في سابقة بالولايات المتحدة، ستدخل امرأتان مسلمتان إلى الكونجرس على الأرجح في انتخابات منتصف الولاية التي ستجرى الثلاثاء المقبل.
ويبدو أن إلهام عمر، اللاجئة الصومالية، واثقة من الفوز بمقعد في مجلس النواب في دائرة ذات غالبية ديمقراطية بولاية مينيسوتا حيث ترشحت عن الحزب.
من جهتها، ترشحت رشيدة طليب، المولودة في ديترويت لأبوين مهاجرين فلسطينيين، لمجلس النواب في دائرة لا منافس لها فيها.
وفي حال فازت المرشحتان، فستصبحان أول امرأتين مسلمتين تدخلان الكونجرس الأمريكي الذي سيصبح بذلك يضم في صفوفه ثلاثة مسلمين.
من جهته، يفترض أن يفوز النائب الأسود والمسلم بسهولة في دائرته بولاية إنديانا.
تأتي هذه التطورات التاريخية في وقت يتحدث فيه “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” (كير) عن زيادة بنسبة 21% في الجرائم ضد المسلمين خلال النصف الأول من العام 2018.
جرس إنذار
تتخذ رشيدة طليب، وإلهام عمر مواقف معارضة للرئيس دونالد ترمب وحزبه الجمهوري، فهما تعارضان سياساته التي تفرض قيوداً على الهجرة، وتدعمان نظاماً عاماً للصحة يرفضه الجمهوريون، وتريدان إلغاء جهاز الشرطة الخاص بالهجرة الذي شن حملات عديدة في جميع أنحاء البلاد، أثارت الذعر بين المهاجرين الذين يخافون أن يتم إبعادهم، على غرار لاجئين عراقيين يقيمون منذ فترة طويلة في ولاية ميشيجن.
وقال كولن كريستوفر من “الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية” لوكالة “فرانس برس”: إن انتخاب دونالد ترمب كان جرس إنذار، وتابع: أصبحنا فجأة نرى مجموعات كانت غائبة عن المناقشات العامة (…) تشارك فيها.
وتعكس سيرتا المرشحتين الأهمية المتزايدة التي يخصصها الديمقراطيون في عهد ترمب لقضايا ساخنة مثل حقوق المرأة والأقليات.
رشيدة طليب هي أكبر إخوتها الـ14، وفي عام 2008 أصبحت أول امرأة مسلمة تدخل برلمان ميشيجن المحلي.
وفي سن الثانية والأربعين، تعلن معارضتها لترمب بعد أن أصبحت بطلة مدافعة عن قضايا الطبقات الشعبية وفازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في أغسطس الماضي في منطقة يشكل السود غالبية فيها.
وصرح داود وليد، المدير التنفيذي لفرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ميشيجن، لـ”فرانس برس”: إن دائرتها لا تضم عدداً كبيراً من المسلمين، وأوضح: لا أعتقد أن هويتها العرقية أو الدينية أدت دوراً كبيراً في فوزها أو لدى معارضيها.
وتعي رشيدة طليب الطابع التاريخي لترشحها، ففي خطاب مؤثر ألقته بعد فوزها في أغسطس بحضور والدتها، تحدثت عن عائلتها في الضفة الغربية التي تتابع عن كثب مسيرتها.
وقالت: هذا يكشف إلى أي درجة يمكن لبلدنا أن يكون رائعاً، وأضافت: كل القبح والكراهية اللذين تسمعون عنهما، ليسا ما نحن عليه فيه في الواقع.
وفي غياب مرشح جمهوري منافس لها، يفترض أن يتم انتخابها الأسبوع المقبل لولاية مدتها سنتين لتحل مكان النائب منذ فترة طويلة جون كونيرز الذي استقال في ديسمبر بعد اتهامات بالتحرش الجنسي ومشكلات صحية.
بنت إلهام عمر أيضاً لنفسها صورة امرأة سياسية تقدمية، فهي تؤيد مجانية التعليم الجامعي وتأمين مساكن للجميع وإصلاح القضاء الجنائي.
وكانت هذه الشابة المحجبة فرت من بلدها الصومال في سن الثامنة، قبل أن تهاجر مع عائلتها إلى الولايات المتحدة، وتؤكد أنها تهوى السياسة منذ صغر سنها.
وقد صرحت لمجلة “إيل” (هي) في سبتمبر: أغرمت ببساطة بالسياسة وما يمكن أن تنجزه، وفسرت أنها قررت الترشح لتظهر ما يجب أن تكون عليه الديمقراطيات التمثيلية فعلاً.
وفي عام 2016، فازت الشابة البالغة من العمر 36 عاماً بمقعد نيابي في ولايتها حيث تعيش جالية صومالية كبيرة.
هذه المرة، ترشحت لمنصب في الكونجرس في دائرة يهيمن عليها الديمقراطيون ويتوقع أن تفوز بسهولة على خصمها الجمهوري، وهي ستشغل بذلك مقعد كيث إيليسون، أول مسلم انتخب عضواً في الكونجرس عام 2006.