– م. الصميط: الهيئة تكفل 34 ألف طالب من بينهم 29 ألف سوري والاتفاقية للإسهام في إنقاذ جيل سوري من الضياع
– د. الزكري: برنامج الدبلوم التربوي في حالات الطوارئ ترجمة لاحتياجات الواقع التعليمي والجامعة ترحب بتدشينه
– الصبيحي: المركز الدولي للتعليم النوعي اعتمد مناهج تلبي احتياجات الطالب السوري وتربطه بمجتمعه
وقعت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والجامعة العربية المفتوحة في الكويت اتفاقية شراكة للتخطيط والإعداد والتنفيذ لبرنامج “دبلوم التأهيل التربوي لمعلمي حالات الطوارئ” لمدة ثلاثة أعوام قابلة للتجديد، في تطور يعد الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط في مجال التعليم في حالات الطوارئ.
وتأتي هذه الاتفاقية التي وقعها المدير العام للهيئة الخيرية م. بدر سعود الصميط، ورئيس الجامعة العربية المفتوحة في الكويت د. محمد الذكري؛ سعياً للشراكة والتنسيق بين الكيانات العلمية والكيانات العاملة في مجال العمل الإنساني والخيري، ورغبة في تطوير التعليم في حالة الطوارئ وتأهيل العاملين فيه، وارتقاء لمستوى تقديم الخدمة في هذا المجال المُلِح، وتكاملاً للأدوار وتوزيعها حسب ميادين العمل والاختصاص وإدراكاً لأهمية استثمار القدرات العلمية والعملية المتاحة لدى هذه الكيانات في حالات الطوارئ.
وقال م. الصميط: إن الاتفاقية تهدف إلى التعاون في تنفيذ برامج التأهيل الأكاديمي للعاملين في حقل التعليم في حالة الطوارئ، والاستفادة من الخبرات الأكاديمية والعلمية للجامعة العربية المفتوحة في خدمة العمل الإنساني والخيري بشكل عام وتطوير منظومة التعليم في حالة الطوارئ وفق أسس علمية ومعايير دولية وفتح آفاق التعاون بين المؤسسات العلمية الإقليمية والدولية وبين الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في مجال التعليم في حالة الطوارئ.
وأضاف أن الجامعة العربية المفتوحة مؤسسة تعليمية رائدة لقدرتها على تطبيق البرنامج التعليمي في حالة الطوارئ، مشيراً إلى أنه من الصعب في ظل الكوارث أن يلتحق أبناء ضحاياها بالجامعات التقليدية، وبالتالي تتولد حاجة ملحة إلى مثل هذه البرامج التعليمية المهمة.
وواصل الصميط قائلاً: إن الهيئة تولي التعليم أهمية خاصة ضمن برامجها التنموية في اطار مسؤوليتها لمواجهة الفقر والمرض والجهل، وأن الأزمة السورية أفرزت الحاجة إلى برنامج “دبلوم التأهيل التربوي لمعلمي حالات الطوارئ” بسبب التحديات التي يعيشها السوريون وغياب المعلمين المؤهلين، موضحاً أن تجربة الهيئة في مجال التعليم بلبنان رائدة، حيث تدير 17 مدرسة تحتضن 11 ألف طالب سوري بإشراف المركز الدولي للتعليم النوعي التابع للهيئة.
ونوه إلى أن عدد الطلبة المكفولين من جانب الهيئة قبل أربع سنوات كان 7 آلاف طالب، ووصل الآن إلى 34 ألف طالب من بينهم 29 ألف طالب سوري، محذراً من أن هناك جيلاً كاملاً من أبناء سورية معرض للضياع، وأن هذه الاتفاقية تهدف إلى الإسهام في إنقاذ هذا الجيل على صعيد التعليم الابتدائي والمتوسط.
واقترح أن تضطلع الجامعة المفتوحة بافتتاح فرع للجامعة لاستيعاب الطلبة السوريين وإعداد دراسة جدوى في هذا الشأن من أجل تغطية الاحتياجات التعليمية الجامعية لعشرات الآلاف من الطلبة السوريين، معرباً عن استعداد الهيئة للتنسيق بين الجامعة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الملف التعليمي.
وبدوره، قال رئيس الجامعة د. محمد الزكري: إن مشروع الدبلوم التربوي في حالات الطوارئ يعد تفكيراً خارج الصندوق وترجمة لاحتياجات الواقع التعليمي بل ويتجاوز تفكير الأكاديميين، وإن الجامعة ترحب بهذه الشراكة مع مؤسسة إنسانية عريقة لها إنجازاتها الكبيرة بحجم الهيئة الخيرية.
وأضاف أن الجامعة العربية المفتوحة هي جامعة عربية إقليمية غير ربحية أنشئت بمبادرة من الأمير طلال بن عبدالعزيز رحمه الله، وتعمل الجامعة من خلال 9 فروع لإتاحة المجال لأبناء الوطن العربي وخاصة الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة لمواصلة التعلم والتخصص في مختلف حقول المعرفة، وتوفير فرص التدريب المهني لتغطية احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية في البلاد العربية، لافتاً إلى أن نظام التعليم المفتوح يتميز بالمرونة من حيث ملاءمة عملية التعلم مع ظروف الطلبة وقدراتهم.
وتابع د. الزكري قائلاً: لدينا برامج تعليمية متنوعة لتهيئة وتأهيل المتعلمين لسوق العمل، من بينها برنامج البكالوريوس 2005م لشريحة الصم الذين تبلغ درجة سماعهم أقل من 40%، مشيراً إلى أن هناك 360 مليون نسمة في العالم يعانون من الصمم، 80% منهم في الدول النامية، وأنه لإنجاز هذا البرنامج زرنا 6 جامعات عالمية، وإحدى هذه الجامعات كان مديرها أصم واستفدنا من تجاربهم.
وأشار إلى أن برامجنا الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة أثبتت نجاحها في تأهيل هذه الشريحة لسوق العمل، وأنها تسير في اتجاه تحقيق أهداف الجامعة، مرحباً باقتراح الهيئة بالتوجه نحو التعليم الجامعي لأبناء سورية من خلال دراسة الاقتراح وتشكيل لجنة خلال أسبوعين للنظر في إمكانية تطبيقه، وأن الجامعة قادرة من خلال مناهجها التعليمية المعتمدة وأساتذتها لإنجاز هذا البرنامج في أرض الواقع، والتحدي الرئيس أن تكون هناك جهة مانحة لهذا البرنامج.
ومن جهته، قال مدير المركز الدولي للتعليم النوعي خالد الصبيحي: إن المركز يعمل منذ 7 سنوات في مجال تعليم أطفال سورية، وهو يعد المؤسسة الثانية بعد الأمم المتحدة في هذا المجال، مشيراً إلى أن المركز أجرى مسحاً شاملاً عن الظروف والأوضاع المأساوية للطلبة، وفي ضوء ذلك استعان بالمناهج المدروسة التي تلبي احتياجات الطالب السوري وتربطه بمجتمعه وقيمه الأخلاقية، وكذلك شريحة المعلمين السوريين الذين يواجهون تحديات صعبة، وفي هذا الإطار وضعنا برامج تدريبية تلمساً للحلول ومعالجة هذه الظروف الصعبة للمتعلمين والمعلمين.
وبموجب الاتفاقية تمنح الجامعة للمتدربين شهادة دبلوم التأهيل التربوي لمعلمي حالات الطوارئ بعد اعتمادها أكاديمياً من المجلس الأعلى للجامعات المصرية والجامعة العربية المفتوحة في جمهورية مصر العربية، والجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة، وتلتزم الجامعة بتنفيذ البرنامج وتدريس مقرراته بفرع أو أكثر من فروع الجامعة التسعة في دولة الكويت، جمهورية مصر العربية، جمهورية السودان، الجمهورية اللبنانية، المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، مملكة البحرين، دولة فلسطين.