نفّذت طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية إنزال جوي في شمال غرب سوريا، قرب الحدود مع تركيا، في عملية قالت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) إنها “عملية ناجحة لمكافحة الإرهاب“.
وقال مراسل “الجزيرة مباشر” من موقع الهجوم في بث مباشر من بلدة أطمة بشمال غرب سورية: إن عملية الإنزال أسفرت عن مقتل 3 رجال و4 نساء و6 أطفال.
وأضاف أن العملية يُعتقد أنها استهدفت شخصاً يشتبه بأنه تابع لتنظيم “القاعدة”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان: إن “قوات العمليات الخاصة الأمريكية التابعة للقيادة المركزية نفذت هذه الليلة مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سورية، وكانت المهمة ناجحة”.
وأضاف “لم يسقط ضحايا أمريكيون، وسيتم تقديم المزيد من المعلومات فور توافرها”.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”: إن مروحيات أباتشي وطائرات مسيرة وقوات برية شاركت في العملية بأطمة شمالي سورية.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه خلال العملية عانت إحدى المروحيات الأمريكية من مشكلة ميكانيكية وأجبرت على الهبوط ثم دمرتها الطائرات الهجومية الأمريكية.
وقال سكان أطمة: إن الغارة وقعت في منتصف الليل تقريباً في منطقة ذات كثافة سكانية عالية بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيمات مؤقتة أو مساكن مكتظة.
ولم ترد تقارير بعد عن مقتل أي مقاتل استهدفته واشنطن، لكن سكاناً قالوا: إنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف خلال العملية، ما يشير إلى حدوث مقاومة للغارة.
وتداول سكان تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة.
العملية الأكبر منذ البغدادي
وقال تشارلز ليستر، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقراً: إنه تحدث مع سكان قالوا: إن العملية استمرت أكثر من ساعتين، وأضاف: من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أياً كان، حياً.
وتابع: تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع منذ غارة البغدادي.
وذكر السكان ومصادر المعارضة أن عدة طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، آخر جيب كبير يسيطر عليه مقاتلو المعارضة الذين يحاربون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وسُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل مقاتل أجنبي.
ونقلت عن شهود عيان قولهم: إن إطلاق نار أمريكي على منزل تسبب في أضرار جسيمة، لكن مسؤولًا عسكريًا أمريكيًا قال: إن انفجارًا وقع داخل منزل لم يكن بسبب النيران الأمريكية، بحسب “نيويورك تايمز”.
وقال مسؤول من مقاتلي المعارضة طالباً عدم نشر هويته: إن المقاتل الذي يشتبه بأنه المستهدف كان مع أسرته وقت شن الغارة.
وقال المسؤول بالمعارضة: إن أفراد أمن من هيئة تحرير الشام، وهي جماعة المعارضة الرئيسة التي تسيطر على أجزاء من شمال غرب سورية، هرعوا إلى الموقع بعد الغارة.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع فصائل أخرى على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وينشط فصيل (حراس الدين) والمرتبط بالقاعدة في المنطقة، وغالباً ما تستهدف واشنطن قياديين فيه.
هل استهدفت أبو حسام البريطاني؟
ورفض المسؤولون الأمريكيون ذكر اسم الشخص الذي استهدفوه، كما رفضوا التعليق على ما إذا كان زعيمًا إقليميًا بارزًا لـ”القاعدة”.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”: إن البيت الأبيض كان منشغلاً ليلة الأربعاء بشأن شيء سري، وكان مسؤولو البنتاغون غير عاديين بشأن تفاصيل المهمة.
وأفادت عدة مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن عملية الإنزال استهدفت توقير شريف، الملقب بـ”أبو حسام البريطاني”، لينفي الأخير صحة الأنباء بعد ظهوره في تسجيل مصور نفى فيه علاقته بـ”حرّاس الدين”، ومؤكدًا أنه بخير وغير مستهدف في عملية الإنزال.
ووفقا لمواقع سورية محلية، يعمل (أبو حسام البريطاني) في مجال الإغاثة والجمعيات الخيرية، وهو صاحب جمعية “Live Updates From Syria” الإغاثية.
وكانت الحكومة البريطانية جردت أبو حسام من الجنسية عام 2017، لاتهامه بالعمل مع من وصفتهم بـ”جماعات إرهابية” في سورية.