اكتشف العلماء أن أطول مريضة مصابة بـ”كوفيد” في العالم التي أصيبت بالفيروس منذ ما يقرب من 11 شهرًا، قد مكنت الفيروس من التحور 40 مرة خلال تلك الفترة، وبذلك يكون الفيروس قد استخدم المريضة كـ”صالة ألعاب رياضية” ليصبح أكثر رشاقة.
وكانت امرأة روسية تُعرف باسم “المريض S” تعاني من سرطان في مرحلة متأخرة عندما أصيبت بـ”كوفيد”، في أبريل من العام الماضي، حيث أصيبت بنوبتين خطيرتين من المرض أثناء إصابتها.
ومع أن نتيجة اختبارها كانت سلبية في النهاية، في مارس الماضي، فإن الأطباء الذين قاموا بوضع تسلسل للفيروس لمعرفة كيف كان يتغير داخل جسدها، اكتشفوا 40 طفرة للفيروس، مما يدل على أنه يتطور بسرعة فائقة.
وقال علماء من معهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا في موسكو: إن “كوفيد” استخدم المريضة بشكل فعال كـ”صالة ألعاب رياضية” ليصبح أكثر لياقة.
وقال البروفيسور جورجي بازيكين: ضع في اعتبارك المتغيرات المثيرة للقلق “Sars-Cov-2” التي انتشرت مؤخرًا على نطاق واسع واكتسبت شهرة، فعندما ينشأ مثل هذا المتغير، فإنه غالبًا ما يراكم طفرات متعددة بسرعة، تمامًا كما يحدث عندما يتطور لدى الأفراد الذين يعانون من كبت المناعة.
لقد دفع هذا الناس إلى اقتراح أن مثل هؤلاء الأفراد يمكن أن يكونوا نوعًا من صالات التدريب الرياضية للفيروس، حيث يكتسب السمات اللازمة لإصابة البشر بشكل أفضل، وربما يكون الفيروس الذي درسناه دائم التدرب والتحور ولا يخرج أبدًا من صالات الألعاب الرياضية، حيث إن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الصالات الرياضية التي يتدرب بها الفيروس مزودة بمعدات أكثر تنوعًا مما كنا نظن.
فالفيروس يتحور ليتمكن من البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل والتكاثر بشكل أسرع، وتشمل هذه التغييرات بروتين “سبايك”، الذي يستخدم لدخول الخلايا، كما أن التغيرات حولت البروتينات السطحية لتتمكن من الهروب من الأجسام المضادة، على الرغم من أن المريضة كانت تعاني من نقص المناعة بحيث لا توجد أجسام مضادة.
وقالت يفجينيا الكسيفا، المؤلفة الأولى المشتركة للصحيفة: لقد كان هذا محيرًا! لماذا يختبئ الفيروسات من شيء غير موجود؟! ولماذا تُخفي أجزاءها التي لا تستطيع الأجسام المضادة رؤيتها بأي حال؟!
ويقول العلماء: إن الفيروس ربما يكون قد تطور للهروب من الخلايا التائية، وهي الجزء الثاني من جهاز المناعة، على الرغم من عدم وجود انتقال للفيروس المتحور.
ويقول باحثون: إن متغيرات أخرى يمكن أن تظهر بطرق مماثلة، ويعتقد الباحثون أن متغير “ألفا” أو “كينت” قد نشأ في الأصل في مريض يعاني من نقص المناعة.
_____________________________
المصدر: “The telegraph”.
تم نشر البحث الأصلي على موقع “Research Square”.