في الوقت ذاته أكبر مستقبل للاجئين حول العالم، فيما يستضيف الأردن نحو 1.3 مليون سوري، نصفهم يحملون صفة “لاجئ”.
وعن معاناتها خلال مسيرة حياتها ونشاطها في مجال الإخراج والسينما، قالت كول “أنا أيضاً لاجئة، هربت من الاحتلال السوفيتي لبلادي بعد أن رأيت مجازرهم هناك، وجئت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت هنا أحقق كافة طموحاتي”.
وأردفت “كتبت رسالة إلى الرئيس الأربعين للولايات المتحدة رونالد ويلسون ريغان، وهو سياسي وممثل، وشرحت له حينها ما يدور في أفغانستان من مآسي، وطلبت لقائه آنذاك فاستجاب لطلبي، وفي اللقاء تناولنا الوضع في أفغانستان”.
وأوضحت كول أنها أسست جمعية أفغانستان الدولية، وسعت من خلالها لإطلاع الرأي العام الأمريكي على مجريات الأحداث في أفغانستان.
وذكرت أنها في عام 2007، صوّرت فيلما وثائقياً بعنوان “المعيل” في العاصمة الأفغانية كابل، وكان الفيلم نقطة انطلاقها في عالم الإخراج والسينما، بحسب قولها.
ولفتت أنها جسدت آلام ومعاناة الشعب الأفغاني في فيلمها الذي حمل اسم “التوليب الأسود”، واستطاعت من خلاله أن تكون مرشحة لنيل جائزة أوسكار عام 2011.
وتطرقت كول إلى استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تجاه بلادها، قائلةً: “سياسة ترمب تجاه أفغانستان خاطئة، 4 آلاف جندي لا يستطيعون تغيير شيء، فالأمريكان لم يأتوا إلى أفغانستان لمساعدة شعبها ولتعليمهم، بل لموقعها الاستراتيجي القريب من إيران والمحيط الهندي”.
وأغسطس الماضي، كشف ترمب عن تغييرات جديدة في السياسات التي تنتهجها بلاده في كل من أفغانستان وباكستان والهند، حيث تعهّد بتعزيز الدور العسكري لبلاده في مواجهة حركة “طالبان”.