أعلنت السلطات البلجيكية، أمس الإثنين، أنها أحبطت «في الوقت المناسب» هجوماً إرهابياً استهدف مؤتمراً نظمته المعارضة الإيرانية في باريس السبت الماضي، وأشارت إلى توقيف زوجين من أصل إيراني متهمين بمحاولة تنفيذ العملية، فيما اعتقلت ألمانيا دبلوماسياً إيرانياً، وأوقفت فرنسا ثلاثة مشبوهين في الملف.
هذا التطوّر يشدّد ضغوطاً على طهران، تتصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست عام 2015، كما يُحرج الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي وصل أمس إلى سويسرا، قبل توجّهه اليوم إلى النمسا، في محاولة لإنقاذ الاتفاق، واعتبر روحاني أن جولته ستكون «مناسَبة للبحث في مستقبل الاتفاق»، مشيراً إلى أن الأوروبيين سيقدّمون لطهران «سلة» اقتراحاتهم خلال أيام لإنقاذه، بحسب صحيفة “الحياة”.
لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف شكك في العملية المنسّقة التي نفذتها فرنسا وبلجيكا وألمانيا لإحباط «الهجوم»، وكتب على «تويتر»: «في وقت نبدأ زيارة رئاسية لأوروبا، تظهر عملية إيرانية مزعومة ويُعتقل مدبروها، إيران تدين في شكل لا لبس فيه كل أشكال العنف والإرهاب في أي مكان، ومستعدة للعمل مع الأطراف المعنيين لكشف مخطط زائف وشرير».
في المقابل، أعلن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، الجناح السياسي لتنظيم «مجاهدين خلق»، «إحباط مؤامرة للدكتاتورية الحاكمة في إيران لشنّ هجوم إرهابي على المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في (منطقة) فيليبنت في باريس»، وأضاف أن «إرهابيي النظام الإيراني في بلجيكا خططوا للهجوم، بمساعدة دبلوماسي النظام الإرهابيين»، داعياً إلى إغلاق السفارات الإيرانية في أوروبا، علماً أن شخصيات أمريكية بارزة حضرت المؤتمر، بينها رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترمب، ونيوت غينغريتش الرئيس السابق لمجلس النواب.
وأعلن المدعي العام البلجيكي أن الزوجين أمير س. (38 سنة) ونسيمة ن. (33 سنة)، وهما بلجيكيان من أصل إيراني، يُشتبه في أنهما حاولا تنفيذ تفجير خلال مؤتمر «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، مضيفاً أنهما اتُهما بمحاولة قتل إرهابية والتخطيط لجريمة إرهابية، وتابع أنهما اعتُقلا فيما كانا في سيارة في ضاحية بروكسيل السبت، عُثِر فيها على 500 جرام من مادة «تي آي تي بي» المتفجرة، مع صاعق تفجير، ونفذت الشرطة البلجيكية 5 عمليات دهم، بعد توقيف الزوجين.
وأشار المدعي البلجيكي إلى أن السلطات الألمانية اعتقلت أسد اللـه أ. (47 سنة)، لافتاً إلى أنه دبلوماسي إيراني في سفارة بلاده لدى النمسا، وأضاف أن الدبلوماسي كان على اتصال بالزوجين في بلجيكا، وتابع أن إحباط الاعتداء الإرهابي كان نتيجة تعاون بين القضاء في بلجيكا وفرنسا وألمانيا.
في باريس، أعلن مصدر قضائي اعتقال 3 أشخاص من أصل إيراني في فرنسا، أحدهم يُدعى ميرهاد أ (54 سنة)، لتحديد صلتهم بالزوجين المعتقلين في بروكسل.
في غضون ذلك أعلن مدير التخطيط السياسي في الخارجية الأمريكية براين هوك أن الحملة التي تشنّها بلاده لزيادة الضغط على النظام الإيراني، تهدف إلى خفض إيراداته من مبيعات النفط الخام إلى صفر، في محاولة لدفعه إلى تغيير سلوك قيادته، لا تغيير النظام، وأضاف: نعمل لتقليل الانقطاعات في السوق العالمية، لكننا على ثقة بأن هناك طاقة إضافية عالمية كافية من النفط، وتابع أن 50 شركة أعلنت نيتها تقليص علاقاتها التجارية مع طهران، قبل إعادة فرض العقوبات عليها.
على صعيد آخر، استمرت لليلة ثانية الصدامات في مدينة آبادان جنوب غربي إيران، بين أجهزة الأمن ومتظاهرين يحتجون على ندرة مياه الشرب وتلوثها.