بعد نجاح طائراتها المسيرة في ليبيا وناغورني قره باغ ضاعفت تركيا عقود بيع هذا السلاح الاقتصادي العسكري لتوسيع دائرة نفوذها، وفقا لتقرير بصحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية.
فبعد أذربيجان وأوكرانيا وبولندا والمغرب، حان الآن دور قرغيزستان للاهتمام بهذه الطائرات، هذا ما أعلنه رئيس لجنة قرغيزستان للأمن القومي الجنرال كامشيبيك تاشييف، حين صرح قبل أيام بأن بلاده قدمت طلبا لشراء طائرات مسيرة من طراز “بيرقدار تي بي 2” (Bayraktar TB2) من أنقرة.
ونقلت دلفين مينوي -موفدة الصحيفة إلى إسطنبول- عن صحيفة “ديلي صباح” (Daily Sabah) التركية قولها مؤخرا إن “أنقرة وسعت تصدير هذه الطائرات المسيرة”، حيث شمل دولا أفريقية، خاصة إثيوبيا. وأضافت أن تركيا فرضت نفسها -خلال عقد من الزمان- في مصاف أهم منتجي هذا النوع من الأسلحة كإسرائيل والولايات المتحدة والصين.
فهذه الطائرات الفعالة والرخيصة نسبيا (فهي أرخص بـ20 مرة من الطائرات المقاتلة)، خدمت -بالنسبة لتركيا أولا وقبل كل شيء- المصالح الوطنية للبلاد، وفقا للكاتبة.
ولفتت مينوي إلى أن تركيا ركزت استخدام هذه الطائرات في أيامها الأولى على مراقبة الحدود العراقية والسورية، ووجهت من خلالها معظم ضرباتها ضد حزب العمال الكردستاني، ولا سيما قواعده الواقعة في شمال العراق وذلك منذ استئناف الصراع الكردي المسلح عام 2015.
لكن مع تغير الوضع منذ عام 2016 -تقول الكاتبة- استخدمت تركيا هذه الطائرات لشن هجمات في شمال سوريا، حيث أثبتت جدارتها كسلاح جديد للتدخل التركي في المنطقة.
وعلى مدى العامين الماضيين، تمكنت طائرات تركيا المسيرة من قلب ميزان القوى على الأرض الليبية، ومؤخرا في ناغورني قره باغ، حيث قوضت أذربيجان -من خلال استخدامها تلك الطائرات- قدرة القوات الأرمنية على المناورة في خريف عام 2020.
وها هي اليوم -تقول مينوي- تبرم تركيا صفقات مع دول مثل المغرب أو بولندا، لتكون أنقرة بذلك قد اتخذت خطوة جديدة من خلال توسيع سوقها إلى ما وراء مجال نفوذها المباشر. بل إن تركيا ترى في هذه الطائرات -وفقا لتقرير صادر عن “مركز الأبحاث التركي” (EDAM)- فرصة “لاختراق جيوسياسي”، لكنه أيضا اختراق صناعي، وفقا للكاتبة.
ومع ذلك -تقول الكاتبة- فإن هذا الرهان محفوف بالمخاطر، فقد أثار بيع “بيرقدار تي بي 2” إلى أوكرانيا والإنتاج المشترك من قبل كييف وأنقرة للطائرة الجديدة بدون طيار “أكينجي” (Akinci) سخط موسكو، خصوصا بعد نشر كييف مقطع فيديو لأول طائرة تركية بدون طيار تطلق النار على مدفع للمتمردين الموالين لروسيا في دونباس.
وقد حاول وزير الخارجية التركي الدفاع عن بلاده بعد لقاء له مع نظيره الروسي على هامش قمة مجموعة العشرين قائلا “إذا اشترت منا دولة سلاحا، فذلك السلاح ملك لتلك الدولة، وليس سلاحا تركيا”.
وتنظر أيضا مصر التي تعيد الاتصال بتركيا على استحياء -كما تقول الكاتبة- إلى المفاوضات التركية الإثيوبية بريبة. ومن جانبه، يراقب الناتو باهتمام اقتناء بولندا ولاتفيا -وكلاهما عضو في الحلف الأطلسي- هذه الطائرات العسكرية التركية.