على هامش ملتقى العمل الاجتماعي الذي تنظمه جمعية الإصلاح بفندق الميلينيوم، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور خالد المذكور رئيس الجمعية لسؤاله عن تعليقه على حادث نيوزلندا الإرهابي الذي أودى بحياة أكثر من 50 مسلماً أثناء تأديتهم صلاة الجمعة اليوم بمسجدين هناك.. وكان هذا الحوار السريع:
فوجئنا اليوم كمسلمين بالحادث الذي حدث في نيوزيلندا، وكانت لكم كلمة بخصوص هذا الحادث، فما رأي جمعية الإصلاح في هذا الصدد؟
لا شك أن هذا الحدث هو حدث جلل، وقد تابعناه عبر وسائل الإعلام، وقد وصلنا الخبر قبل صلاة الجمعة بساعة تقريباً، وبمجرد سماعي بهذا الخبر المؤلم، سارعت إلى كتابة تغريدة على (تويتر)، باسمي شخصياً، وكانت لدي رغبة أن يهتم الأئمة والخطباء على المنابر بهذا الأمر، ويصلون عليهم صلاة الغائب، على المسلمين الذين قتلوا في المسجدين اللذين تم استهدافهما، ولكن يبدو أنه لم يكن لدى الكثير خبر بخصوص هذا الحادث الأليم، وكان الوقت ضيقاً على وزارة الأوقاف، لذا كانت التغريدة تطلب من أئمة المساجد أن يصلوا صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة على هؤلاء الضحايا اللذين تم استهدافهم ظلماً في نيوزيلندا.
والغريب، أن المخطط لهذا الحادث كان يخطط لهذه الجريمة منذ ثلاثة أسابيع، واختار هذين المسجدين نظراً لكثرة الناس فيهما، وارتكب جريمته بدم بارد، كأنه في نزهة، وبلغت به الجرأة أن يقوم بتصوير الحادث بنفسه، واستخدم جميع الأسلحة التي في جعبته من أجل قتل أكبر عدد ممكن من المصلين المسلمين، وصاحب عملية القتل التي يقوم بها أغنية تحض على التطرف والعنصرية، وظل يردد أنا عنصري، ولا أرغب في وجود المسلمين في بلادي.
هذه الجريمة استنكرها العالم أجمع، ولكن ينبغي أن يعرف الناس جميعاً، سواء في البلاد الإسلامية، وغيرها، أن هذا الإرهاب الذي حدث في قتل المسلمين الأبرياء في المسجد، والدخول بهذه الطريقة، والناس آمنون، فهذا دليل على أنه إن كان يوصم المسلمين بالإرهاب، فإن هناك من يقتل بدم بارد من غير المسلمين، وهناك من يخطط وهناك من يعين، من أجل استهداف المسلمين الأبرياء، فأنا لا أظن أن يقدم على هذه الفعلة الشنعاء وحيداً، وبدون شك هناك من يعاونه ويخطط له ويدعمه.
الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص إثر الحادث؟
بالفعل الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص، لكنها لم تعتقل المجرم الذي باشر الجريمة حتى الآن، ونسأل الله السلامة للمسلمين في نيوزيلندا وغيرها من البلاد.
رسالتك للشباب المسلم في نيوزيلندا وفي العالم؟
أنا لا ألوم أحداً على ردة فعله، ولكني أريد أن يكون هناك استنكار عالمي لهذا الحادث الشنيع، وأن يكون هناك مطالبة من جميع البلاد الإسلامية، كمنظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، وكذلك من الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية أن يستنكروا هذا الحادث، ويحاولون قدر الإمكان أن يسيطروا على مشاعر المسلمين هناك، لأنه في أوروبا وأمريكا تم إغلاق المساجد احتياطاً، حتى لا يتعرض المسلمون لأعمال إرهابية مشابهة لما حدث في نيوزيلندا، وأظن أن هذا المخطط، وذلك الجُرم سوف يتكرر، لذا ينبغي أخذ الاحتياط، وأن يكون هناك ليس استنكاراً فقط، بل لابد من وجود موقف من الدول الإسلامية تجاه ما حدث في نيوزيلندا وفي غيرها.