قتل 31 شخصا منذ مطلع العام الحالي بمخيم الهول في سوريا، حيث يقيم عشرات آلاف النازحين وعائلات مقاتلي تنظيم داعش، وفق ما أفاد مسؤول كردي وكالة فرانس برس اليوم الأربعاء، فيما حذرت منظمات إنسانية من استمرار “الكابوس”.
وعلى وقع تكرار اعتداءات طالت أيضا عاملين إنسانيين، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود يوم أمس الثلاثاء، بعد مقتل أحد العاملين المحليين معها، تعليق خدماتها في المخيم الذي تتولى الإدارة الذاتية الكردية الإشراف عليه في شمال شرق سوريا، في وقت تكرر الأمم المتحدة تحذيرها من تفاقم الوضع الأمني المتدهور أساسا.
وقال مسؤول مكتب العلاقات التابع للإدارة الذاتية في المخيم جابر شيخ مصطفى لوكالة فرانس برس “منذ بداية العام 2021، بلغت إحصائية القتلى 31 شخصا، ستة منهم قتلوا بأداة حادة والبقية بطلقات من مسدسات”.
وأضاف “نعتقد أن خلايا تنظيم داعش تقف وراء هذه الاغتيالات التي تحدث خصوصا في القسم الخاص بالعراقيين والسوريين”. وأوضح أن غالبية القتلى من العراقيين.
وكانت حصيلة سابقة أوردها مسؤول كردي آخر لفرانس برس في 8 فبراير الماضي أفادت بمقتل 14 شخصا، ثلاثة منهم بقطع رؤوسهم. وتحدث عامل في المجال الإنساني، رافضا الكشف عن هويته لفرانس برس حينها، عن “توترات عشائرية” قد تكون خلف بعض الجرائم.
ويستضيف المخيم المكتظ نحو 62 ألف شخص، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، ويعاني من سوء الخدمات الأساسية.
وشهد المخيم في الأشهر الأخيرة حوادث أمنية أخرى بينها محاولات فرار وهجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين. وحذرت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي في تقرير الشهر الماضي من أن مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز، خصوصا في شمال شرق سوريا، تمثل “تهديدا كامنا”.
واحتجاجا على تدهور الوضع الأمني، علقت منظمة أطباء بلا حدود خدماتها “مؤقتا”، بما فيها الرعاية الطبية وبعض خدمات المياه والصرف الصحي.
وقال مدير الطوارئ في المنظمة ويل تيرنر “يُقتل الناس بوتيرة وحشية، غالبا داخل خيمهم”، موضحا أن معظمهم يخلفون ورءاهم “أطفالا ليس لديهم من يعتني بهم”.
وأضاف “إنها بيئة غير آمنة وبالتأكيد ليست مكانا مناسبا ليكبر الأطفال فيه. يجب أن يتوقف هذا الكابوس”.
وأفادت المنظمة عن مقتل أحد العاملين معها بالرصاص في 24 فبراير أثناء تواجده في خيمته. ولم تتضح ملابسات الحادث الذي يجري التحقيق فيه.
وفي حادث منفصل، لقي ستة أشخاص بينهم خمسة أطفال حتفهم جراء حريق اندلع السبت خلال احتفال بزفاف، وفق حصيلة جديدة أعلنت عنها إدارة المخيم خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الأربعاء.
وقالت إن 36 آخرين أصيبوا بحروق بدرجات متفاوتة جراء نيران نجمت عن انفجار مدفآة، في حادثة تتكرر خلال فصل الشتاء.
وإثر الحريق، شدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة على أنه “لا ينبغي لأحد، خصوصا الأطفال الأبرياء، أن يعيشوا في ظل ظروف إنسانية صعبة وخطيرة” في المخيم.
وحثت منظمة يونيسف في بيان الأحد الإدارة الذاتية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على “بذل كل ما أمكنها من جهود” لإعادة أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، متواجدين حاليا في شمال شرق سوريا، إلى ديارهم.