يشهد الكيان الصهيوني احتجاجات عارمة بعد قرار إقالة وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت من منصبه من قبل رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأحد.
واقتحم المحتجون الصهاينة الحواجز المؤدية لمكان إقامة نتنياهو بمدينة القدس المحتلة، كما أعلن جيش الاحتلال حالة الطوارئ بعد فقدان السيطرة على المتظاهرين.
ونقلت شبكة «الهدهد» المختصة بمتابعة الشأن الصهيوني عن مسؤول كبير في «الليكود» قوله للقناة «12» العبرية: «نتنياهو فقد السيطرة»، وصرح مسؤولون كبار في الائتلاف الحكومي: نحن في حالة صدمة تامة، خطأ إستراتيجي من قبل نتنياهو، وقال مسؤولون كبار آخرين في الليكود: يجب أن يستقيل ياريف ليفين (وزير القضاء) بعد الليلة، لقد دفع «إسرائيل» إلى شفا حرب أهلية.
من جانبها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: فقدت الشرطة السيطرة تماماً على التظاهرة الضخمة التي تجري في شارع أيالون (وسط تل أبيب) بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.
وأضافت: لا تمنع قوات الشرطة الموجودة في الموقع حتى الوصول إلى الشارع لمنع وصول المزيد من المتظاهرين، الذين ما زالوا يواصلون التدفق إلى المكان.
توقف الطيران وإغلاق الموانئ
فيما أعلنت لجنة سلطة المطارات في الكيان توقف الرحلات الجوية في مطار بن غوريون، كما تم إغلاق الموانئ في كيان العدو حتى إشعار آخر، وذلك احتجاجاً عن الانقلاب القضائي الذي تسعى إليه حكومة نتنياهو، كما قررت الجامعات تعطيل الدراسة، كما أعلنت نقابة أطباء العدو الإضراب الشامل بكل المرافق الصحية.
من جهته، لوّح رئيس اتحاد نقابات العمال في الكيان (الهستدروت)، أرنون بار دافيد، بإطلاق إضراب عام إذا لم يتراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن خطة «الإصلاح القضائي».
وقال رئيس حكومة الكيان السابق نفتالي بينيت لوسائل إعلام عبرية: «إسرائيل» في أكبر خطر منذ حرب «يوم الغفران»، علينا إنقاذ دولة «إسرائيل»؛ البلد ينهار، يجب على نتنياهو سحب خطاب الإقالة لغالانت ووقف التشريع.
وطالب رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ بوقف خطة الحكومة للإصلاح القضائي فوراً.
بن غفير يهدد بالاستقالة
من جهته، أبلغ وزير أمن الاحتلال بن غفير نتنياهو نيته الاستقالة من الحكومة إذا توقفت خطة تعديل القضاء لكن لن يحل الائتلاف.
وأشار الباحث في الشأن الصهيوني صالح النعامي، في تقرير له على موقع «العربي الجديد»، إلى أن «إسرائيل» تمر بأكثر مراحل تاريخها انقساماً واستقطاباً، وفي ظل تشظٍّ كبير في مجتمعها، بفعل سعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى تعديل النظام القضائي تحت مسمى «الإصلاحات القضائية»، وذلك بهدف إحداث تحول على موازين القوى في العلاقة بين السلطات الثلاث الرئيسة (القضاء، الكنيست، الحكومة).
من ناحية أخرى، أوضح النعامي، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، أن «إسرائيل» لم تكن يوماً ديمقراطية ولن تكون، مشيراً إلى أن كيان قام على احتلال أرض شعب آخر وطرده ويمارس التمييز العنصري بحكم القانون ليس ديمقراطياً.
ولفت إلى أن القوى العلمانية التي تقود الاحتجاجات ضد نتنياهو هي الأكثر إجراماً بحق العرب والفلسطينيين.
قلق أمريكي
من جانبها، عبّرت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الإثنين، عن قلقها الشديد حيال الوضع في دولة الاحتلال، داعية إلى إيجاد «تسوية».
وقالت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون، في بيان: نشعر بقلق عميق إزاء الأحداث في «إسرائيل»، التي تؤكّد مجدّداً الحاجة الملحّة للتوصّل إلى تسوية.
وأضافت أن القيم الديمقراطيّة كانت دائماً، ويجب أن تظلّ، سمة للعلاقات بين الولايات المتحدة و«إسرائيل».
خلفية الاحتجاجات
وجاءت إقالة وزير جيش الاحتلال على خلفية مطالبة غالانت لحكومة نتنياهو بوقف قانون الإصلاحات القضائية المثير للجدل.
ومنذ قرابة 12 أسبوعاً، يتظاهر عشرات آلاف الصهاينة يومياً ضد خطة «الإصلاح القضائي» التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها.
وتتضمن الخطة تعديلات تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة.