أكد سياسيون أن الانتخابات الإسرائيلية تمثل نصراً شخصياً ساحقاً لنتنياهو، وهزيمة مدوية لغانتس، مؤكدين أن أي حكومة إسرائيلية قادمة لن تغير من طبيعة الصراع مع هذا المحتل.
في البداية، قال الناطق باسم حركة “حماس” فوزي برهوم: لا نعول على أي متغيرات داخل المجتمع الإسرائيلي، فجميعهم نتاج مشروع صهيوني احتلالي يهدف إلى تثبيت أركان الكيان الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني.
وأضاف برهوم: هوية أي حكومة إسرائيلية قادمة لن تغير من طبيعة الصراع مع هذا المحتل، واعتباره كياناً احتلالياً يجب مقاومته، ولن تؤثر في المسار النضالي والكفاحي لشعبنا حتى دحر هذا الاحتلال.
وتابع برهوم: نحن نعول على إرادة شعبنا ومقاومته المستمرة والمتصاعدة كحق مشروع في الدفاع عن حقوق شعبنا ومواجهة الاحتلال ومشاريعه ومخططاته كافة والعمل على إفشال “صفقة القرن” وكل المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال السياسي حازم قاسم: ستبقى “دولة” الاحتلال كياناً غاصباً، وانتخاباته لن يُكتسبه أي شرعية على أرض فلسطين، ما يجري هو اختيار بين المستوطنين الأغراب، لإدارة كيان استعماري قائم على اغتصاب الأرض الفلسطينية وطرد سكانها الأصليين، وشعبنا سيواصل نضاله حتى تحقيق أهدافه بانتزاع حريته واسترداد أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب تعليقًا على انتخابات الكنيست: نتائج الانتخابات لن تغير من الواقع شيئاً، فهناك احتلال وعدوان قائمان، الشعب الفلسطيني دفع أثمانًا باهظة بسبب الإرهاب الصهيوني في عهود كل الحكومات السابقة.
ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية تيسير خالد: نتائج الانتخابات الإسرائيلية مؤشر على مزيد من التحول نحو الفاشية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، ومزيد من النزعة العدوانية والاستيطانية التوسعية لأحزاب معسكر اليمين واليمين المتطرف في “إسرائيل”.
وأضاف خالد: نتائج الانتخابات جاءت صادمة لمن راهنوا على نتائج مختلفة تفتح وفق حسابات مضمرة أفقاً سياسياً جديداً أمام العملية السياسية والعودة إلى مسار مفاوضات محكوم بميزان قوى على الأرض يميل بشكل حاسم لمعسكر الاستيطان والتوسع والضم في “إسرائيل”.
وقال المحلل السياسي والمتخصص في الشأن “الإسرائيلي” صالح النعامي: إن نتائج الانتخابات تقلص هامش المناورة أمام محمود عباس، ففي حال حافظ على نمط علاقته القائم مع الصهاينة، سيما التعاون الأمني، حتى بعد أن تضم “إسرائيل” أجزاء واسعة من الضفة، فهذا يعني أن السلطة تحولت إلى نسخة مشوهة لكيان جيش لحد في جنوب لبنان أو روابط القرى التي أسسها شارون في حينه.
وأضاف في حسابه عبر “تويتر”: نتائج الانتخابات الصهيونية منحت تفويضاً كبيراً لضم غور الأردن والمستوطنات، والضم سيكون على رأس أولويات الحكومة القادمة، على اعتبار أن 99 نائباً؛ أي 83% من أعضاء البرلمان الجديد يؤيدون الضم، الذي تنص عليه أصلاً “صفقة القرن”، إلى جانب تبني إجراءات جديدة لتهويد الأقصى.
وبين النعامي أن الانتخابات تمثل نصراً شخصياً ساحقاً لنتنياهو وهزيمة مدوية لغانتس، زعيم تحالف “أزرق أبيض”، مشيراً إلى أن النتائج تدل على أنه لن تشكل حكومة إلا برئاسة نتنياهو، وأن تحالف “أزرق أبيض” مطالب بالتراجع عن تعهداته بعدم الانضمام لمثل هذه الحكومة بسبب قضايا الفساد التي يحاكم به نتنياهو
وأوضح أن اليمين الصهيوني بقيادة الليكود يحرز مقعداً إضافياً ويقفز لـ60 نائباً، واليمين الديني والعلماني يرى أن نتائج الانتخابات تفويض واضح لضم الضفة الغربية.. الضم يعني عملياً تصفية وجود السلطة الفلسطينية.. فهل يقتنع عباس بتغيير اتجاه العلاقة مع الصهاينة، أم تواصل السلطة دور كيان أنطوان لحد؟
وأكد النعامي أن الكرة في معلب حركة “فتح”، فإما أن تأخذ على يد عباس وتجبره على تغيير علاقته بالاحتلال، بعد أن منح الصهاينة حكومتهم تفويضاً بضم الضفة، كما دلت نتائج الانتخابات، ووقف التعاون الأمني، وأن تقود مساراً نضالياً لإحباط المخطط الصهيوني، أو أن تتحمل تبعات تحول السلطة إلى نسخة مشوهة من جيش لحد.
وتابع النعامي: نتائج الانتخابات الصهيونية تحمل أخباراً سيئة للأردن، فهي لم تمنح فقط تفويضاً لضم غور الأردن والمستوطنات بشكل يمثل تهديداً على استقرار الأردن، بل أنها عززت مكانة الداعين لاعتبار الأردن الدولة الفلسطينية، خاصة ممثلي تيار الصهيونية الدينية، وعلى الرغم من تحقيق القائمة العربية نتائج مهمة في الانتخابات الصهيونية، فإن ذلك لن يؤثر على النظام السياسي الصهيوني، ولن يقلص مفاعيل جنون التطرف الصهيوني، الطابع العنصري للمجتمع الصهيوني ونخبه ستدفع إلى سن قوانين لتقليص حضور القائمة في المستقبل.
فيما قال المحلل السياسي د. جمال عليان: أعتقد جازمًا أن نتائج الانتخابات الصهيونية تؤكد بشكل قاطع أن الرهان على التغييرات بالخارطة السياسية للعدو رهان خاسر، وفقدان للبصيرة، وجهل بقوانين المقاومة، الرهان فقط على أنفسنا وحقوقنا ووحدتنا ومقاومتنا وأمتنا.
وتابع أن نتنياهو الذي بات بعبعاً للبعض ويهرول بعض المستعربين من “زعامات” العرب كسبًا لرضاه، سيثبت قريباً أنه معول هدم للمشروع الصهيوني والزعامات المتكئة عليه.. فقط أن نحسن ترتيب أنفسنا وأوراقنا ونعزز من ثقتنا بأنفسنا ونقطع كل الأحبال مع عدونا.