يتطلع أهالي في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة شمالي سورية إلى وضع حد لمأساة لجوئهم وإنهاء احتلال تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي لمناطقهم.
فكثير من أهالي المدينة، الذين يمزق الاحتلال عوائلهم بين مضطهدين ولاجئين ونازحين، عبروا عن أملهم بتلقي دعم من تركيا المجاورة من شأنه إنهاء مأساتهم، خاصة أنها أكرمت وفادة المئات منهم.
وكشفت شهادات عديدة ومتطابقة لسكان من المدينة عن ممارسات قبيحة يتبعها عناصر تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” لإخضاع الأهالي، وتهجير كل من يرفض الإذعان، فضًلا عن مساعٍ حثيثة لتغيير الواقع الديمجرافي في عموم المنطقة.
لاجئون في “أقجة قلعة”
لم يبق أمام الكثير من الأهالي خيار سوى الهرب إلى قضاء أقجة قلعة بولاية شانلي أورفة، جنوبي تركيا، المقابل لمدينة تل أبيض؛ فالتنظيم يصادر منازلهم وكل ما لديهم، ويجنّد رجالهم بشكل قسري.
وفي حديث لـ”الأناضول”، يقول شاكر، اللاجئ من المدينة المحتلة: إنه عاش مع عائلته أياماً صعبة جداً، بعد أن سيطر إرهابيو “ي ب ك/بي كا كا” على المنطقة.
ويضيف: لجأنا إلى أقجة قلعة قبل 3 أعوام بسبب الظلم والتهديدات، لقد هجّرنا التنظيم الإرهابي بشكل خاص نحن العرب السنّة بدعم من بعض الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
شاكر لم يخف سعادته بالإقامة في تركيا، إلا أنه شدد على أن العودة هي الشاغل الوحيد له ولأهله وأقاربه وأصدقائه.
وأضاف: نريد أن نخرج هؤلاء الظالمين من منازلنا، بدعم من القوات التركية والجيش السوري الحر.
بدوره، قال أحمد، وهو لاجئ سوري آخر في أقجة قلعة من سكان تل أبيض: إن العرب هم سكان تل أبيض منذ قديم الزمن، وأن “ي ب ك/بي كا كا” هجّر أهل المنطقة من منازلهم وأراضيهم بذريعة الحرب ضد “داعش”.
حان وقت مغادرة “ي ب ك”
في حديث لـ”الأناضول”، قال مساعد رئيس اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سورية، عمر داده: إن تركيا هي الوحيدة القادرة على تطهير تل أبيض من إرهاب “ي ب ك/بي كا كا”.
وأكّد داده في هذا السياق استعداد الاتحاد لتقديم كل ما في وسعهم لتحقيق ذلك.
وتابع أن الوقت حان لأن يغادر التنظيم المنطقة، بدلًا من سكانها، الذين طالما أجبرهم على الهجرة، في السنوات الأخيرة.
وفي يونيو 2015، احتل التنظيم الإرهابي تل أبيض.
والمدينة التي يشكل العرب معظم سكانها، تقع شرق نهر الفرات، وتنتشر غربيها قرى تركمانية أَرغم “ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي سكانها على إخلائها، بعد تهديدهم بقصفها من قبل طيران التحالف الدولي.
ومؤخرًا، استهدفت المدفعية التركية مواقع تابعة للتنظيم في مناطق بتل أبيض، وأخرى في “زور مغار”، التابعة لمدينة عين العرب (شمال).
وقالت مصادر عسكرية: إن ذلك يأتي في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس، وردًا على قذائف استهدفت وحدات عسكرية تركية على الحدود.