هذا ما أفهمه من كتاب الله عز وجل في ما يحدث في غزة والعالم عند قيام فتية آمنوا بربهم فقاموا بحرب الظلمة من أخرجوا الناس من أرضهم ودنسوا مقدسات المسلمين وقتلوا الأبرياء بدون ذنب وبغو وأفسدوا في الأرض وسموها [بطوفان الأقصى] لتحرير ثانى مسجد بني على الأرض ومسرى سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إن هذا الهجوم المبارك الذى مهما كانت نتائجه في الدنيا فإن نتائجه فى الآخره إن شاء الله تكون الجنه للشهداء والجزاء الذى يدخل الجنه لأهل غزة ومن ساندهم ووقف معهم قال تعالى (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)، وهذا الفهم من هذه الآيات هو جزء مما تحتويه هذه الآيات من تبيين، وللآيات دلائل وتبيينات لا يحصيها بشر فهي كلام الله عز وجل الذى قال عنه (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) وقال تعالى عنه (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ولآيات الله عز وجل تبيين في كل زمان ومكان قال تعالى (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) والقرآن كله حسن والمقصود بأحسنه في الزمان والمكان، وقد بين الله عز وجل الذين يتبعون أحسنه هم من هداهم الله عز وجل والهداية هنا هداية العون وليس هداية الدل، ووصفهم بأولوا الألباب.
وما اعتقده والله أعلى وأعلم أن في غزه توجد [الكتلة الحرجة] صاحبة التقوى التى بتوفيق الله عز وجل تستطيع ان تغير فى الواقع الذى يعيشه المظلومين من ظلم بنى إسرائيل والكفار والمنافقين في هذا العالم الذى أصبح فيه الفساد في البر والبحر، وما أفهمه هو في عدة محاور.
المحور الأول : ما جا في سورة الطلاق في قوله تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) وتبين هذه الآيات.
[1] أن التقوى هي الأمر المهم وهي الإيمان الحق الذي اتصف به المهاجرين والأنصار، ومن نتائج التقوى أن الله يرزق المتقين بكل أنواع الرزق ومنها الشهادة أوالفوز أو كلاهم.
[2] أن من يتوكل على الله فهو حسبه، وقد توكل المجاهدين وأهل غزة على الله عز وجل وقاموا بمعركة [طوفان الأقصى].
[3] إن الله بالغ أمره، ومن أمر الله عز وجل الذي هو بالغ لامحاله ماجاء في سورة الإسراء في قوله تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) هذا الوعد من أمر الله عز وجل، ثم بعد ذلك بين الله عز وجل في آخر السورة ليؤكد لنا هذا الأمر الذي هو بالغ في قوله تعالى (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ (109) وبين لنا الحق سبحانه وتعالى في هذه الآيات أمور كثيرة لمن يتدبر ويتفكر ومن أهمها قوله تعالى (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) أي أن القرآن يبين ويهدي إلى الصواب ومنه يمكن تحليل كل ما يحدث من أحداث في كل زمان ومكان قال تعالى (مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) وأن القرآن يبشر المومنين وخص فريق معين من المؤمنين وهم الذين يعملون الصالحات [ملاحظه في هذا السياق الذين يعملون الصالحات لتحقيق تحرير الأقصى من بنى إسرائيل ومن الصالحات هي إعداد القوة الرادعة] وقوله تعالى (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) يبين الله عز وجل أن هذا الوعد هو حق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبشر به، لذلك يجب على كل مؤمن حقا وهم أهل التقوى أن يعملو على تحقيقه.
[4] أن الله عز وجل هو الذي يقدر متى يكون امره وبمن يكون وكيف يكون قال تعالى (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
المحور الثاني : ما جاء في سورة القمر في قوله تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ( (50 وتبين هذه الآيات.
[1] يبين الله عز وجل أنه قدر الأحداث متى تحدث ولا يستطيع أحد تغيير وقتها وهم الذي يدبر الأمور لكل حدث وقد بين لنا هذا في سورة القصص عندما بين لنا الحق سبحانه وتعالى كيف قدر حياة سيدنا موسى عليه السلام وأنه كان يصنع لمهمة وهي القضاء على ظلم فرعون ونجاة المظلومين من بنى إسرائيل قال تعالى (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِ) والله عز وجل قدر ما قدر من الحفظ [للكتلة الجرجة] التى في غزة وكانت تصنع على عين الله عز وجل لتبين أمور أرادها الله عز وجل مثل فضح المنافين (حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ) ويعري الظالم وأنه يمهل ولا يهمل وليتخذ من المتقين شهداء.
[2] أن وقت وقوع الحدث هو من أمر الله عز وجل ليس لأحد أن يتدخل به وهو كلمحة بالبصر كما حدث وفاجأت الكتلة الحرجة صاحبة التقوى العالم بما يحدث من غزة (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر) وهكذا تأتي الساعة، فليحذر المؤمن حقا ويكون في طاعة الله عز وجل وفي جهاد مستمر ولا يركن للذين ظلموا.
المحور الثالث : ما جاء في سورة البقرة لتبيين [الكتلة الحرجه] التى تستطيع أن تحدث التغير، في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وقوله تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ) إن هذه الآيات الكريمات تبين أن الفئة القليله التى تتصف بالتقوى إذا بلغت عدد معين تستطيع أن تحدث تغيير في الأمور وتنقل الأمر من مرحله إلى مرحله، وتسمى بالكتله الحرجه، وهذه الآيات من الأمور التي تبينها الكتله الحرجة.
بداية نبين أن بنى إسرائيل كانو يحكمون بالإستبداد والظلم من فرعون الحاكم الظالم المستبد قال تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) وبطانته السياسية التى يمثلها هامان والإقتصادية التى يمثلها قارون قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) : (إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) إن هذا الاستبداد الذى لم يقاوموه وخضعوا له جعل في بني إسرائيل ثلاثة أمراض جعلتهم غير صالحين للخلافة في الأرض، وهذه الأمراض هي.
- المرض الأول هو [حب الإستبداد] قال تعالى (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) : (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) : (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) : (وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) فبعد ما أنجاهم الله من العذاب الأليم وفتح أمامهم الحياة وأورثهم الأرض، أرادو العودة إلى الإستبداد فقالوا (ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ) ثم بين سيدنا موسى عليه السلام أنه بعد أن نجاكم الله عزوجل من الإستبداد والعذاب تريدون العودة إليه، ولكن تملك في نفوسهم حب الإستبداد بعد تسعة آيات بينها الله عز وجل لهم وآخرها إنشقاق البحر ولكن ما مامورس عليهم من إستبداد وعدم مقاومته جعلهم خاضعين له ويعتقدون أنه لا يوجد أفضل منه.
- المرض الثانى نتيجة الإستبداد هو [الخوف] قال تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) : (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) : (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) : (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) مع كل المجهود الذى بذله سيدنا موسى عليه السلام حيث ذكرهم بنعم الله عليهم وأنه فضلهم بهذا النعم بحيث لم يؤت أحد من العالمين مثلها، وتحذيره لهم بأن عدم الدخول هو خسارة لهم، أي رغبهم وأرهبهم، ولكن كل ذلك لم ينفع معهم، لأن مرض الخوف الذى تمكن منهم نتيجة قبولهم للإستبداد وعدم محاربة الظالم الباغي كما شرع الله عز وجل في قوله تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) والخوف مرض يجعل الإنسان بلاقيمة، ويجعله يعبد غير الله عز وجل ويشرك به ويعمل ما يأمر به الحاكم المستبد ويقنع نفسه أنه يطيع الله عز وجل ويصف الحق سبحانه وتعالى هؤلاء بقوله (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) لأن العبودية لله وحده وقال الله عز وجل فيهم (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ) وقد وصف الحق سبحانه وتعالى من يخاف من شياطين الإنس بأنه فقد الإيمان قال تعالى (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وهؤلاء شياطين الإنس الذين يسعون في الأرض الفساد ويتولون اليهود والنصارى ولا ينصرون المؤمنين، إن كانو حكام أو أئمة مضللين أو عباد جهلاء آبائيين لم يجاهدوا في معرفة الحقيقة قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) لأن الدين ليس بالوراثه بل بالمجاهدة في التعلم والتدبر والتفكر.
- المرض الثالث نتيجة الإستبداد هو [عدم المبادره] قال تعالى (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) : (قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) : (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) ليس لديهم أي مبادره هم رفضوا الدخول خوفًا ورفضوا أن يقوموا بأي مبادرة لحل الأمر بل قالوا إذهب أنت وربك فقاتلا.
وعندما تبين لسيدنا موسى عليه السلام هذه الأمراض وهي [حب الإستبداد والخوف وعدم المبادرة] حكم عليهم أنهم قوم فاسقين أي لا ينفعون لأي شيئ [لأنهم إنسلخو من مراد الله عز وجل] ولذلك طلب سيدنا موسى من الله عز وجل أن يفرق بينهم هو وأخيه، وبين القوم الفاسقين، وبعدها أكد الله عز وجل على أنهم قوم فاسقين لا خير فيهم ولذلك أراد أن تكون أقوام آخرين يعيشون حياة فيها الحرية والعدل والمساواة ولذلك كان من يحكم بني إسرائيل في التيه هم الأنبياء والأنبياء يحكمون بالقسط الذي هو الحرية والمساواة التي هي أساس توحيد الله عزوجل والتى تبني [عباد الرحمن الذين هم أولى بأس شديد يرفضون الإستبداد ولديهم المبادرات ولا يخافون في الله لومة لائم] قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ) لذلك هذا المرض أخطر مرض بحيث يجعل الأمة بلا تقدم أو حضاره وتكون أمه عاله على الأمم التى بها حرية أمة تقلد وتحفظ ولا يوجد لديها تنمية للقدرات العقلية، في حين عندما تذهب شعوبها إلى تلك الدول يكون لديها مبادرات وإختراعات.
للأسف هذه الأمراض الثلاثة موجوده عند أغلب شعوب الدول العربية التي تحكم بالإستبداد ومعظم الدول الإسلامية، والله أعلى وأعلم لهذا السبب هذه الدول في تخلف وبعيدة عن الحضارة التى هي أساس الخلافة في الأرض بعد العبودية الخالصة لله عز وجل.
لذلك أراد الله عز وجل ان يغير هذا الجيل الذى تربى على حب الإستبداد والخوف وعدم المبادره إلا جيل يحكم بالقسط عن طريق الأنبياء لأن الأنبياء يحكمون بالقسط قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ) ويأمروا الناس بالحكم بالقسط، فحكم الله عز وجل عليهم أن يبقوا أربعين سنة يغير فيها الجيل إلا جيل يوحد الله عز وجل ولا يخاف إلا منه وحده وتكون لديه المبادرات (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ).
فكان التغير بعد الحكم بالقسط وتكونت [الكتلة الحرجة] التى تقوم بالتغيير، قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) حركت الكتله الحرجه الشعب وبدأت بالمبادرة فقالو نحن مستعدون بأن نقاتل من ظلمنا وأخرجنا من ديارنا، وعندما أراد نبيهم ان يطمئن بأن مرض الخوف ذهب عنهم أجابوه بأنهم مستعدين للقتال ولايوجد لديهم خوف.
وعندما كتب عليهم القتال ظهرة [الكتلة الحرجة] ومعها متحمسين للقتال ولكن لم يصلوا إلا مرحلة التقوى بل في قلوبهم حب للدنيا، عندها أراد الله عز وجل أن تكون [الكتلة الحرجة] وحدها لكي لا يكون فيها إلا من يريد الآخرة قال تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ ) فبتلاهم ربهم بالنهر الذى يمثل الدنيا وبين الله عز وجل أن من يشرب بنهم يريد الدنيا ومن يأخذ ما يكفيه كما أمر الله عز وجل يريد الآخرة قال تعالى (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ) ثم بين الله عز وجل [الكتلة الحرجة] ومواصفاتها قال تعالى (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) : (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) ثم بين الله عز وجل أن هذه هي سنته وأن أمة محمد إذا سلكت طريق مقاومة المستبد والباغى ستنتصر قال تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
وهذا ما حدث في غزة عندما حكمت عن طريق حماس بالقسط الذي فيه العدل والمساواة والحرية تكونت [الكتلة الحرجة] التى بتوفيق الله عز وجل صنعت [طوفان الأقصى].
المحور الرابع : ما جاء في [سورة التوبه وسورة النجم] والذي تبين أن العمل هو الذي يأتى بالنتائج وليس القول أو الدعاء بدون عمل قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ) : (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) وهذا ما قام به المجاهدين في غزه فكانو يعملون ويعدون العده ويخططون على تنفيذها فكانت [طوفان الأقصى] التى تكونت من المجاهدين وكانوا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص وصفهم الله عز وجل بقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) فأحبهم.
أولاً : سورة التوبه في قوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) هنا أمر من الله عز وجل بالعمل وليس بالقول والنشب كما يفعل قادة العالم الإسلامى، فكان العمل والإعداد والتحضير هو ما قام به أصحاب [طوفان الأقصى] وكان عملهم بسرية تامة.
ثانيًا : سورة النجم في قوله تعالى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)وهذه الآيات تبين أن العمل له نتيجة ترى وأن له أجر عند الله [ملاحظة يجب أن يكون العمل مع الإيمان وأن يكون لتحقيق مراد الله عز وجل وفي ما أمر].
وقد ذكر الله عز وجل العمل في [309 آية] لأهميته منها [52 آية منها جعل الإيمان ملازم للعمل قال تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ] ومن العمل الصالح الإعداد للقوة والعلوم التى تجعل المتقين هم من يقيمون الحضارة والخلافة على الأرض قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
المحور الرابع : ما جاء في سورة المدثر في قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (31)تبين هذه الآية الكريمه أن جنود الله عز وجل ومنها التى تساعد المؤمنين حقا لا يعلمها إلا هو فمنهم مؤمن ومنهم كافر ومنهم منافق ومنهم من لا نعلم من يكون أهو جماد أو ماء أو ريح وكل ما نعلمه أنها خلق من خلق الله عز وجل قال تعالى (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وهنا يبين الله عز وجل أنه يوجد من الكفار والمنافقين جزء لم يقاتلوا ولم يخرجوا المتقين من ديارهم ولم يقاتلوهم أن نبرهم ونقسط إليهم والله عز وجل شجع لهذا بحيث أنه يحبهم، [ملاحظه أنا اتكلم عن من تعامل مع الكتلة الحرجة من اهل التقوى الذين هم في غزه وفلسطين، اما الأماكن الأخري فلي فيها وجهة نظر أخرى ليس مكانها هنا] كما بين لنا من نقاتل قال تعالى (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وهم الذين يقاتلون المؤمنين حقا الذين يتبعون دين الله عز وجل الذى أنزله على رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذين أخرجوا المؤمنين حقا من ديارهم وهم دولة ما يسمى دولة إسرائيل وأمريكا والغرب الذى يساندها والمنافقين الذين يدعموها إن كانوا حكام أو أئمة مضللين أو عباد جهلاء أو متصهينين.
المحور الخامس : ما جاء في سورة الأنفال يبين سبب الفتن والفساد في الأرض قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) وتبين هذه الآيات.
[1] أن من أهم أسس بناء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي الولاية بين المؤمنين حقا قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ) وهذا تجلا في غزوة بدر وسميت بالفرقان لأن المؤمنين أولياء، فكان الإبن المؤمن يقتل أباه الكافر وهكذا، وكان الكفار أولياء بعض.
[2] أن الكفار بكل نحلهم إذا كان بعضهم أولياء بعض، والمسلمين متفرقين لاتوجد ولاية بينهم، تكون الفتن والفساد في الأرض، وهذا ما بينته [طوفان الأقصى] حيث هرعت كل دول الكفر والمنافقين لتبين أن بعضهم أولياء بعض، كما بينت أن المسلمين لا توجد ولاية بينهم فأغلب الدول الإسلاميه هي توالي بنى إسرائل أو تسجن المؤمنين وتضايق عليهم وتصفهم بالإرهاب وتمنع المساعدات لهم قال عنهم الله عز وجل (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) وقد توعدهم الله عز وجل بقوله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
كما حذر الله عز وجل في آيات كثيرة عن موالات الكفار قال تعالى (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) وبين أنه يجن أن تكون الولاية بين المؤ منين قال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
المحور السادس : ما جاء في كلا من [سورة المائدة وسورة آل عمران] والتى تبين وضع المسلمين وفضحهم، وتبيين المنافقين منهم، وتميز الخبيث من الطيب من الذيم يقولوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، وهي كلآتى.
أولاً : ما جاء في [سورة المائدة من آية 51 إلى 56] (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) يحذر الله عز وجل المؤمنين ويأمرهم بأن لا ياخذو اليهود والنصارى أولياء وبين لهم السبب وهو أنهم أولياء بعض، ثم بين لهم أن من تولاهم فسوف يتطبع بطبائعهم وهي العداوة للمؤمنين وكذلك يفقد صفة الإيمان لأن هنا سنة شرطية وهي [أن من يولي اليهود والنصاري ضد المؤ منين يفقد صفة الإيمان] (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) هذه الآية تبين بأن الذين يتولونهم هم الذين في قلوبهم مرض أي نفاق، ثم يبين الله عز وجل أنه سيأتي بالنصر وبعدها يكونون في حسرة وندم لأنهم خسرو الدنيا والآخرة (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) ثم يبين الله عز وجل أن الشعوب التى تصدق حكامها وعلمائها المضللين والعباد الجهلاء أنها تتساءل يوم القيامة أهؤلاء الحكام الذين كانوا يقولون نحارب إسرائيل ويكذبون وأنهم يوالوهم مثل ما تفعل دول الخليج والدول العربية بالتطبيع مع اليهود والنصارى، ثم يبين الله عز وجل أن هؤلاء حبطت أعمالهم بهذا العمل الشنيع حتى ولوكانت عندهم أعمال أخرى صالحة وأصبحو في جهنم وخسروا كل شيء، لأنهم خانو الأمة.
بعد هذا يبين الله عز وجل للمؤمنين الذين جعلوا ولايتهم مع اليهود والنصارى هم ارتدو عن الدين الحق وأنهم ليس مؤهلين للدفاع عن دين الله عز وجل وان الله عز وجل سوف يستبدلهم بقوم يكونوا مؤمنين حقا وصفتهم أنهم يحبهم الله عز وجل ويحبونه يعزوا المؤمن ويوالونه، ولديهم العزة بدينهم ولا يوالوا اليهود والنصارة بل يقاتلونهم ويجاهدوا في ذلك بكل ما يملكون لإخراجهم من الأقصى المبارك وفلسطين المحتله قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) ثم يبين الله عز وجل أنه يجب على المومنين حقا أن يتبعوا أوامر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أن تكون الولايه للمؤمنين الذين يتبعون أوامر الله عز وجل، وأن من يتبع الله عز وجل في ولاية المؤمنين ويتحزب معهم فإنهم هم الغالبون والفائزون بالنصر في الدنيا والآخرة قال تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56).
ثانيًا : ما جاء في [سورة آل عمران من آية 118 إلى 120] يبين الله عز وجل في هذه الآيات للمؤمنين حقا ان لايتخذو الكافرين أولياء بحيث يقربوهم اليهم ويستشيروهم ويأتمروا بأمرهم، وبين لهم السبب في هذا وهو، بأنهم غير مخلصين لكم وأنهن يحبون أي أمر يجعلكم في ضيق، وان بغضهم يظهر في إعلامهم وما تخفيه صدورهم هو أشد مما يعلنونه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) كما بين الله عز وجل حال المؤمنين الذين يحبونهم ويظهرون لكم أنهم عكس ذلك، ويبين للمؤمنين أن هؤلاء الكفار والمنافقين عندما تنتصروا أو تغنموا يكونوا في حزن وغيظ وحسرة لأنهم لايحبون الخير لكم، وعندما تهزموا وتكونوا في ضيق يصيبهم الفرح قال تعالى (هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120).
المحور السابع : ما جاء في كلا من [سورة التوبة آية 102 وآية 117 وآية 118] التي بين لنا الحق سبحانه وتعالى فيها أن من يقوم بمعصية تؤثر على الأمه إن كانت في جهاد في سبيل الله عز وجل مثل التخلف عن نصرة ما تقوم به [طوفان الأقصى] كما في قوله تعالى (لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (117) عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) فى هذه الآيات يبين الله عز وجل كيف كان التعامل مع الثلاثة الذين خلفو عن القتال مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فعندما تاب الله عز وجل عن المهاجرين والأنصار لم يتب على من تخلفو عن غزوة تبوك وهم من الأنصار [منهم إثنان حضر غزوة بدر وما بعدها والثالث حضر غزوة أحد وما بعدها] لأن عملهم هذا يؤتر على الأمة مع أنه لم تكن هناك حرب ولكن بمجرد عدم الوقوف مع الأمة في جهادها ضد أعدائها كان سبب في أن حبطت أعمالهم وإن لم يتوبوا توبة نصوحة ويرجعوا إلى الله وما أمر الرسول، وقد بين لنا الشارع كيف تعامل مع الثلاثة لمدة خمسين يوم حتي قال الحق سبحانه وتعالى فيهم (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ) فعلى كل من تخلف عن نصرة [طوفان الأقصى] عليه بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل.
وقوله تعالى (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) وهي نزلت في سيدنا أبو لبابة عندما أفشى سر من اسرار الأمة، وهذا ما تقوم به مخابرات المنافقين، يبين الله عز وجل أن من ارتكب المعصية التى فيها خذلان للأمة ولو كان من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وهو من المهاجرين أو من الأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة لا يتوب الله عليهم حتى يعلنوا توبتهم ويكونون صادقين في توبتهم ويشعروا بالندم، إن كل هذه الفضائل التي كانت عند الثلاثة رضوان الله عليهم أو عند سيدنا أبو لبابة رضي الله عنه الذي ربط نفسه على سارية المسجد أمام عين النبي عليه الصلاة والسلام [ملاحظة : هناك سارية في المسجد النبوى تسمى سارية أبو لبابة أو سارية التوبه لتكون ذكرى للمؤمنين حقا ليتوبوا عند تخلفهم عن نصرة إخوانهم أو إفشاء أسرارهم] وأنهم [من الأنصار ومن أصحاب بيعة العقبة ومنهم نقباء ومن أصحاب بيعة الرضوان وحضر غزوة بدر وما بعدها] كل هذا لم يشفع لهم بأن يتوب الله عليه بدون أن يتوبوا، لأن الحق سبحانه وتعالى يقول (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) لأن الفضل من الله العزيز الحكيم.
المحور الثامن : ما جاء في [سورة آل عمران] والتي تبين حال أهل غزه اصحاب [طوفان الأقصى] وكيف أنهم ناجون وفي الجنات خالدون وعند ربهم أحياء يرزقون وهم فرحين بما وجدوا عند ربهم، كما يبين الله عز وجل أنهم لا يخافون إلا منه وأنهم عندما قيل لهم أن امريكا وأوربا جمعت العده لقتالهم إزدادوا إيمانًا بربهم واعتصموا به فكان جزاءهم النصر في الآخرة لأنهم أطاعو الله وأطاعوا الرسول.
كما بين الله عز وجل حال المنافقين من العرب ومن ادعي الإسلام إن كانوا من الحكام أو أصحاب المال والجاه أو الشعوب المتصهينه التى وقفت مع الصهاينة أو من ظن السوء أو العباد الجهلاء الذين لم ينصروا أهل غزة بالمال وبخلوا وخافوا من حكامهم وزين لهم الشيطان خوفهم، كما تبين الآيات المنافقين، وأن من فضائل هذه المعركة أن الله عز وجل يكشف المؤمن الخبيث أي المنافق، ويبين المؤمن حقا صاحب التقوى وهو الطيب قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (178) مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)
المحور التاسع : ما جاء في [سورة الشورى] والتى تبين صفات المؤمنين الذين يتوكلون على الله عز وجل وحده وهذا ما قامت به [الكتلة الحرجة] في غزة قال تعالى (فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) يبين الله عز وجل في هذه الآيات أن كل مافي هذه الدنيا هو متاع سينتهى، وأن ما سيبقى هو الإيمان الحق والتوكل على الله عز وجل ثم العمل الذي يبتغى به وجه الله عز وجل والجهاد في سبيله، ثم يكمل صفات هؤلاء المؤمنين الذين يتوكلون على الله عز وجل وهي.
- انهم يجتنبون الكبائر والإثم والفواحش واكبرها هو عدم موالاة المؤمنين وخذلانهم وعدم مساعدتهم في جهادهم ضد أعداء الله عز وجل.
- أنه إذا غضبوا يعفون وأجرهم على الله ويتمثلون بقول الله عز وجل (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) ليكونو من عباد الرحمن.
- أنهم يطبقوا اوامر الله عز وجل ويستقيموا عليها قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).
- أنهم يقيموا الصلاة بمعناها التعبدى وبمعنى الصلة الدائمة مع الله عز وجل، وهذه الصلاة التي يحققوا مقصدها وهي أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذا يبين الطاعة لله عز وجل.
- أن أمرهم شورى بينهم لا يوجد إستبداد وهذا يبين الحياة السياسية.
- وأنهم لا يبخلون في الإنفاق بل ينفقوا في سبيل الله عز وجل وهذا يبين الحياة الإقتصادية.
- والذين لا يقبلون البغي لأن البغي لايجتمع مع أمر الله عز وجل لأن البغاة على أمر إبليس قال تعالى (ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ).
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد قائد المجاهدين من قال الله عز وجل فيه وفي أصحابه (لَـٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فالجهاد هو أسوة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وهذا ما فهمته من كتاب الله عز وجل وأختم بقول الله عز وجل (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ).