في باحة مسجد المركز الثقافي الإسلامي (المسار) بمدينة أوديسا في أوكرانيا، دشن المسلمون فعاليات حملة «رحمة للعالمين» للتعريف بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مجدداً، التي حضرها المئات من غير المسلمين رغم أجواء الحرب والواقع الاقتصادي.
شمل الحفل الأول الذي جرى الأحد الماضي لغير المسلمين، محاضرة ألقاها د. حمزة عيسى، مدير المركز الثقافي الإسلامي (المسار) في أوديسا، محاضرة عامة تعريفية بالرسول الكريم ورسالة الإسلام، ثم محاضرة قدمتها السيدة تنزيلة سيرجييڤنا حول المرأة في الإسلام، وكيف رفع النبي صلى الله عليه وسلم من شأنها وكرّمها، خاصة وأن أغلب الحضور كانوا من النساء، وكان تفاعلهم وتأثرهم واضحاً بما يتعلمونه عن الإسلام ورسوله.
وأما الحفل الثاني ضمن فعاليات حملة «رحمة للعالمين»، فكان، أمس الاثنين، بمسجد «المسار» أيضاً، وتم تخصيصه للمسلمين في مدينة أوديسا، وشمل محاضرات عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم فقرة توزيع الهدايا للأطفال والختام كان مع الإطعام الجماعي.
16 عاماً من التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم
وفي مقابلة مع «المجتمع»، يقول د. حمزة عيسى، مدير المركز الثقافي الإسلامي (المسار) في مدينة أوديسا: إن حملة «رحمة للعالمين» استمرار لفعاليات التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الحملة الـ16، وقد انطلقت هذه الحملات والفعاليات قبل عدة سنوات؛ رداً على الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الدنمارك.
رداً على الإساءات
وأضاف: عند ظهور هذه الرسوم المسيئة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، كان توجهنا كمسلمي أوكرانيا أن نقوم بالتعريف بالرسوم الكريم، إذ رأينا أنه من أسباب هذه الرسوم المسيئة عدم معرفة قدر وقيمة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا الجهل لدى المسيئين لا بد أن يقابَل بالتعريف بالإسلام ورسوله.
ومن هنا كانت الفكرة أن نقوم بأعمال لتصحيح صورة الإسلام والتعريف برسوله الكريم كعمل مفيد يعطي صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين، وحينها تم توزيع نحو 500 ألف مطوية تعريفية على المنازل وعبر البريد في عدة مدن أوكرانية، كما بدأ المسلمون في التواصل مع الجامعات والمكتبات لعقد ندوات تعريفية بالإسلام ورسوله الكريم لغير المسلمين، وبالنسبة للجالية العربية، كنا نعقد احتفاليات في المساجد وأناشيد وتقديم هدايا.
كيف نحتفل بالمولد النبوي؟
وأشار إلى أنه في مساجد ومدن المسلمين التتار، كنا نحرص أن نجعل احتفالاتهم بالمولد النبوي تعريفاً حقيقياً بالرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته، وليس فقط أن يقتصر الاحتفال على موائد الطعام وقصائد الشعر، وبهذا أصبحت حملة «رحمة للعالمين للتعريف بسيد الأنبياء والمرسلين» فعاليات سنوية للتعريف بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بين كل المكونات سواء للمسلمين بجالياتهم المختلفة، ولغير المسلمين عبر ندوات تعريفية، وتطورت الفعاليات والأنشطة وتنظيم جولات تعريفية في الشوارع.
لماذا توقفنا؟
استمرت الأعمال والفعاليات سنوياً، ثم توقفت عند ظهور وباء كورونا، ثم جاءت الحرب الروسية على أوكرانيا، وبعد هذا التوقف قررنا في هذا العام البدء من جديد في التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم على الأقل في المناطق التي يتواجد فيها مسلمون وبعيدة إلى حد ما عن القصف، لترسيخ هوية أبناء المسلمين في هذه المدن، وتعريفاً بالرسول صلى الله عليه وسلم لدى غير المسلمين.
هدايا وتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم
وأوضح أن حملة «رحمة للعالمين 16» انطلقت من مدينة أوديسا، وكان المدعوون جميعاً في اليوم الأول من غير المسلمين، وحرصنا أن نعرفهم بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن هذا شهر مولده الكريم، وأن هذا الرسول هو معلمنا ونبينا، فرحبوا بتلبية الدعوة، وكانت هناك أعداد كبيرة للحضور بلغت نحو 400 شخص، قدمنا لهم الطعام والهدايا والكتب التعريفية بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
عطشى لمعرفة الرسول صلى الله عليه وسلم
وأشار إلى أن الحفل شمل فقرة أسئلة واستفسارات عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وتقديم الإجابات عنها، ثم كان ختام الحفل بشرح وتعريف معنى «رحمة للعالمين»، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وفي مساعدة الناس وخدمتهم، وعوناً للكبير والمحتاج والمهموم، خاصة أن كثيراً من الحضور ممن تضرروا من الحرب؛ فمنهم من فقد بيوتهم أو أحبابهم ويعيشون الآن لدى أقارب لهم أو في ملاجئ، فكانت الفقرة الأخيرة أن قدمنا لهم هدايا عبارة عن مساعدات عينية غذائية كمساعدة للأسر وقلنا لهم: إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «تهادوا تحابوا»، وصراحة هذه الفعاليات كشفت لنا أن الناس عطشى للتعرف على هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.