صدر بيان عن مجلس الأمن الدولي عبَّر فيه عن قلقه العميق إزاء التقارير عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات في غزة.
صدر هذا البيان إثر مجزرة مروعة ارتكبها العدو النازي ضد المدنيين الأبرياء حال تجمعهم حول سيارة مساعدات غذائية لعلها تسد شيئاً من مسغبتهم، وأطلق بعضهم عليها مجزرة الطحين.
وليست هذه المجزرة الأولى أو الأخيرة التي اقترفها العدو النازي، فقد قام باقتراف آلاف المجازر المروعة.
ولأن العدو الهمجي يدرك أنه فوق القانون، ولا يستطيع أحد محاسبته أو معاقبته، ولإدراكه أن أقصى عقوبة تواجه جرائمه الفاشية مجرد استنكار ظاهري من بعض الدول التي تدعمه عسكرياً ومادياً ومعنوياً، إضافة إلى إدراكه أن أي قرار يصدر من مجلس الأمن لإدانته سيقابل بـ«فيتو» أمريكي.
كما يدرك أن ما يصدر عن مجلس الأمن من إدانات لا تغني ولا تسمن من جوع؛ لذلك لا يعيرها الكيان الصهيوني انتباهاً، ولا يأبه بها ولا يكترث.
والعجيب أن هذه الدول التي تلوك بألسنتها عبارات الاستنكار والشجب تقوم في الوقت نفسه بتقديم كافة أنواع المساعدات العسكرية والمالية لمساندة الكيان الصهيوني في عدوانه الإجرامي على أهلنا في غزة العزة!
من جانب آخر، تقوم بعض الدول بمسرحيات بهلوانية هزلية بهدف ذر الرماد في العيون، وذلك بتقديم مساعدات غذائية عبر طائرات تلقي من خلالها سلات غذائية تسقط تارة في أعماق البحر، وأخرى تصل إلى مستوطنات اليهود، وأحياناً تصل بجوار تجمع سكاني لتصبح مضرجة بدماء المحتاجين أثناء تجمعهم عليها بسبب قصفهم من عدو نازيّ، فبئس كيس الدقيق الذي تسبب بإزهاق عشرات النفوس، وتلك المساعدات التي تهدف إلى رفع العتب والادعاء أن هذه الدول أدت ما عليها من واجب لنجدة أهلنا في غزة، وهذه المسرحية الهزلية التي تهدف إلى امتصاص غضب ونقمة شعوبهم عليهم لا سيما أنهم يقومون بتزويد العدو بكافة أنواع الغذاء وغيره!
إضافة إلى استغلال الكيان الصهيوني لترويج هذه المسرحية الهزلية أمام الرأي العام العالمي ومحكمة العدل الدولية بأنهم لا يمانعون من وصول المساعدات الغذائية لسكان القطاع.
هكذا يعيش أطفال أهلنا في غزة بين استنكارات وشجب دول منافقة متخاذلة مجرمة تكالبت عليهم لتصفيتهم تارة بأسلحة نارية، وأخرى بسلاح الجوع والحصار المطبق!
نسأل الله تعالى أن ينتقم من كل من ساهم بإلحاق ذرة أذى بأهلنا في غزة؛ سواء بالدعم العسكري أو المادي أو الغذائي أو الإعلامي أو الاستخباري أو أي نوع من أنواع المساعدة، وأن ينتقم منهم شر انتقام.