– نبتة “التيفا” (عشبة البرك) التي كانت تدمر محاصيل الأرز بالمناطق الريفية في السنغال منذ أكثر من 30 عاماً أصبحت مصدراً للفرص الاقتصادية
– الفحم الحيوي المصنوع من التيفا يعتبر الآن بديلاً أنظف وأكثر أماناً من الحطب
– إنتاج الفحم الحيوي باهظ الثمن قد يكون من الصعب بيعه لكن السكان المحليين ما زالوا يبحثون عن طرق لخفض تكاليف الإنتاج وزيادة الكفاءة
الآن يتم إنتاج الفحم الحيوي من حشائش برية كانت تدمر حقول الأرز لأكثر من 30 عامًا، ويتم استخدام هذا الفحم لطهي الطعام، وبناء المنازل، وخلق الفرص الاقتصادية في السنغال، كل ذلك بطريقة مستدامة.
وكانت “التيفا” قد أصبحت مشكلة دولية بعد بناء سدين بين السنغال وموريتانيا، فقد قطعت السدود تدفق المياه وخلقت الظروف المثالية لنمو تلك الأعشاب الضارة.
ولسنوات، حاولت حكومتا السنغال وموريتانيا وفشلتا في إيجاد طريقة فعالة للقضاء عليها، والآن تحل المشكلة بواسطة السكان المحليين بمفردهم -وبأيديهم العارية- كجزء من مشروع تقوده منظمة “GRET” الفرنسية غير الحكومية.
وينتج الفحم الحيوي من خلال حرق نباتات تيفا في أفران خارجية لمدة ست ساعات في المرة الواحدة.
يقول ياسين سي، صانع فحم حجري من التيفا: هذا هو فحم التيفا، حولنا النبات إلى فحم وحصلنا على المواد التي نحتاجها، لا رماد، ولا خسائر، هذا ما أردنا تحقيقه وقد حصلنا عليه.
يتم خلط القصب المتفحم بالماء وقشور الأرز، تقوم الآلة بتشكيل ذلك في قوالب، ثم يتم تجفيفها لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام.
وقوالب التيفا تشتعل بشكل أسرع وتحترق لفترة أطول من الخشب.
في المناطق الريفية في السنغال، يعتمد حوالي 83% من السكان على الحطب لأغراض الطهي والتدفئة، وهذا يمكن أن يزيد من الملوثات الناتجة عن الحرق ومن ثم يضاعف من الأخطار الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
ولكن فحم التيفا ينتج دخانًا أقل بكثير.
ويمكن استخدام النبات لأغراض أخرى غير الطهي وإنتاج الطاقة، حيث يمكن أيضًا خلط التيفا بالطين لتصنيع طوب للبناء.
كثير من المشاركين في المشروع هم من النساء.
يقول ياسين سي: قبل الحصول على هذه الوظيفة، كانت النساء يبقين في المنزل ويذهبن للحقول لمدة شهر واحد أو لبضعة أيام ولن يفعلن شيئًا آخر، ولكنهن الآن يعملن في تحويل التيفا إلى فحم حيوي، ويمكنهن دعم أسرهن، وتثقيف أطفالهن.
وكل شهر يحولن ما يعادل 13 ألف كيلوجرام من التيفا إلى فحم حيوي.
وعلى الرغم من أن هذه العملية تخلق مصادر جديدة للدخل، فإن الحشائش لا تزال تهدد الأراضي الزراعية.
وقطع التيفا يحتاج لعمالة كثيفة وتكاليف النقل مرتفعة وقد يكون من الصعب أيضًا العثور على مشترٍ.
لكن الكثير من الناس لا يزالون يرون إمكانية أن تعمل المنظمات غير الحكومية والسكان المحليون لإيجاد طرق لتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة.
يقول إرنست ديون، من وزارة البيئة والتنمية السنغالية: اليوم، بدأنا ننظر إلى نبات التيفا بشكل مختلف ونعتبره مورداً للدخل في السنغال، لقد بدأنا للتو، لكننا أثبتنا أنه يمكننا فعل الكثير.
______________________
Business Insider