أُجبر نحو 120 فلسطينياً على الرحيل من مساكنهم، جراء اعتداءات المستوطنين الصهاينة، في بادية رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
ويقول السكان الذين سكنوا تجمعا يُطلق عليه اسم رأس التين، القريب من بلدة المغيّر، والواقع على السفوح الشرقية لجبال رام الله المطلة على غور الأردن: إنهم أجبروا على ترك مكان سكنهم بعد تعرضهم لاعتداءات المستوطنين.
وتسكن تلك العائلات اليوم بعد أن هجرت مساكنها، بالقرب من بلدتي أبو فلاح، وكفر مالك، قرب رام الله، في منطقة جبلية، لا تتناسب مع طبيعة عيشهم، حيث يعتمدون على تربية الأغنام، ورعيها.
ويقول مختار التجمع، أحمد كعابنة (60 عاماً)، لوكالة “الأناضول”: إن عائلات التجمع تعرضت على مدار الأشهر الأخيرة لاعتداءات المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال الصهيوني.
وأضاف: تعرضنا لاقتحامات شبه يومية من قبل المستوطنين، وتم تكسير المركبات، وقطع أنابيب المياه، اعتدوا على الأبناء، ومُنعنا من رعي المواشي.
وتابع: آخر اعتداء تم بحق إحدى العائلات، حيث ضرب المستوطنون كل العائلة، بما فيهم النساء والأطفال، ما تسبب بإصابة سيدة بجراح خطيرة، أدخلت على إثرها للعلاج في المستشفى لنحو ثلاثة أسابيع.
وذكر أن مجموعات من المستوطنين يقتحمون التجمعات البدوية ويستفزون السكان، ويعتدون عليهم.
وقال: إذا ما اعترضت على تصرفاتهم تتعرض للضرب وحتى الاعتقال من قبل جيش الاحتلال الصهيوني.
وتابع: بتنا غير آمنين على عائلاتنا، وأموالنا، ولا يوجد أي حماية.
وبيّن أنه قدم الكثير من الشكاوى للشرطة وجيش الاحتلال الصهيوني حول اعتداءات المستوطنين إبان سكنهم في رأس التين، ولكن دون جدوى.
واتهم كعابنة سلطات الاحتلال بإطلاق العنان للمستوطنين لتنفيذ مشاريع استيطانية، تقوم على طرد السكان من أراضيهم.
ويعتمد السكان في حياتهم على تربية الموشي.
وفي هذا الصدد، يقول مختار التجمع، إن مصدر رزقهم مهدد بفعل المستوطنين.
تهجير صامت
وقال كعابنة: إن البدو يتعرضون لعملية تهجير صامتة بعيداً عن الإعلام.
وذكر أن سلطات الاحتلال بإطلاق العنان للمستوطنين لتنفيذ مشاريع استيطانية، تقوم على طرد السكان من أراضيهم.
ولا تمتلك التجمعات البدوية، بما فيها منطقة رأس التين التي تم تهجير سكانها، خدمات كالكهرباء والماء والصرف الصحي.
وينقل السكان المياه عبر صهاريج، في حين ينيرون بيوتهم بكهرباء عبر الطاقة الشمسية.
ويتعرض تجمع بدوي آخر، قريب من رأس التين، يدعى القَبَون لاعتداءات من المستوطنين.
وفي هذا الصدد يعبّر بركات أبو أرْشيّد (42 عاماً) أحد سكان القَبَون، عن مخاوفه من تنفيذ المستوطنين اعتداءات بحق عائلته.
ويقول أرْشيّد لوكالة “الأناضول”: إن العائلات تتعرض لاعتداءات من قبل المستوطنين، وبحماية من الجيش الإسرائيلي، وإن مصيرهم قد يكون كما تجمع رأس التين.
وأضاف: لا يوجد أمان، في أي لحظة يأتي المستوطن ويعتدي على السكان، ويخرّب ويفعل ما يشاء، لا يوجد من يحاسبه.
وأضاف: إذا ما اعترضت ودافعت عن نفسك تتعرض للاعتقال، والتهمة جاهزة.
ويسكن أرْشيّد مع أسرته المكونة من 11 شخصاً، إلى جانب أشقائه وعائلاتهم، ويعتمد على تربية الأغنام، حيث يملك نحو 200 رأس من الماشية.
وطالب أرشيد الجهات الدولية بتوفير الحماية لهم، وقال: إن استمرار الاعتداءات يعني طردنا من الموقع.
ومؤخراً تزايدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية.
ويقول الفلسطينيون: إن تلك الاعتداءات تتم بحماية جيش الاحتلال، من أجل طرد السكان من أراضيهم والسيطرة عليها لتنفيذ مشاريع استيطانية.
وتوضح حركة السلام الآن اليسارية الصهيونية إن هناك 451 ألف مستوطن في 132 مستوطنة و147 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية.
ولا تشمل هذه المعطيات 230 ألف مستوطن في القدس الشرقية.