قال د. يوسف القرضاوي: السحور ليس شرطاً في الصيام، إنما هو سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وأمر بها، وقال: “تسحروا فإن في السحور بركة” (متفق عليه)، فيُسن السحور ويسن تأخيره، لأنه مما يقوي المسلم للصيام، ويخفف عنه مشقة الصوم، لأنه يقلل مدة الجوع والعطش، وقد جاء هذا الدين بالميسرات التي تيسر على الناس عبادتهم، وترغبهم فيها، ومن ذلك تعجيل الفطور وتأخير السحور، فيسن للمسلم الصائم أن يقوم إلى السحور ويتسحر ولو بالقليل ولو بتمرة أو شربة ماء، عملاً بسُنة رسول الله صل الله عليه وسلم، وفي السحور فائدة أخرى روحية؛ وهي التنبه والاستيقاظ قبل الفجر، ساعة السحور التي يتجلى الله فيها لعباده، فيجيب من دعا، ويغفر لمن استغفر، ويتقبل ممن عمل صالحاً، وما أعظم الفرق بين من يقضي هذا الوقت ذاكرا تالياً، ومن يمر عليه راقداً نائماً.