تفرض الأعياد اليهودية قيوداً إضافية على الأسرى في سجون الاحتلال، وتتوقف كل الإجراءات داخل السجون من محاكم وزيارات عائلية، والمتابعات الطبية.
“المجتمع” التقت عدداً من عائلات الأسرى وبعض الأسرى في سجن النقب الصحراوي لمعرفة آثار حلول الأعياد اليهودية وسياسة الإغلاق الشامل للمناطق الفلسطينية وإلغاء الزيارات بسبب إغلاق المعابر الأمنية.
أعياد لا زيارات
وائل داود شقيق أقدم أسير في قلقيلية محمد عادل داود (أبو غازي) قال: الأعياد اليهودية محطة سيئة لنا، فلا زيارات لنا ولا للمحامي، وتنقطع الأخبار عنهم، وشقيقي الذي دخل عامه الثلاثين في الأسر، ويستعد لدخول العام الـ31 في شهر ديسمبر القادم، ينتظر الزيارة على أحر من الجمر ويأتي العيد ليخلق فوضى في مواعيد الزيارة، وترافق فترة العيد عندهم عذاب لعائلة الأسير.
وأضاف: أخبرني شقيق الأسير محمد داود عن وضع أقسام السجن في فترة العيد، حيث تكون فيها الحركة داخل السجن معدومة، وتتأخر الوجبات الغذائية عليهم، والمرضى يعانون من غياب العلاج، فهم يستغلون العيد لتعطيل حياة الأسرى داخل السجن.
صمت القبور
الأسير عزيز من سجن النقب المعتقل إدارياً ومجدد له للمرة الثالثة قال: فترة العيد نشعر بها أسرى بقيود جديدة علينا، ويطبق علينا بانتظام فترة العدد اليومي فقط أما باقي طلباتنا تؤجل، بحجة حلول العيد، ويكون الصمت داخل السجن كصمت القبور، ويتعمد السجانون عدم تلبية أياً من احتياجات الأسرى الضرورية، ويكون هناك إغلاق كامل للأقسام.
فرض عادات العيد
أما الأسير خالد قال في حديث معه من داخل سجن النقب: في بعض الأعياد في شهر أبريل تفرض علينا عادات غذائية منها أكل الخبز غير المخمر نطلق عليه نحن الأسرى “كراكيش” ويستمر لمدة أسبوع، ونحن نأكل خبزاً حسب رغباتهم، وهناك أيضاً عادات غذائية حسب عقيدتهم نجبر على التعاطي معها.
الأسرى أسرى أعيادهم
المحرر وليد الهودلي الذي أمضى في الأسر أكثر من 13 عاماً وله مؤلفات أدبية قال في حديث معه: الأسرى وعائلاتهم أسرى الأعياد اليهودية، وهذا فيه ظلم كبير وهي عنصرية من قبل مصلحة السجون أن تفرض على الأسرى قيود وعادات لا تمت صلة بهم، وهذا من الإجراءات العنصرية التي تطبق على الأسرى، وحسب قوانين وبنود اتفاقية جنيف لا يحق إجبار الأسير على سلوكيات تتنافى مع عقيدته الدينية والاحتلال يجبر الأسرى على عادات الأعياد اليهودية وتشل حياتهم بالكامل.
أوقات الأعياد.. شؤم لنا
الأسير أبو عماد من سجن النقب قال: أوقات الأعياد اليهودية لنا أوقات شؤم، ونحفظها كي نتعامل مع واقعها، ونحتاط في بعض الجوانب مثل الحصول على الغذاء اللازم كي لا ننقطع في فترة أعيادهم، ونبلغ الأهل في زيارات تسبق حلول الأعياد أن فترة العيد تلغى الزيارة، وغيرها من الاحتياطات التي تعودنا عليها خلال السنوات السابقة.