فيما تضاربت الأنباء بشأن عودة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى بلاده الليلة الماضية، حبس الجزائريون أنفاسهم في انتظار قراره، وما إذا كان سيعلن ترشيحه رسمياً لولاية خامسة قبل نهاية مهلة تقديم الطلبات، التي تنتهي اليوم، وهي خطوة قد تؤجج الاحتجاجات الرافضة لإعادة ترشحه.
وكان لافتاً إعلان بوتفليقة تعيين عبدالغني زعلان مديراً جديداً لحملته الانتخابية خلفاً لعبدالمالك سلال، وهو ما بدا واضحاً بأنه ينوي الترشح مجدداً للرئاسة.
وشيع الآلاف من المواطنين أول قتيل في المواجهات بين الشرطة والمحتجين التي وقعت أول من أمس كما أصيب نحو 183 آخرين.
وتضاربت الأنباء أمس حول صحة بوتفليقة بعد مرور أسبوع على إقامته في جنيف لغرض العلاج، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن «مصدر طبي» أنه «كان مقرراً أن يخضع بوتفليقة لعملية جراحية لكن وضعه الصحي لم يسمح بذلك»، لكن الموقع نفسه نقل عن مستشفى جنيف في وقت لاحق، تكذيبه خبر تدهور صحة بوتفليقة.
بدورها، نقلت قناة «يورونيوز» عن «مصدر أمني جزائري»، أن طائرة بوتفليقة عادت إلى الجزائر مساء أول من أمس «دون أن يكون الرئيس على متنها».
وجاء إعلان بوتفليقة بتعيين مدير جديد لحملته ليصب الزيت في النار، ويقطع حداً للتكهنات باحتمال أن يعدل عن الترشح.
وتشير التوقعات وبنسبة عالية بإعلان الرئيس ترشحه اليوم لولاية خامسة، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” الدولية.
وأعلن الجهاز الدعائي الانتخابي للرئيس الجزائري عزل عبدالمالك سلال كمدير لحملته الانتخابية، وذلك قبل 24 ساعة من انتهاء مهلة إيداع ملفات الترشيح بـ«المجلس الدستوري»، وأرجع مراقبون سبب تنحيته إلى حديث جرى بينه وبين رجل أعمال بارز، تم تسريبه للإعلام، ويفهم من هذا التطور اللافت في مسار التحضير للانتخابات أن بوتفليقة لا يعتزم سحب ترشحه، كما قال عدد من المراقبين للوضع السياسي في الجزائر.
وذكرت “وكالة الأنباء الحكومية”، مساء أمس، أن مديرية حملة الرئيس بوتفليقة اختارت وزير الأشغال العمومية عبدالغني زعلان، مديراً لحملته الانتخابية، بدلاً عن سلال، دون الكشف عن الأسباب، لكن متتبعين رجحوا أن إبعاد سلال، وهو رئيس وزراء سابق (2012 – 2017)، مرتبط بفضيحة مدوية فجرها الإعلام وشبكة التواصل الاجتماعي الأربعاء الماضي، وتتعلق بمحادثة مسربة جرت بينه وبين علي حداد، رئيس «منتدى رؤساء المؤسسات»، وهو أكبر تكتل لأرباب العمل في البلاد، والممول الرئيس لحملات بوتفليقة الانتخابية، وهي المحادثة التي كشف فيها صراحة عن استعداد الطاقم المحيط بالرئيس الدخول في مواجهة مسلحة مع المتظاهرين، رافضي «العهدة الخامسة»، وهم بالملايين.
وبدا من المحادثة شعور جماعة الرئيس بالخوف من الحراك الشعبي الثائر ضد ترشح الرئيس لولاية جديدة، الذي بدأ منذ 22 من فبراير الماضي، وتجدد بشكل أقوى أول من أمس، من خلال مسيرات مليونية في كامل أرجاء البلاد.
ويأتي انسحاب سلال من الفريق المحيط بالرئيس، في وقت توقع فيه مراقبون استجابة السلطة لمطالب قطاع واسع من الجزائريين، بسحب ترشح الرئيس بوتفليقة، لكن العكس هو الذي حدث، وهو ما يرجح تأجيج حالة الغضب العارم التي تجتاح البلاد.
وتضاربت أمس أنباء حول مصير بوتفليقة في الحكم، وحالته الصحية بعد مرور أسبوع من إقامته بجنيف بغرض العلاج، ونقل موقع «روسيا اليوم»، استناداً إلى «مصدر طبي» بجنيف، أنه «كان مقرراً أن يخضع بوتفليقة لعملية جراحية، لكن وضعه الصحي لم يسمح بذلك»، موضحاً أن الرئيس الجزائري «موجود حالياً في الطابق التاسع في مستشفى جنيف الجامعي، وهو قسم معزول عن باقي أقسام المستشفى، ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر ممرات خاصة داخل المستشفى».
ونقل نفس الموقع عن مشفى جنيف في وقت لاحق، تكذيبه خبر تدهور صحة بوتفليقة، مبرزاً أن ناصر بوتفليقة، شقيق الرئيس ومستشاره، زاره في مشفاه أول من أمس، كما نقلت قناة «يورونيوز» عن مصدر أمني جزائري أن طائرة بوتفليقة عادت من جنيف إلى الجزائر مساء الجمعة، دون أن يكون الرئيس على متنها، وقد رفض قسم الإعلام برئاسة الجمهورية الخوض في الموضوع، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، ولم يتسن تأكيد أو نفي هذه الأخبار، من محيط الرئيس، وخاصة مديرية حملته الانتخابية، والأحزاب الموالية له.
في غضون ذلك، راجت أمس إشاعات في العاصمة عن استقالة رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وأن حكومة وحدة وطنية ستتكفل بتسيير البلاد مؤقتاً، كما تداول ناشطون بشبكة التواصل الاجتماعي أن بياناً مهماً ستصدره الرئاسة، قد تعلن فيه سحب الرئيس ترشيحه.