– عبدالكريم: “صفقة القرن” ضمن مخطط “وعد بلفور” للسيطرة على كل فلسطين
– “حماس”: “صفقة القرن” التي تروج لها واشنطن جزء من “وعد بلفور” الذي يتم استكمال فصوله حالياً
– الجبهة الشعبية: على الدول العربية إحباط كل محاولات الاحتلال وواشنطن للتطبيع معها بدون إعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه
حلت أمس الذكرى الأولى بعد المائة لـ”وعد بلفور” المشؤوم، الذي منحه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور في الثاني من نوفمبر 1917 للحركة الصهيونية قبل أن تحتل فلسطين، وعلى الرغم من مرور تلك الفترة على هذا الوعد يتواصل الصمود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية العربية لإحباط مخططات الاحتلال وواشنطن، من خلال التمسك بهذه الأرض ومقاومة الاحتلال، فهذا الوعد الذي أعطى الحق لمن لا يستحق، حاول إلغاء الشعب الفلسطيني من الوجود، لكن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومقاومة كل مخططات الاحتلال طيلة العقود الماضية أثبتت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه، ويقدم التضحيات تلو التضحيات، وأن كل مخططات التهويد والقوانين العنصرية ستسقط وتتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال وواشنطن
اعتذار بريطانيا
وبعد مائة وعام واحد على “وعد بلفور”، مازالت أصوات الفلسطينيين، وأحرار العالم تتعالى لمطالبة بريطانيا صاحبة هذا الوعد بالاعتذار والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فهي من نفذت “وعد بلفور” وقامت بطرد شعب وإحلال هذا المحتل على الأرض الفلسطينية، وتعويض الشعب الفلسطيني عن سنوات الضياع والتشتت نتيجة هذا الوعد، لكن تلك المطالبات الفلسطينية بالاعتذار عن هذا الوعد ما زالت بريطانيا ترفض الاستجابة لها.
“صفقة القرن” جزء من “وعد بلفور”
بدوره، يقول النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني قيس عبدالكريم لـ”المجتمع”: إنه بعد هذه السنوات من “وعد بلفور”، ما زالت حلقات هذا الوعد تنفذ، فالولايات المتحدة ما زالت تعمد إلى إلغاء كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة ما يتعلق بالقدس واللاجئين، والاحتلال يواصل سن القوانين العنصرية التي منها قانون القومية الذي لا يعترف بأي وجود للشعب الفلسطيني على أرضه، وبل يعتبر أن كل فلسطين هي لليهود فقط، وبالمناسبة هذا القانون من صميم “وعد بلفور” المشؤوم.
وأكد عبدالكريم أن مخطط “صفقة القرن” استكمال لـ”وعد بلفور”، وأن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بحقه في تقرير المصير والعودة إلى فلسطين التي اغتصبت عام 1948 على يد العصابات الصهيونية.
في سياق متصل، أكدت حركة “حماس” بمناسبة “وعد بلفور” أن الحقوق الفلسطينية لا تسقط بالتقادم، وأن هذا الوعد مثّل كارثة للشعب الفلسطيني، خاصة وأنه ترتب عليه طرد الشعب الفلسطيني من أرضه إحلال العصابات الصهيونية مكانه.
وأشارت “حماس” إلى أن “وعد بلفور” أعطى حقاً لمن لا يستحق، وهذا الوعد ترتب عليه كل الكوارث التي حلت بالشعب الفلسطيني وقيام كيان الاحتلال عام 1948، وأن “صفقة القرن” التي تروج لها واشنطن هي جزء من “وعد بلفور” الذي يتم استكمال فصوله حالياً.
وشددت “حماس” أن طريق الصمود والمقاومة السبيل الوحيد لإسقاط “وعد بلفور” وكل المخططات الخبيثة التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية.
التطبيع حلم الاحتلال
على ذات الصعيد، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن التطبيع من قبل بعض الدول العربية كان يمثل حلم الحركة الصهيونية حين تم الإعلان عن “وعد بلفور”، فوجود هذا الكيان في خاصرة الشعوب العربية مثل ضربة للوحدة العربية، بل وغير مشهد الشرق الأوسط كله، وكان وجود هذا الكيان هو “وعد بلفور” الذي منحته بريطانية للحركة الصهيونية، لذلك على الدول العربية إحباط كل محاولات الاحتلال وواشنطن للتطبيع معها بدون إعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، بما فيها حق تقرير المصير.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد سالم لـ”المجتمع”: كان الاستعمار الغربي السبب وحجر الزاوية في قيام دولة الاحتلال، وهو ما أدى إلى نشوء نكبة 1948، واليوم الإدارة الأمريكية عبر قراراتها تشرعن أعمال النكبة وتضع القوانين الظالمة بحق الشعب الفلسطيني في ظل تفتت العالم العربي أيضاً، بل وتشطب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكد سالم أن واشنطن أوجدت “صفقة القرن” التي تهدف بالأساس لشطب حق العودة وقضية القدس، وإقامة سلطة حكم ذاتي فقط للشعب الفلسطيني.
ويشار إلى أن “وعد بلفور” جاء نسبة للرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، يعلن فيها دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وكان الشعب الفلسطيني يشكل حينها أكثر من 95% من سكان فلسطين، ولم تكن حينها بريطانيا تحتل فلسطين، ولكن فور احتلالها عام 1918 بدأت بتشجيع الهجرات اليهودية لفلسطين ومكنتهم من إقامة مستوطنات وقامت بتسليح العصابات الصهيونية التي احتلت فلسطين بدعم من بريطانيا عام 1948، وأوفت بريطانيا بوعد من لا يملك لمن لا يستحق، الذي تسبب بنكبة للشعب الفلسطيني ما زال يعيش فصولها حتى الآن.