لم تتوقع عائلة الطفل الفلسطيني يزن الحرازين (14 عامًا) بأن نزوحهم من منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة إلى ما تُسمى المنطقة الآمنة جنوب وادي غزة، سيتحول إلى مقبرة لأحلامهم وطموحاتهم، في ظل حرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو 55 يومًا.
عائلة الطفل الحرازين لجأت إلى منزل لأحد أقربائها في منطقة «مخيم 2» في النصيرات وسط قطاع غزة، آملًا في الحصول على الأمن والأمان الذي زعم الاحتلال أنهما متوفرة جنوب وادي غزة؛ وخلال نزوحهم القسري تعرضت المنطقة لقصف «إسرائيلي» مدمر في المناطق المجاورة؛ ما أثار حالة من الرعب والفزع في قلوب الأطفال والنساء.
استمرار حرب الإبادة والحصار «الإسرائيلي» المطبق على قطاع غزة تسبب باختفاء كافة السلع الإنسانية والغذائية من الأسواق؛ الأمر الذي دفع العائلات الغزية من بينها عائلة الطفل يزن الحرازين للبحث عن بدائل لغاز الطهي الذي انقطع بشكل كامل.
ويقول أحد أفراد العائلة النازحين: إن الأوضاع باتت صعبة جدًا بسبب نفاد الوقود وغاز الطهي والبضائع والسلع الغذائية؛ الأمر الذي دفعنا للبحث عن بديل لطهي الطعام باستخدام الحطب المنتشر في شوارع وحارات المنطقة الوسطى.
وأضاف: يذهب الآباء والأبناء منذ الساعات الأولى في الصباح الباكر بحثًا عن الحطب، لذلك قررت عائلة الطفل يزن الخروج من المنزل والبحث عن الحطب بهدف طهي الطعام، وأثناء وصولهم إلى باب المنزل وقع انفجار ضخم جدًا في البناية السكنية المقابلة للمنزل الذي نزحوا إليه.
في لحظة وقوع الانفجار طار يزن أمتار عدة بعيدًا عن والديه وسقط على الأرض ثم سقطت عليه ركام المنزل المدمر ما أدى إلى قطع في أطرافه (قدميه الاثنتين وذراعه اليمنى وأصابع من ذراعه اليسرى)، وفقًا لما قاله شقيقه.
دقائق معدودة لوقوع الانفجار حتى وصلت سيارات الإسعاف لنقل المصابين ليكتشفوا بأن يزن واقعًا على الأرض وتحته بركة من الدماء التي نزفت من جسده بعد إصابته القاتلة، أما والداه فقد أصيبا بجروح خطيرة في أقدامهما.
حطمت طموحي وأحلامي
بتر أطراف يزن قتلت أحلامه وطموحه بممارسة لعبة كرة القدم، فهو من عشاق الدائرة المستديرة إذ يقول: أحب كرة القدم كثيرًا وكنت أرغب بالوصول إلى العالمية لإثبات قدراتي؛ لكن الآن فقدت الحياة ولم أعد قادرًا على تطبيق أحلامي كغيري من أطفال العالم.
لم تتحطم أحلام يزن عند كرة القدم فقط، إنما في ممارسة التعليم فهو من الأوائل في مدرسته، ويعشق الكتابة والرسومات يقول: أتمنى من العالم أن يساندني في تركيب أطراف صناعية لذراعي اليمنى وتركيب أصابع في اليد اليسرى لإكمال حلمي في التعليم والكتابة والتخرج من المدرسة والتوجيهي والجامعة.
واستشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بداية حرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، فيما أصيب أكثر من 36 ألفًا منهم 75% أطفال ونساء، وفقدان نحو 7 آلاف مواطن تحت الركام بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة.