حذرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية من أن وباء الإيبولا ينتشر بسرعة كبيرة في غرب إفريقيا؛ حيث ظهرت إصابات جديدة في جمهورية الكونغو بعد وفاة أحد الكهنة وعائلته عقب دفنه لشخص كان مصابًا بالفيروس.
وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، انتشر الفيروس بشكل كبير جدًا وأكثر خطورة منذ انتشاره بين عامي 2014 و2016، حيث انتقل من أعماق الغابات المطيرة للمدن الكبرى، وأخيرًا إلى مدينة مبانداكا، وهي مركز إقليمي يضم قرابة 1.2 مليون شخص.
وقالت الصحيفة حتى الجمعة، تأكد 37 حالة إيبولا، أربعة منها في مبانداكا، وتوفى 12 منهم، وهناك 13 حالة أخرى مشتبه فيها أو محتملة، وهذا الانتشار يدقّ ناقوس الخطر، حيث يجب على منظمة الصحة العالمية الإسراع في احتواء هذا الوباء قبل حصده مزيدًا من الأرواح وانتشاره على مساحات واسعة تهدِّد غربي إفريقيا.
وقللت منظمة الصحة العالمية ومجموعات المعونة وحكومات غرب إفريقيا من تفشي الوباء الذي بدأ في غينيا عام 2014، ثم انتقل إلى عواصم غينيا وسيراليون وليبيريا، ويخيم الشعور بالإحباط على مجموعات الإغاثة، لظهور حالات جديدة في مبانداكا في 22 مايو الجاري، خاصة أن الفيروس حصد في آخر مرة تفشى فيها 11 ألف شخص في غرب إفريقيا، ووصلت الإصابات حتى عاصمة نيجيريا، ودالاس في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن “بيير رولان” المسئول في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قوله: “يجب أن نتأكد من أننا لن نترك حجراً واحداً من دون علاج.. وتشير العلامات إلى تناقص عدد الحالات، لكن لا توجد ضمانات حتى يمر أسابيع دون أية إصابة”.
لقد أصبح مجتمع المساعدات أكثر استنفارا، مما ساعد في تنبيه الحكومة الوطنية إلى تفشي المرض، وتستخدم المنظمات الطبية كل استراتيجية متاحة، بما في ذلك لقاح تجريبي، كما أن اليقظة أمر بالغ الأهمية، الفيروس ليس من أكثر الأمراض المعدية فقط، فهو قابل للانتقال عبر الاتصال المباشر مثل ملامسة سوائل الجسم، ولكن الأعراض قد تستغرق أيامًا لتظهر، مما يعني أن المصابين يمكن أن يسافروا لمسافات طويلة ويصادفوا العديد من الأشخاص قبلما تعرف حالتهم.
ونقلت الصحيفة عن “آن ريموين” باحثة في جامعة كاليفورنيا وعملت مع الحكومة الكونغولية لمدة 16 سنة لمواجهة فيروس الإيبولا قولها:”إن تفشي المرض في مرحلة حرجة وينتشر بسرعة ويجب منعه لأنه إذا لم يتوقف فهناك خطر على شعوب غرب أفريقيا”.
ولأن اللقاح غير مرخص حتى الآن، يجب على كل شخص يتسلمه التوقيع على استمارة موافقة، ويقول عمال الإغاثة إن الأمر ينطوي أحيانا على قدر كبير من الخطورة.
ومن المفارقات ، أن التخلف الإنمائي في المنطقة ساعد على إبطاء تفشي المرض، كما يقول المسؤولون، وبالمقارنة مع أجزاء من غرب أفريقيا حيث انتشر الوباء، كان الناس في إكواتور أكثر فقراً ويسافرون أقل، والنقل نفسه أكثر صعوبة في الغابات المطيرة، معظمها يحدث على متن قوارب، ورغم أن الكونغو تفتقر إلى البنية التحتية بشكل كبير، إلا أنها تملك واحدة من أكثر آليات التصدي للإيبولا نجاحا في العالم، وفقا للباحثين وعمال الإغاثة.
وقال “رولين” من مركز السيطرة على الأمراض:” من المدهش مشاهدة مدى سرعة اكتشاف وزارة الصحة الكونغولية لهذا الوباء، حتى عندما تكون في مناطق نائية، ويعود الفضل في هذا لرصد وزارة الصحة عن كثب للوفيات غير الاعتيادية في الغابات المطيرة، وهذا يؤدي إلى الكشف المبكر عن تفشي المرض، ولكن في كثير من الحالات يدق جرس الإنذار من السكان المحليين بحسب القبس.