في الوقت الذي يصدح فيه صوت أذان المغرب، وتنعدم الحركة في الطرقات، ويذهب الناس لتناول طعام الإفطار؛ تتوجه مجموعات من الفصائل الفلسطينية للمناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة، لحراستها وتأمنيها.
ورغم هدوء الأوضاع، نسبيًا، على طول السياج الأمني الشرقي والشمالي الفاصل مع إسرائيل، مُنذ التصعيد الأخير مطلع مايو/أيار، إلا أن عناصر الفصائل الفلسطينية لم تغادر مواقع عملها المختلفة، حتى في شهر رمضان، خشية حدوث هجمات إسرائيلية.
والتقى فريق وكالة الأناضول، مجموعةً من عناصر سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في المنطقة الحدودية في بلدة عبسان شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وانتشر العناصر، داخل الحقول، وبعض مفارق الطرق، المؤدية للمنطقة الحدودية، متخفين عن مرأى القوات الإسرائيلية المحاذية.
وخلال شهر رمضان، تختلف أجواء حراسة الحدود، لدى أفراد “سرايا القدس”، عن غيرها من الأشهر الأخرى، فمنهم من يواظب على الصلاة وتلاوة القرآن في موقعه مستغلاً حالة الهدوء، وآخرون يحرسون الحدود، ويراقبون ويرصدون التحركات الإسرائيلية.
ويقول “أبو عمر” القائد الميداني في سرايا القدس:” من موقع رباطنا على الحدود، نجمع بين الصيام والقتال؛ ونعيش أجواء الرباط على حدود غزة كم هو الحال لآلاف المقاومين من مختلف الفصائل، بعيدين عن ذويهم ، يقضون وقتهم على الحدود”.
وأضاف أبو عمر لوكالة الأناضول:” في رمضان، هناك فئة تحرس الحدود، وأخرى تقوم تؤدي العبادات”.
وحول درجة الاستعداد، بعد العدوان الأخير على غزة، قال القائد الميداني:” الجميع رأي ما صنعته المقاومة خاصة سرايا في العدوان، كل عدوان يليه عدوان، يدفع بمقاتلينا أن نستعد على مدار الوقت لأي غدر من الاحتلال؛ نحن جاهزون لقتال العدو في أي محاولة وبأي طريقة يحاول بها الدخول والعبث بأمن قطاع غزة”.
وأكمل:” من خلال تجربتنا الطويلة مع هذا المُحتل، نحن لا نأمن مكر العدو ونتوقع غدره في أي لحظة لرموز المقاومة ورجالاتها”.
وأكد القيادي الميداني وجود “تنسيق عالي المستوى”، بين كافة الفصائل، في “الرصد والمتابعة، وفي توجيه الضربات للعدو”.
وأوضح “أبو عمر”، أن قدرات الفصائل الفلسطينية تطورت كثيرا خلال العقد الأخير، حيث قال:” خلال العدوان الإسرائيلي عام 2008-2009 صواريخنا لم تتخطى مداها بضع كيلو مترات، لكن في عدوان 2012 تم قصف مدينة تل أبيب، في عدوان 2014 ضربنا مدينة نتانيا التي تعتبر أبعد من تل أبيب”.
وقال “أبو عمر” إن “المقاومة الفلسطينية”، وسرايا القدس، حققت حالة من “توازن الردع” مع إسرائيل، خلال العدوان الأخير، بداية مايو/أيار، وبخاصة من خلال “منظومة صواريخ بدر 1 وبدر 3″، وهي صواريخ محلية الصنع، أطلقتها على المدن الإسرائيلية القريبة من القطاع.
وأكمل:” نرصد العدو، ونعلم كيف نتصرف، ومتى نضرب الصواريخ تجاه المستوطنات، ونختار الطريقة التي تضرب بها العدو؛ ونستطيع استهداف هذا العدو في البر والبحر والجو”.
وبشأن الأزمة المالية، التي تعاني منها الفصائل الفلسطينية، قال القائد الميداني:” لا يخفي على أحد الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بكل مستوياته، وسرايا القدس جزء من الشعب، لكن هذه الأزمات لا تؤثر على المقاومة التي تقاتل بأبسط الامكانيات، وبالروح القتالية التي يمتلكونها”.