مولده:
ولد عبدالعزيز بن علي بن عبدالوهاب المطوع القناعي عام 1328هـ/ أكتوبر 1910م، وهو من قبيلة السهول بالكويت.
نشأ في أجواء عائلية ملتزمة، وكان التدين هو الطابع الذي يغلب على أسرته، وحرص والده على تربيته على الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية العظيمة، كما كان يغرس فيه معنى الالتزام وحب الطاعة، وكان يصطحبه إلى المسجد وخاصة صلاة الفجر مع أشقائه؛ وهو ما كان له أثره على تكون شخصيته وحياته.
تعلم في المدرسة الأحمدية، واشتهر بذكائه الحاد وفطنته، ورافق عدداً كبيراً من رجالات الكويت الذين بنوا نهضة البلاد بمختلف أشكالها أمثال الشيخ يوسف بن عيسى القناعي.
بين ربوع العمل الخيري
كان المطوع سباقاً لفعل الخيرات في السر والعلن، وأنفق الكثير في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها، وكان بحق سفيراً لبلاده بين بلدان العالم، كما كان رمزاً لعطاء الكويت، وكرم أهلها، وكان ملتزماً بتعاليم ربه، كما كان تقياً كريماً، يعطي بيمينه ما لا تعلم شماله.
تعددت أوجه المعروف والبر في حياة المطوع حتى وصفه المستشار عبدالله العقيل بقوله: «والأخ الكبير عبدالعزيز المطوع له نظرات عميقة، وتأملات فاحصة، وتوجيهات صائبة، وآراء سديدة، استقاها من قراءاته وتجاربه في الحياة وتوفيق الله له».
وكان رحمه الله شغوفاً بالقراءة، والتأمل في آيات الله عز وجل، والتدبر في القرآن الكريم، الذي كانت له فيه وقفات، فسَّر فيها بعض السور والآيات، وبخاصة ما له علاقة بالعلوم العصرية، وآخر الحقائق العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم.
كما كان له اهتمام بالغ في رفع المستوى التعليمي لشباب المسلمين، وتشجيعهم على الدراسات العليا، ودعم الجهاد الإسلامي في كل مكان، ونشر الدعوة الإسلامية الصحيحة بين القبائل العربية، التي تأثر بعضها بأفكار غريبة، وكان من المحبين للعلماء والدعاة، يحرص على تكريمهم والاحتفاء بهم.
تميز بالنبوغ وعمق الإدراك، وقد عمل على تأليف عدد من الكتب العلمية، منها «الرأس والبنكرياس»، و»خواطر باحث».
قام بعد حرب عام 1967م بتأسيس لجنة أسماها «اللجنة الإسلامية لمساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء»، كما قام بعمارة المساجد، ومساعدة الفقراء وعلاجهم، ورعاية المسنين، وإغاثة المنكوبين، حتى إن الرئيسين المصريين السادات، ومبارك، وجها إليه الشكر على مساهمته الخيرية، وقلده مبارك «وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى»، في 4 أكتوبر 1982م، وفي 15 مارس 1988م، كما فتح بيوت الخير في الهند وباكستان وأفغانستان ولبنان، ومعظم البلاد الإسلامية.
وحينما هز الزلزال مصر وضرب محافظاتها عام 1992م، تبرع عبدالعزيز المطوع بمبلغ 100 ألف جنيه مصري لمنكوبي الزلزال.
لم يترك المطوع باباً من أبواب الخير إلا طرقه؛ فأينما وليت وجهك إلى عمل من أعمال الدعوة أو الإغاثة أو البر تجده في مقدمة المتسابقين، فتراه في إغاثة المنكوبين أو مساعدة الفقراء وعلاجهم، أو عمارة المساجد، أو في مجال التعليم المهني وتحفيظ القرآن، أو الجمعيات الخيرية والمعاهد والمكتبات، وكأن الله سبحانه أعطاه وقتاً فوق وقته ليحقق كل هذه الأعمال وفي قلبها الدعوة إلى الله.
بذرة العمل الإسلامي بالكويت
كان الشيخ عبدالعزيز أول من أرسى فكر حسن البنا في ربوع الكويت، فبعدما التقى به عام 1947م تأثر بمنهجه الشامل لفهم الإسلام، وبدأ غرس هذه البذرة مع الأقربين والأصدقاء في الكويت، واختير كأول مراقب عام للإخوان في الكويت، وذلك قبل أن يتقدم لإخوانه بطلب ليتفرغ للعمل العام والخيري في 1 أكتوبر 1953م، إلا أن الطلب رفض وظل مراقباً عاماً ليؤسس مع بقية إخوانه جمعية الإرشاد الإسلامي التي اهتمت بالإعلام؛ فأسست مجلة «الإرشاد» لنشر فكر الجمعية وتوجهاتها، ولتكون ناطقة باسمها، وتولى المطوع رئاسة تحريرها.
وتمثّلت أهداف الجمعية –كما يقول الكاتب أحمد الصراف- في تحرير العقل من الجمود، وتربية النشء إسلامياً، وتحقيق مستوى معيشي أفضل للفرد المسلم، والمحافظة على قواعد الإسلام وآدابه، وتأييد الوحدة العربية والسير لتأسيس جامعة إسلامية.
وفاته:
بعد تلك الرحلة المباركة من البذل والعطاء والإحسان، توفي عبدالعزيز المطوع رحمه الله في 17 من ذي القعدة 1416هـ/ 7 أبريل 1996م.
المراجع
1- بيت الزكاة الكويتي: محسنون من بلدي، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 2001م، 1422هـ، ص 97–102.
2- عبدالله العقيل: من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة، جـ1، دار البشير، طنطا، مصر، الطبعة الثامنة، 2008م، ص478.
3- أحمد الصراف: كلام الناس عبدالعزيز العلي المطوع و«الإخوان»، صحيفة القبس الكويتية، 25 يناير 2020م،
4- عبدالعزيز العلي المطوع: مجلة “المجتمع”، الكويت، العدد (1196)، 28 ذو القعدة 1416هـ/ 16 أبريل 1996م.