مركز الأزهر للفتوى: الحجاب فرض ثبت وجوبه بنصوص قرآنية قطعية الثبوتِ والدلالة لا تقبل الاجتهاد
مصطفى إبراهيم: الهجوم على الحجاب يأتي ضمن حملة ممنهجة للهجوم على معظم ثوابت الإسلام
وليد الصفطي: هجوم ساويرس على الحجاب طبيعي غير مستغرب
عباس شومان: الحجاب حكمه معروف وليس محل خلاف ولا اجتهاد حتى يخوض فيه من يعرف ومن لا يعرف
أكد عدد من العلماء في مصر على فرضية الحجاب ومشروعيته ولا مجال للنقاش فيه، مضيفين في تصريحات لـ”المجتمع” أن هذه الحملة هدفها ليس النيل فقط من الحجاب ولكن من ثوابت الدين الاسلامي وأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال النقاش في هذا الأمر لأنه حسم منذ ١٥قرناً ومن يحاولون الهجوم عليه إنما هدفهم الكيد للإسلام والحقد عليه والرد عليهم يكون بمزيد من الالتزام بهذا الدين والحفاظ على فرائضه ومن بينها الحجاب.
وكانت الفترة الأخيرة، قد شهدت حملة على الحجاب خاصة بعد أن قامت الممثلة صابرين بخلع الحجاب وإعلانها أنها لم تكن محجبة حيث شن الرافضون للحجاب حملة منظمة عليه في محاولة لتبرير عدم لبسه أو خلعه، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً، فهاجم رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس الحجاب قائلاً: “إن الله لو أراد الحجاب لخلق المرأة به” وهجوم ساويرس ليس الأول من نوعه من جانب الأقباط على الحجاب فقد سبقه في ذلك الكاتب الصحفي والإعلامي المعروف مفيد فوزي.
ورداً على هذه الحملة، أصدر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية بيان قال فيه: “انتشرت مؤخراً بعض الأفكار والفتاوى التي تدَّعي عدمَ فرضية الحجاب، ولا شك أن مثل هذه الأفكار إنّما هي ادعاءات لا تمت للإسلام بصلة”.
وأضاف في بيان رسمي: “الحجاب فرض، ثبت وجوبه بنصوص قرآنية قطعية الثبوتِ والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحد أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يقبل من العامة أو غير المتخصصين مهما كانت ثقافتهم الخوض فيها”.
وكانت الممثلة صابرين، البالغة من العمر 52 عاماً، تخلت منذ سنوات عن الحجاب، وقالت إنها “محتشمة”، إذ ترتدي الباروكة في مسلسلاتها، وفي الخارج ترتدي قطعة تغطي جزءا من شعرها، إلا أنها أعلنت قبل أيام رسمياً خلع الحجاب بشكل كامل.
وفي تعليقه على هذا الأمر، قال الباحث الشرعي مصطفى إبراهيم المستشار الإعلامي السابق لجبهة علماء الأزهر: إن الهجوم على الحجاب يأتي ضمن حملة ممنهجة للهجوم على كل أو معظم ثوابت الإسلام، كالسنة النبوية والصحابة وكبار ومشاهير العلماء والدعاة مثل الشيخ الشعراوي، وذلك بتشجيع من السلطات في مصر لتلك الهجمات المتتابعة تتمثل في إبعاد الدعاة المخلصين والغيورين على الدين الإسلامي، وإفساح المجال وتخصيص فترات طويلة وفي أوقات الذروة لكل من يتطاول أو يتجرأ على فرائض وثوابت الدين الحنيف أمثال “إبراهيم عيسى وإسلام البحيري ومحمد شحرور وأحمد عبده ماهر، ومحمد عبد الله الشهير بميزو ومصطفى راشد “.
وأضاف إبراهيم في تصريحات خاصة لـ”المجتمع” أن السلطات الحالية في مصر إن لم تشجع تلك الهجمات فهي تسكت وتتغاضى عنها ولا تحاسب من يتجرأ أو يسيء إلى دين الغالبية العظمى من الشعب المصري، رغم أن الدستور المطبق حالياً “دستور 2014” نص على أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
وفسر الباحث الشرعي تجرؤ بعض المسيحيين على الإسلام وثوابته بأنه نتيجة طبيعية لتشجيع أو سكوت السلطات على من يسيء أو يتطاول على الإسلام، في الوقت الذي لا يجرؤ فيه أحد على انتقاد حتى قسيس أو راع في الكنيسة، ولا يسمح مسلم لنفسه بأن يسيء إلى السيدة مريم العذراء أو يسخر من حجابها أو الزي الرسمي للراهبات وهو شبيه بالحجاب الإسلامي أيضاً، منتقداً تجرؤ السفهاء والجهلاء والمغرضين على مهاجمة الإسلام وذلك تطبيقاً للمثل الشائع ” من أمن العقوبة أساء الأدب”، مطالباً العقلاء من الأقباط بمنع إخوانهم من التجرؤ على الإسلام بعدم فتح أبواب الفتنة الطائفية أو الإساءة إلى شركاء الوطن.
أما د. وليد الصفطي أمين لجنة الدعوة بحزب الاستقلال فقال: إن للإجابة على هذا التساؤل لابد أن نفهم من هم المخاطبين بالحجاب ومنها نفهم من هم المهاجمين له فلنرجع إلى قوله تعالى في سورة الأحزاب “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين”، مضيفاً أن الخطاب للنبي وبناته ونسائه ونساء المؤمنين وبهذا غير المؤمنة غير مخاطبة به ومع ما جبلت عليه النفس من اتخاذ إله ومحبة الإضافة إليه، غير المؤمنين عرفوا عدم مخاطبتهم بهذا الخطاب، وما استطاعوا أن يؤمنوا، فحقدوا على المؤمنين وأرادوا لهم أن يخرجوا من صفة الإيمان والإضافة إلى الله فلم تكن الهجمة وليدة اليوم ولا العصر الحالي بل هي قديمة بقدم الإسلام.
واعتبر الصفطي دخول رموز الأقباط كنجيب ساويرس على خط الهجوم على الإسلام بأنه أمر طبيعي غير مستغرب.
وقال وكيل الأزهر السابق، الشيخ عباس شومان: إن الحجاب حكمه معروف، وليس محل خلاف ولا اجتهاد حتى يخوض فيه من يعرف ومن لا يعرف، ولن يزيد الإسلام قوة ارتداء واحدة أو أكثر له، ولن ينتكس الإسلام بخلعهن له، مضيفاً: من ارتدته فقد التزمت فريضة من فرائض دينها، ومن خلعته فقد ضيعت فريضة، وأمرها إلى الله وليس للعباد.
وأكد في تصريحات صحفية: “لا أعتقد أن الناس يتابعون أخبار من يصلون ويزكون ويصومون ومن يحجون ومن يتركون، فهل يرون الالتزام بالحجاب من عدمه قضية أهم من ترك أركان الإسلام أو الالتزام بها؟”.
وأشار وكيل الأزهر السابق إلى أن “العالم بأسره لن يعجب بنا ونحن نشعل مواقع التواصل وغيرها بقضية حسمت قبل ما يقارب 15 قرناً من الزمان، ونتغافل عن أفعال الصهاينة بالمستضعفين في فلسطين، بينما هم ينشغلون باستشراف آفاق المستقبل وكيفية التعاطي مع ما قد يتوصل إليه العلماء من مخترعات، ويبحثون عن كيفية استعمار الفضاء للعيش فيه، بعد أن وصلوه باحثين، ووقفوا على كثير من أسراره”.
وأنهى كلامه بالقول: “الحجاب فريضة لا تقبل الاجتهاد، ولكن لا تحتاج لهذا اللغط الذي لن يضيف أي جديد، فلنشغل الناس بإعلامهم وتعليمهم ما جهلوه”.