أكد نشطاء كويتيون أن “وعد بلفور” جريمة كبرى؛ زرعت كياناً استعمارياً إحلالياً في المنطقة؛ ما شكل تحدياً أمام الشعوب العربية والإسلامية للتخلص من هذا الكيان.
وطالب النشطاء، في أحاديث منفصلة مع “قدس برس”، بتضافر الجهود على كافة الأصعدة؛ لتعرية الاحتلال “الإسرائيلي”، واستنهاض الأنظمة والحكومات العربية؛ لاتخاذ مواقف واضحة تجاه عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه.
وقال الناشط الحقوقي محمد الدوسري: إن “وعد بلفور” جاء بعد تدمير النواة الصلبة للإسلام آنذاك، متمثلة بالدولة العثمانية، التي ترتب على سقوطها في الحرب العالمية الأولى دخول كل من إنجلترا وفرنسا في احتلال مباشر لعدد من الأراضي العربية، وعلى رأسها فلسطين، لنجد أنفسنا كعرب أمام واقع جديد نتج عنه إطلاق وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق.
وأضاف لـ”قدس برس” أن الأثر لهذا الوعد كان مختلفاً اختلافاً كبيراً على الشعوب وأنظمة الحكم المستحدثة ذاك الوقت، إذ كان هذا الوعد بمثابة الصاعقة على رؤوس أبناء الأمة، ومحفزاً بشكل كبير للانخراط في الحركات الجهادية الساعية لتخليص الأراضي العربية الإسلامية من الاحتلال، وأولها القدس.
وتابع: وفي الوقت ذاته؛ كان هذا الوعد بمثابة فرصة للأنظمة المستحدثة؛ لتستغل هذه المشاعر الشعبوية في أغراضها الساعية لتوطيد أركان حكم كل نظام على حدة، وبما يخدم مصالحه.
مشروع إحلالي
من جهته، رأى رئيس “رابطة شباب لأجل القدس” في الكويت يوسف الكندري أن “وعد بلفور” هدف للتسويق لمشروع استيطاني إحلالي، لطرد أصحاب الأرض، واستبدال شعب تم تجميعه من شتات الأرض بهم، لحل مشكلات خاصة بمناطق في أوروبا، على حساب الشعوب العربية، وبالتحديد الشعب الفلسطيني.
وقال لـ”قدس برس”: إن هذا الوعد يشكّل تحدياً بضرورة تقديم مزيد من الجهود والدعم والمبادرات والبرامج لصالح القضية الفلسطينية، إضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى الشعوب.
ودعا الكندري العرب والمسلمين إلى القيام بدور فاعل يغير من هذا الواقع الذي فرضته هذه المعاهدات الظالمة؛ التي بخست الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي.
بدوره؛ قال عضو حركة مقاطعة الكيان الصهيوني في الكويت، مشاري الإبراهيم: إن “وعد بلفور” ذكرى سنوية لزرع كيان استعماري في منطقتنا العربية، وبقلب فلسطين.
وأضاف أن فلسطين وتحريرها أولوية عربية بالكامل، وليست مطلباً فلسطينياً فحسب، لافتاً إلى أن وجود الاحتلال لا يعني احتلال فلسطين فقط، بل يعني تفكك الدول العربية، واستمرار هيمنة الاستعمار على المنطقة ككل.
خطوات عملية
ويحتاج تحرير فلسطين إلى تغييرات جوهرية في نمط التفكير الذي يشغل بال قادة الرأي والفاعلين في المجتمعات الإسلامية، وفق الناشط الحقوقي محمد الدوسري.
ودعا الدوسري إلى إحداث توعية أكبر بشأن ترابط الأحداث التاريخية مع واقعنا المعاصر، وأثر وجود هذا الترابط على الخذلان الكبير الذي تعيشه الأمة في هذا الزمن.
ولفت إلى أهمية العودة للأصول، ومعرفة الركائز الأساسية التي قامت عليها نهضة الأمة، وطرح سؤال جوهري هو: هل نحن كشعوب تحررنا فعلاً من المحتل الأجنبي، أم أن هذا المحتل لا يزال يدير المشهد من المقاعد الخفية؟
أما الناشط يوسف الكندري فشدد على أن الحق يحتاج إلى بيان وإعلام وتحرك وجهود متضافرة، وخطاب ومحتوى يُعري الاحتلال المجرم.
ونوّه إلى أهمية تعميق الروابط العربية والإسلامية بالقضية الفلسطينية، عبر المناهج والفعاليات الشعبية والدعم المالي والخيري، واستمراريته بمختلف مجالاته.
وأشار إلى أن الأمة تحتاج أن تستنهض قياداتها وحكوماتها لتتخذ مواقف واضحة تجاه العدو الصهيوني، ومناهضة أي ممارسة للتطبيع، حتى تضع النقاط على الحروف بعدم قبول الاحتلال في أي مرحلة، والسعي لأن يأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه على أرضه التاريخية.