قيادي بارز توعد الكيان الصهيوني بهزيمة غير مسبوقة في أي حرب شاملة، إنه الرجل الثاني في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأبرز المطلوبين لدى الاحتلال الشيخ صالح العاروري.
ولد صالح محمد سليمان العاروري (أبو محمد) بقرية عارورة في رام الله عام 1966م، وهو متزوج وله ولد وابنتان.
تلقى العاروري تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في قريته، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل عام 1992م.
انتمى لجماعة الإخوان المسلمين في شبابه المبكر، وشارك في نشاطاتها الدعوية والاجتماعية والوطنية، وانخرط في الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل منذ التحاقه بالدراسة الجامعية عام 1985م، وقاد العمل الطلابي في تلك الجامعة.
التحق بحركة «حماس» عام 1987م، وكان على رأس المؤسسين لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في الضفة الغربية عام 1992م.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 – 1992م، اعتقله الاحتلال إدارياً (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة «حماس»، وفي عام 1992م، أعاد الاحتلال اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً.
عندما أفرج عنه عام 2010م تم ترحيله إلى سورية لمدة 3 سنوات، ومن ثم غادر إلى تركيا مع تفاقم الأزمة السورية إلى أن استقر في بيروت.
تسلم العاروري عدداً من المهام داخل حركة «حماس»، منها: مسؤولية ملف الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال، ومسؤولية مكتب الضفة الغربية، وأحد أعضاء الفريق المفاوض إلى جانب أحمد الجعبري، ومروان عيسى، ونزار عوض الله لإتمام صفقة «وفاء الأحرار» التي أفرجت عن 1047 أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي الصهيوني شاليط، والمشاركة في جهود الحركة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وقد حمَّله الاحتلال، بعد إبعاده خارج فلسطين المسؤولية المباشرة عن توجيه عددٍ من عمليات المقاومة ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية.
انتخب نائباً لرئيس المكتب السياسي للحركة في 9 أكتوبر 2017م، وفي عام 2018م صنفته أمريكا كإرهابي عالمي وفرضت عليه عقوبات وعرضت مكافأة تصل لـ5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه.
هدده رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو باغتياله ليرد العاروري بنشر صورة له بالزي العسكري حاملاً سلاحه، وبعد 25 يوماً من عملية «طوفان الأقصى» فجر الاحتلال منزله بعد تحويله لثكنة عسكرية.
وفي آخر وصية له للشعب الفلسطيني قبل استشهاده: «انهضوا جميعا وقاتلوا.. اضرب حجر.. بزجاجة حارقة.. بمسدس.. ببندقية مصنعة.. بكل شيء تصل يدك له.. قاوم ولن يستطيع الاحتلال الصمود.. صعّدوا المقاومة إلى مستوى يضع العالم كله أمام مسؤولياته؛ وستجدوا أن العالم سيقف معنا حين يرى إصرارنا على حقنا.. هذه معركة تحرير «الأقصى» والدفاع عنه ومنع تهويده وهذا يومها».
ومن مقولاته: «دماؤنا وأرواحنا ليست أغلى ولا أعز من أي شهيد.. أولاً وأخيراً الشهيد الذي سبقنا بيوم أفضل منا».
وفي 2 يناير 2023م؛ أي بعد 3 أشهر من العدوان الصهيوني على غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد العاروري و6 من قادة «كتائب القسام» في عملية اغتيال صهيونية بهجوم من خلال طائرة مسيرة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.