1- بناء مسجد عمرو بن العاص:
في الرابع والعشرين من شهر رمضان 20هـ/ 8 سبتمبر 641م، شرع عمرو بن العاص رضي الله عنه في بناء أول مسجد للمسلمين في مصر، وقد بنى عمرو بن العاص المسجد وكان ما حوله حدائقَ وأعنابًا، فنصبوا الحبال حتى استقام لهم، ووضعوا أيديهم، فلم يزل عمرو قائمًا حتى وضعوا القبلة، وكان المؤذن الراتب في ولاية عمرو رضي الله عنه لهذا المسجد، أبا مسلم اليافعي رضي الله عنه، وكان من عادته تبخير هذا المسجد، وقد لقب مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه بعدة أسماء، مثل: المسجد الجامع، مسجد النصر، المسجد العتيق، وغيرها من الأسماء الأخرى، وقد ذكر ابن عبد الحكم في (فتوح مصر) أعمال الترميم والتوسعة التي أُحدثت في مسجد عمرو رضي الله عنه حتى خلافة المأمون العباسي، فقال: إن مسلمة بن مخلد الأنصاري زاد في المسجد الجامع بعد بنيان عمرو له، ومسلمة الذي كان أخذ أهل مصر ببنيان المنار للمساجد، كان أخذه إياه بذلك في سنة ثلاث وخمسين، فبنيت المنار، وكتب عليها اسمه، ثم هدم عبد العزيز بن مروان المسجد في سنة سبع وسبعين وبناه، ثم كتب الوليد بن عبد الملك في خلافته إلى قرة بن شريك العبسي، وهو يومئذٍ واليه على أهل مصر فهدمه كله، وبناه هذا البناء (أي ما كان على عهد ابن عبد الحكم) وزوّقه، وذهب رءوس العمد التي هي في مجالس قيس، وليس في المسجد عمود مذهَّب الرأس إلا في مجالس قيس، وحوَّل قرة المنبر حين هدم المسجد إلى قيسارية العسل، فكان الناس يصلون فيها الصلوات، ويجمعون فيها الجُمَع، حتى فرغ بنيانه، ثم زاد موسى بن عيسى الهاشمي بعد ذلك في مؤخره في سنة خمس وسبعين ومائة، ثم زاد عبد الله بن طاهر في عرضه بكتاب المأمون بالإذن له في ذلك سنة ثلاث عشرة ومائتين، وأدخل فيه دار الرمل ودورًا أخرى من الخطط، واهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه، حتى قال ابن فضل الله العمري في موسوعته التي ألفها في القرن الثامن الهجري (المسالك): “مسجد عمرو بن العاص مسجد عظيم بمدينة الفسطاط، بناه موضع فسطاطه وما جاوره، وموضع فسطاطه حيث المحراب والمنبر وهو مسجد فسيح الأرجاء، مفروش بالرخام الأبيض، وعمده كلها رخام، ووقف عليه ثمانون من الصحابة، وصلوا فيه، ولا يخلو من سكنى الصلحاء”، ولا يزال مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه له المنزلة الكبرى، والمكانة العظمى في قلوب أبناء مصر، خاصة في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم السابع والعشرين من رمضان من كل عام أكثر من نصف مليون مصلِّي(1).
2- مقتل المتنبي:
في 24 رمضان 354هـ/ 27 سبتمبر 965م، قُتل الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي، ولد المتنبي في الكوفة، واسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكندي الكوفي، وإنما سمي المتنبي لأنه على ما قيل ادعى النبوة في بادية السماوة، وتبعه خلق كثير من بني كلب وغيرهم، فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيدية فأسره، وتفرق أصحابه، وحبسه طويلاً ثم استتابه، ويقال إنه قال شيئاً في عضد الدولة فدس عليه من قتله؛ لأنه لما وفد عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أفراس مسرجة محلاة، وثياب فاخرة، ثم دس عليه من سأله أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال هذا أجزل إلا أنه عطاء متكلف، وسيف الدولة كان يعطي طبعاً، غضب عليه عضد الدولة فأرسل إليه فاتك بن أبي جهل الأسدي مع جماعته، وهو في طريقة للكوفة كان مع المتنبي جماعته أيضاً، فتقاتل الفريقان فلما رأى أبو الطيب الدائرة عليه هم بالفرار، ويقال إن غلامه قال له: يا أبا الطيب، أما أنت القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟ فقال له المتنبي قتلتني قتلك اللَّه، فرجع وقاتل حتى قُتل هو وابنه مُحسَد وغُلامه مُفلح، ودارت هذه المعركة التي قُتل فيها المتنبي بالنعمانية، وكان عند مقتله في الحادية والخمسين من عمره.
3- سلاح النفط في حرب العاشر من رمضان:
في 24 رمضان 1393هـ/ 21 أكتوبر 1973م، قامت كل من الكويت وقطر والبحرين ودبي بوقف تصدير بترولهم نهائيًّا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، وذلك تضامنًا مع مصر وسورية في معركتهما المظفرة ضد اليهود المحتلين والتي حققتا فيها النصر لأول مرةٍ في حربِ العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، ونجح سلاح النفط الخليجي في توفير دعم كبير لكل من مصر وسورية في حربهما ضد الكيان الصهيوني، بعد أن اتفقت دول الخليج على تخفيض إنتاج النفط وصادراته بنسبة 5%، وذلك خلال اجتماع وزراء النفط العرب بالكويت في أكتوبر 1973 لمدة 6 أشهر، وليس هذا فحسب بل قامت في خطوة مهمة أخرى بفرض حظر على تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لانحيازها للكيان الصهيوني بالإضافة إلى هولندا التي كانت شديدة التأييد والحماس للكيان الصهيوني، ثم ارتفعت نسبة الخفض إلى 25%؛ ما شكل مفاجأة غير متوقعة للعالم كله أسفرت عن ارتفاع أسعار النفط من 4 دولارات قبل عام 1973 إلى أكثر من 11 دولاراً للبرميل في بداية عام 1974، الأمر الذي أصاب الاقتصاد الأمريكي واقتصادات الدول الصناعية بنكسة شديدة نتيجة لاعتمادها على النفط بصورة رئيسة كمصدر للطاقة، فضلاً عن إحداث خسائر شديدة في الميزانية وارتفاع معدلات التضخم ومن ثم تعميق الكساد الاقتصادي.
_____________________________
(1) بتصرف من موقع “قصة الإسلام”.