اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن نتائج الانتخابات “الإسرائيلية” لن تغير من واقع الاحتلال، مهما كانت النتائج، باعتبار أن الأحزاب الصهيونية، مهما تعددت برامجها فإنها تلتقي جميعا وتتوحد ضد شعبنا وعلى حساب الحق الفلسطيني.
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فوزي برهوم، في تصريح مكتوب له: “نحن لا نعول على أي متغيرات داخل المجتمع الإسرائيلي؛ فجميعهم نتاج مشروع صهيوني احتلالي يهدف إلى تثبيت أركان الكيان الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني”.
وأضاف أن “هوية أي حكومة إسرائيلية قادمة لن تغير من طبيعة الصراع مع المحتل، واعتباره كيانا احتلاليا يجب مقاومته، ولن تؤثر في المسار النضالي والكفاحي لشعبنا حتى دحر هذا الاحتلال”.
وشدد على أنهم يعولون على إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته المستمرة والمتصاعدة كحق مشروع في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ومواجهة الاحتلال ومشاريعه ومخططاته كافة، والعمل على إفشال صفقة القرن وكل المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
من جهته قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، مغردًا عبر “تويتر”: “لقد فاز الاستيطان والضم والآبرتايد”.
وأضاف: “نتنياهو قرر أن استمرار الاحتلال والصراع هو ما يجلب لإسرائيل التقدم والازدهار، فاختار أن يكرس أسس وركائز الصراع ودوامة العنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء، وبذلك يفرض أن تعيش المنطقة وشعوبها بالسيف”، مشيرا إلى أن الخطوة القادمة الضم؛ الأمر الذي اعتبره “الجانب الخاطئ للتاريخ”، وفق قوله.
ومن جهته قال الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب:” نتائج الانتخابات الإسرائيلية لن تغير من الواقع شيئا فهناك احتلال وعدوان قائمان”.
وأضاف: “الشعب الفلسطيني دفع أثمانًا باهظة بسبب الإرهاب الصهيوني في عهود كل الحكومات السابقة”.
خطوات عملية للرد
ومن جهته اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد أن “نتائج الانتخابات الإسرائيلية تؤشر على مزيد من التحول نحو التطرف في المجتمع الإسرائيلي ومزيد من النزعة العدوانية والاستيطانية التوسعية لأحزاب معسكر اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل”.
وقال في تصريح له: “النتائج جاءت صادمة لمن راهنوا على نتائج مختلفة تفتح وفق حسابات مضمرة أفقا سياسيا جديدا أمام العملية السياسية والعودة إلى مسار مفاوضات محكوم بميزان قوي على الأرض، يميل بشكل حاسم لمعسكر الاستيطان والتوسع والضم في إسرائيل”.
وأضاف: “الرد على نتائج هذه الانتخابات يكون بخطوات عملية مثل: وقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، وسحب الاعتراف بدولة إسرائيل، ووقف العمل بجميع الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ عام 1993”.
واعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية أن نجاح نتنياهو مع ما يمثل اليمين المتطرف يعكس توجه المجتمع “الإسرائيلي” نحو التطرف والغلو في تنفيذ المشاريع الإجرامية، والاستمرار في سياسة القتل والاستيطان والتهويد للمقدسات.
وقالت الحركة في بيان لها: “مع اختلاف برامج الأحزاب الصهيونية فإنها جميعها تلتقي وتتوحد ضد شعبنا، وتسعى لاقتلاعه من أرضه، لذلك لا نعول على أي منها بل نعول على صمود وإرادة شعبنا التي ستبقى أقوى من الاحتلال ومكوناته الفاشية”.
وأضافت: “هذه النتائج تفرض علينا كفلسطينيين التوحد ورص الصفوف وتكاتف الجهود لمواجهة هذا التطرف، وما هو قادم من خطر حقيقي لتنفيذ صفقة القرن، وفرض السيادة الصهيونية على الضفة والأغوار والسيطرة على القدس وإنهاء الوجود الفلسطيني فيها”.
وطالبت السلطة بوقف الرهان على المفاوضات ومسيرة التسوية التي فشلت بل وساهمت في تغذية اليمين المتطرف بمنحه الوقت لتنفيذ مخططاته، قائلة: “المطلوب التوجه الفوري نحو تحقيق المصالحة والتحلل من أوسلو وملاحقها، ووقف التنسيق الأمني، وإطلاق العنان لشعبنا ومقاومته للتصدي للاحتلال وعدوانه المتواصل، فلا خيار أمامنا إلا بالمقاومة”.
وقد أظهرت نتائج الفرز الأولية للانتخابات تقدم “الليكود” على منافسه “أزرق أبيض” بفارق واضح، لم تتوقعه استطلاعات الرأي العام التي نشرت في الأسابيع الماضية.
وبحسب هذه النتائج فقد حصل حزب “الليكود” على 36 مقعدا مقابل 32 مقعدا لحزب “أزرق أبيض”.
وهذه الانتخابات هي الثالثة التي تجرى في غضون أقل من عام، بعد جولتين جرتا في أبريل، وسبتمبر الماضيين، دون أن يفضيا إلى تشكيل حكومة، ما أوجد أزمة سياسية.