أعلن وزير الصحّة التونسي عبداللطيف المكّي عن أوّل إصابة مؤكّدة بفيروس كورونا لدى كهل في الأربعينيات عائد من إيطاليا.
وأشار المكي في ندوة صحفية، أمس الإثنين، أن الأمر كان متوقعاً؛ نظراً لانتشار الفيروس في العديد من دول العالم ودول المنطقة، ونظراً للتزايد المستمر في عدد الحالات التي تم التبليغ عنها في هذه الدول.
الأعراض لم تكن ظاهرة
وقال المكي: إن المريض وصل إلى تونس يوم 27 فبراير الماضي، ولم تكن أعراض الفيروس المعدي واضحة عليه، ولم يتم اكتشافها سوى يوم 29 فبراير الماضي، ولم يكشف وزير الصحة التونسي عن مكان إقامة المصاب لدواعي التحفظ.
وأكد المكي أن وزارة الصحة التونسية بدأت بفحص جميع من التقى بهم المصاب بالفيروس لا سيما الذين خالطهم عن قرب، وإجراء تدابير الحجر الصحي بحقهم.
وشدّد وزير الصحة التونسي عبداللطيف على أن وزارته قامت بناءً على المعطيات الجديدة باتخاذ عدة إجراءات عاجلة لمحاصرة تفشي فيروس كورونا.
اتصال من المريض
وحول اكتشاف الحالة، التي لم تكن أعراض الفيروس بادية عليها عند دخوله الأراضي التونسية، أوضح وزير الصحة بأن الكهل المصاب الذي تجاوز الأربعين لم يكن يعاني من أي أمراض، وعاد في 27 فبراير، كما أوضح سلفاً، من إيطاليا في رحلة بحرية، وتعرض لإجراءات الفحص الفوري ولم يكن يشكو من أي أعراض، كما لم تكشف الأجهزة ما يثبت إصابته، لكنه وبعد يومين فقط من وصوله قام بشكل طوعي بالاتصال بالرقم الأخضر 80101919 الذي وضعته وزارة الصحة على ذمة من يريد الاتصال للإبلاغ أو السؤال، وذلك بعد أن شعر المصاب بارتفاع في حرارة جسمه.
مصير الباخرة
وبخصوص المدة التي قضاها المصاب في إيطاليا، ذكر المكي بأن المصاب سافر إلى إيطاليا في 18 فبراير إلى إحدى المناطق الموبوءة والمغلقة في إطار حجر صحي وعاد يوم 27 من نفس الشهر.
وفي رده على سؤال حول مصير الباخرة التي قدم المصاب على متنها، أفاد وزير الصحة التونسي بأن الباخرة التي قدم على متنها المصاب من إيطاليا كان على متنها 254 مسافراً، تم وضعهم جميعاً في الحجر الصحي الذاتي بالإضافة إلى وضع أقارب المصاب والمحيطين به في الحجر.
طبيعة كورونا
من جهته، أكد مدير الصحة الأساسية بوزارة الصحة التونسية، شكري حمودة، أن الكشف عن حالة أوّل مصاب بكورونا في تونس تمت بعد القيام بـ100 تحليل للتأكد من ذلك.
وأوضح بأن هذا الفيروس هو عبارة عن أنفلونزا، و90% من المصابين لا يتم إيواؤهم بالمستشفى، ولا يتم إيواء سوى من يعانون من أمراض أخرى مزمنة وضيق تنفس ويتم معالجتهم عن طريق أدوية مضادة للالتهاب.
كما أكد حمودة، في نفس المؤتمر الصحفي لوزير الصحة التونسي المكي، أن العلماء بصدد القيام بتجارب ضيّقة لدواء ناجع مضاد للالتهاب، وأن تونس قامت بتخزين كميات كبيرة وكافية من هذا الدواء، وطمأن المواطنين والمقيمين بأن 90% من المرضي يشفون تماماً من الفيروس.
تجدر الإشارة إلى أنه تم الإعلان في تونس أخيراً عن إصابات في محافظات كل من صفاقس والقيروان ونابل، لكن ثبت أن الأعراض التي يشكو منها المصابون مختلفة عن أعراض كورونا، وتم السماح للمصابين بمغادرة المستشفيات التي تم حجزهم فيها.
وشهدت المدن التونسية حالات تزود بالمؤن، وكذلك إقبال على شراء الكمامات الصحية التي ارتفع سعرها أضعاف سعرها الحقيقي، رغم أنها لا تقي من المرض.