انتقد الصحفي والكاتب “الإسرائيلي” في موقع “المونيتور” الإخباري، عقيفة إيلدار، سياسات بلاده والولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قائلاً: إن ترمب صب الزيت على النار باتخاذه قرار إعلان القدس عاصمة لـ”إسرائيل”.
وأضاف إيلدار لـ”الأناضول” أن القدس لا تخص فلسطين و”إسرائيل” فقط، إذ تعتبر نقطة البداية المقدسة لكل من المسلمين واليهود، وإن الولايات المتحدة فقدت بهذا القرار دور الوسيط الصادق بنظر الفلسطينيين.
وأشار إيلدار إلى أن الطرق المؤدية إلى السلام في الشرق الأوسط أخذت تغلق يوماً عن يوم، وأن وساطة الولايات المتحدة في هذا الخصوص بدأت تفقد أهميتها.
“أزمة الثقة” في قضية القدس
وأفاد الصحفي أن “إسرائيل” والولايات المتحدة تناولتا واتخذتا قرار القدس الأخير على أنه موضوع “سياسي داخلي”.
وأكد أن المشكلة الأساسية بين فلسطين و”إسرائيل” ليست موضوع إعلان القدس عاصمة للأخيرة، إنما “أزمة الثقة” بين الجانبين، حيث إن كلا الطرفين لا يثقان لا ببعضهما ولا بالولايات المتحدة، وعليه فإن المشكلة نفسية بدرجة أكبر.
وأعرب إيلدار عن إيمانه بإمكانية بناء الثقة بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” مستقبلًا، حيث قال في هذا الصدد: “إننا نعيش سوية منذ مئات السنين في نفس المكان، وإن لم يتم بناء الثقة بين الطرفين سيتحمل الجميع مسؤولية ذلك”.
انتقاد واشنطن بخصوص حل الدولتين
ووجه إيلدار انتقادات لاذعة لإدارة ترمب بخصوص حل الدولتين، لافتا إلى أن واشنطن تمضي بمساعي هذا الحل نحو الهاوية دون أن تعي ذلك.
وأضاف أنه “لم تتخذ واشنطن خطوات جادة في هذا الشأن خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن مع مجيء ترمب إلى الحكم، بدأت أنظر بتشاؤم أكثر إلى مساعي حل الدولتين”.
وتابع قائلاً: “يعيش نحو 4 ملايين فلسطين تحت حكم الإدارة العسكرية، في حين يعيش مليونان آخران في ظل الحصار بقطاع غزة، والمشكلة الرئيسة هنا أن “إسرائيل” لا تدفع أي ثمن إزاء كل هذه الأمور”.
وأوضح أن الاقتصاد “الإسرائيلي” يسير بشكل جيد عموماً، وأن الشعب يتمتع بمستوى رفاهية مرتفع أيضاً، مضيفاً أن “الإسرائيليين” يشعرون بامتنان تجاه الوضع الحالي، ولا يرغبون بالدخول في مخاطر.
وأردف أن فرصة إحلال السلام أكبر وأهم من فرصة قيام الحرب، نتنياهو أقنع “الإسرائيليين” بضرورة عدم الدخول في خطر إحلال السلام، لأنه يعتقد أن الحفاظ على الوضع الراهن أفضل من المخاطرة بخسارة المكاسب الحالية الملموسة.
“إسرائيل” مصابة بجنون العظمة
وقال إيلدار: إن “إسرائيل” مصابة بجنون العظمة، ومع ذلك لها أعداء، فمثلاً، هناك تصور أن إيران عدو لها، وهذا الأمر يعطي ضمانة لنتنياهو، وهو يشبه ترمب كثيراً بهذا الخصوص، حيث يشعر بالحاجة لوجود أعداء له، وإن لم يكن له أعداء تراه يختلقهم بنفسه، وبخلاف ذلك، لا يكون قادراً على الاستمرار في السلطة، فإن لم تكن فلسطين عدو لكانت إيران هي العدو.
وأضاف: كما أن العدو الخارجي يبعث الذعر أكثر من العدو الداخلي المتمثل بالفساد، وهكذا بدأ “الإسرائيليون” يتداولون مقولة أنهم بحاجة إلى بيبي (بنيامين نتنياهو) لحماية أنفسهم من خطر إيران وسورية.
وفسر إيلدار ادعاءات حاجة “إسرائيل” للحماية بالرغم من امتلاكها أقوى جيش في المنطقة، بالقول: إن “إسرائيل” تضع نفسها على الدوام بموقع الضحية، لافتاً إلى أن نتنياهو يستخدم ورقة “الضحية” منذ وقت طويل.
من جهة ثانية، قال الصحفي: إن قانون الملكية “الإسرائيلي” قائم على أساس العرق، حيث يمنح الحق لليهودي بامتلاك الأرض العائدة لفلسطيني بعد الإقامة فيها فترة طويلة، لكنه لا يمنح نفس الحق للفلسطيني في حال أقام في أرض يهودي لنفس الفترة.
فلسطين ستفوز بـ”الحرب الديموغرافية”
وأشار إيلدار إلى أن الفلسطينيين سيفوزون بـ”الحرب الديموجرافية” على المدى البعيد، قائلاً: بعد مضي 70 عاماً، ما زلنا لا نمتلك حدوداً معروفة بسبب الاحتلال.
وأضاف بخصوص سياسة بلاده في إنشاء مستوطنات جديدة على الأراضي الفلسطينية، أن “إسرائيل” تتبع هذه الإستراتيجية لتزيد من صعوبة رسم الحدود، حيث تجعل من موضوع العودة إلى حدود عام 1967 أمراً صعباً مع الزمن، وأن بعض “الإسرائيليين” يعتبرون هذه الإستراتيجية ذكية، لكن بالنسبة لي أرى أنها مأساوية.
وفي سياق آخر، أشار إيلدار إلى المشكلات بين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن الخلافات بين “حماس” و”فتح”.