أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سورية بياناً، أمس الجمعة، نعت فيه الشهيد طريف السيد عيسى (أبو الفداء) أحد الدعاة بالجماعة، الذي وافته المنية أمس الجمعة متأثراً بإصاباته، إثر محاولة اغتيال آثمة تعرض لها قبل نحو شهر ونصف شهر بمدينة إدلب السورية، وهذا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بمزيد من التسليم لقضاء الله وقدره، تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية شهيدها البطل الأخ طريف السيد عيسى (أبو الفداء)، الذي وافته المنية صباح اليوم الجمعة 14 جمادى الآخرة 1439ه، الموافق 2/ 3/ 2018م، بعد معاناته من إصابات متعددة إثر محاولة اغتيال آثمة تعرّض لها قبل نحو شهر ونصف شهر، أثناء قيامه بواجباته الدعوية والوطنية في مدينة إدلب.
وشهيدنا البطل من مواليد مدينة إدلب الخضراء، هاجر من وطنه بدينه ودعوته من بطش نظام الأسد الأب، إثر أحداث الثورة الأولى، وتنقّل في عدد من المهاجر إلى أن حطّت به الرحال في السويد.
ولما انطلقت الثورة الأخيرة، أبى “أبو الفداء” إلا أن يكون له قصب السبق في المشاركة الفاعلة بها، فآثر ترك حياة السعة والراحة في المهجر، وانضمّ إلى إخوته الثائرين والمجاهدين، فلم يترك عملاً فيه جهاد ودعوة وتضحية إلا شارك به وقدّم فيه الكثير.
لم تمنعه سنوات الهجرة، ولا المسافات المُتباعدة من أن يظلّ وفياً لوطنه، مُحبّاً لدينه ودعوته، متوافقاً مع مبادئه وقيمه، فعاد بعد كل تلك السنين يحمل الهمّ وينشر الخير ويسعى في مصالح العباد والبلاد، ينثر بين الناس فهماً وسطياً، وفكراً مُعتدلاً، ولا يتوانى أن يُشارك في أي مشروع وطني يسعى للبناء والنفع ومصلحة الناس.
كان شهيدنا ذا مناقب عظيمة وصفات رائعة، فقد كان كما وصفه محبّوه طيب القلب كثيراً، خالياً من الشوائب والأحقاد والضغائن، يُحب الناسّ ويُحب خدمتهم ويسعى في قضاء مصالحهم.
كان الأخ “أبو الفداء” إذا أخذ منه العمل مأخذه، فلا طعام ولا شراب ولا كلام ولا نوم ولا راحة حتى ينهيه على أكمل وجه وأحسن صورة، فلا مكان عنده لأجزاء الأشياء، ولا أنصاف النهايات، ولا أشباه الحلول.
وفي اليوم الذي وقعت فيه محاولة الاغتيال الآثمة، كان شهيدنا الجميل قد طبع مجموعة كبيرة من الكتب الدعوية والتربوية وحمّلها في سيارته وأصرّ أن يوزعها بنفسه لبعض المراكز القرآنية والدعوية في مدينة إدلب، خرج متوكلاً على الله، ركب سيارته وانطلق بهمة المؤمن وعزيمة المجاهد، فاستهدفته تلك العبوة الآثمة، من قبل من أرادوا إسكات صوت الحق وقتل الكلمة الحرة.
له العديد من المقولات التي يختصر فيها طريق العز والشهادة الذي اختار المضي فيه، منها “لا عذر اليوم لمن يستطيع أن يقدّم شيئاً لبلده وشباب بلده ودينه ثم لا يفعل”، “هذا الطريق طريقي، وقد نذرت نفسي لهذا الطريق منذ أن أبصرت هدفي، وهذه الرقبة -ويشير لها بيده- ما بيشيلها إلا اللي حطها (وضعها)”.
من أبرز الأعمال التي قام بها شهيدنا خلال الثورة، مشاركته الفاعلة في تحرير مدينة إدلب وتخليصها من قبضة نظام الأسد، كما أنّه كان عضواً في المجلس المحلي لمدينة إدلب.
وعلى المستوى السياسي، شغل الشهيد منصب عضو المجلس الوطني السوري.
وفي الجانب الإغاثي والإنساني، ترأس جمعية “سنابل الخير”.
هنيئاً لأخينا طريف شهادة تمنّاها وسعى صادقاً لها فأكرمه الله تعالى بها.
رحمه الله تعالى، وتقبله شهيداً مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
المكتب الإعلامي
2/ 3/ 2018م، الموافق 14 جمادى الثانية 1439هـ