أعرب مرشح حزب أسسه مهاجرون في النمسا عن أمله بأن يصبح حزبه “صوتاً قويًا” للدفاع عن الأقليات في البلاد، عبر تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات البرلمانية، المقررة في 15 أكتوبر الحالي، بما يسمح للحزب بتغيير المعادلات داخل البرلمان إزاء قضايا الأقليات.
جاء ذلك في تصريح أدلى به مراد دورضو، مرشح حزب “الحركة الجديدة من أجل المستقبل” (NBZ)، تحدث فيه عن الوضع السياسي العام في النمسا، والمشكلات التي تعاني منها الأقليات هناك، بحسب “الأناضول”.
وأوضح دورضو أنهم سيخوضون غمار الانتخابات البرلمانية، منتصف الشهر الحالي، وسط أزمات قائمة في مجالي الصحة والتعليم، وغياب العدالة في توزيع الدخل، فضلا عن صعود اليمن المتطرف، وأزمات أخرى مثل الهجرة واللاجئين.
وتشكل الحزب، نهاية 2016، من قبل أتراك نمساويين بولاية فورالبرغ غربي البلاد، وهو أول حزب سياسي في النمسا يسعى لمواجهة خطابات اليمين المتطرف، والدفاع عن حقوق الأتراك والمسلمين والأقليات الأخرى.
وأشار دورضو مرشح الحزب للانتخابات عن ولاية فورالبرج إلى أنهم دخلوا لأول مرة كحركة سياسية في الاتحادات العمالية، وحققوا نجاحاً كبيراً في انتخاباتها.
وأكد أنهم سيخوضون غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة، تحت قيادة رئيس الحزب عدنان دينجر، من أجل حل الأزمات التي تعاني منها البلاد.
وشدد على أن الحزبين “الديمقراطي الاجتماعي” و”الشعب” النمساويين، توليا لسنوات طويلة مهمة الدفاع سياسات اليمين المتطرف ضد الأقليات في البلاد.
الدفاع عن الأقليات هدفنا
وأضاف دورضو أن الاعتداءات التي تطال الأتراك، وغيرهم من المسلمين والأقليات الأخرى في النمسا، ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وأنها لا تقتصر على مظاهر العنصرية والإسلاموفوبية اليومية فحسب، وإنما تشمل أيضاً تغيّر موقف مؤسسات حكومية تجاه منظمات المجتمع المدني.
وأردف: ولهذا السبب بالتحديد دخلنا السياسة من أجل الدفاع عن حقوق الأقليات، ومواجهة الاعتداءات العنصرية.
وذكر دورضو أن الحزب سيخوض الانتخابات في الخامس عشر من أكتوبر الحالي، بثمانية مرشحين عن ولاية فورالبرج.
وأضاف: نأمل أن نكون صوت المجتمع التركي المسلم في البلاد، وصوت الأقليات الأخرى.
وتابع: عدد سكان النمسا نحو 8.7 مليون نسمة، بينهم مليون مواطن (أقلية) ليس لهم صوت في البرلمان، ونحن على ثقة بأن حزبنا سيضم تحت مظلته مختلف الأقليات في المستقبل، علاوة على الجالية التركية.
نسعى لحل المشكلات التي تعاني منها النمسا
وعن هدف حزبه، قال دورضو: حزبنا يركز على المشكلات الجوهرية للنمسا، وهدفنا الأساسي حل تلك المشكلات، والسعي لتعزيز الحياة المشتركة، وكلنا ثقة بأن النمساويين سيدعموننا مستقبلاً بعد رؤيتهم للجهود التي نبذلها في هذا الإطار.
وأشار المتحدث إلى المشكلات التي تعاني منها النمسا في قطاع الصحة من حيث نقص الكوادر، إضافة إلى مشاكل أخرى في قطاع التعليم، وارتفاع إيجارات المنازل بنسبة 30% خلال السنوات الأخيرة دون حدوث زيادة في الرواتب.
دورضو أضاف في هذا الصدد: هذه المشكلات لا يتم مناقشتها في البرلمان من أجل إيجاد حل لها، بل يحاولون طمسها، على عكس أزمة الهجرة واللاجئين واندماجهم في المجتمع التي ما يزالون يفتؤون بذكرها.
الإسلام لا يشكل خطرًا على النمسا
وشدد دورضو على أن المجتمع الإسلامي يعيش بسلام في النمسا منذ أكثر من 50 عاماً.
واستدرك: لم يشكل الحجاب أزمة في البلاد سابقاً كما هو اليوم، ولم يقارن الإسلام بالإرهاب بهذا القدر، وأعتقد أن أصل المشكلة هنا يكمن في السياسة والإعلام.
وأوضح أن المجتمع النمساوي يدرك تماماً أن المساجد والجمعيات الإسلامية لم تشكل أي خطر أو تهديد بالنسبة لهم.
وأكد أن خضوع السياسة النمساوية تحت تأثير خطابات اليمين المتطرف يشكل تهديداً خطيراً على مستقبل البلاد.
وأعرب دورضو عن قلقه من تحدث رئيس حزب الشعب النمساوي (يمين وسط)، سباستيان كورتس، بلسان هاينتز كريستيان، رئيس اليمين المتطرف.
وختم حديثه قائلاً: نحن لا نرى أنفسا ضيوفاً وإنما أهل دار، وهذه الخطابات تؤكد لنا أننا نواجه مشكلة كبيرة في بيتنا.